رشا عبيد
وسط ضغوط الحياة المادية॥ وتقلص المشاعر الإنسانية॥ وضعف الروابط الأسرية.. تجد العديد من الأمهات يسألن: "يا ترى لما اكبر هلاقي حد يسأل علي ويهتم بي؟"।ومثلي مثل الكثيرين كنت أرى أن هذا السؤال يزيد من حجم مشكلة غير موجودة بالمرة، فكيف لأم حملت وأنجبت وسهرت وربت أن تسال نفسها هذا السؤال।وكيف لهذه الأم أن تنعي هم زيارة أبنائها لها والسؤال عليها أو تحاول التقرب إليهم وهم لا يبالون؟.فيلم هذا الزمانوبينما كنت ممسكة بريموت التليفزيون اقلب كعادتي جاءتني الإجابة على كل هذه التساؤلات، فإذا بمخرج شاب يدعى رامي الجابري يحكي عن قصة فيلمه القصير والمشارك في مهرجان بغداد السينمائي الدولي لهذا العام. وقد عالج فيه مادية الجيل الحالي ومشاعرهم تجاه والديهم بعد الزواج؛ عندما تأخذهم الدنيا وتدور بهم دوامة الحياة حتى لينسوا في طياتها مجرد السؤال والزيارة لأقرب الأقربين.سرحت مع الفيلم وتألمت لجحود الابن الذي عبر عن مساوئ شباب هذا الزمان "والموضوع ليس للتعميم" وترك أمه على كورنيش النيل وفي يدها رسالة طلب منها أن تعطيها لأي شخص يمر عليها إذا تأخر ومكتوب فيها "على من يجد هذه السيدة التوجه بها إلى اقرب دار مسنين" وتأثرت لعذاب الأم التي تعاملت بفطرة جيلها وأخذها للأمور ببساطة، كذلك وضعت نفسي في حيرة هذا الشاب الذي قرأ الرسالة.ومن الواقعانتهى الفيلم وبانتقالي إلى أرض الواقع دق جرس الباب فإذا بجارتي المسنة التي أصابها الزهايمر؛ بسبب هجر أولادها ذوي المناصب المرموقة لها مع عدم وجود ود بينها وبين زوجاتهم، نتاج الحساسية في التعامل والتي تنشأ بعد الزواج، عندما تحس الأم أنها ربت وتعبت وجاءت الزوجة سلبت ابنها منها وأخذته على الجاهز وتحس الزوجة بأن والدة زوجها تقف لها في كل صغيرة وكبيرة، حتى أصبحت وحيدة بين جدران لا ترحم وحدتها شتاء ولا صيفا.وبمقارنة بسيطة بين الفيلم والواقع نجد الكثير من القصص والحكايات التي نعرفها جميعا ونسمع عنها وربما نعيشها فكثيرا ما نسمع عن الزوجة التي تحاول قدر المستطاع إبعاد زوجها عن أمه وأهله، أو الزوجة التي تتحجج وتختلق الأسباب لعدم الذهاب لزيارة أهل زوجها؛ مرة لأنها متعبة أو مجهدة، ومرة لأن إجازة الأولاد للراحة في المنزل لمواصلة أسبوع دراسي جديد وليس للخروج وزيارة الأهل وغيرها من الحجج التي لا تنتهي، ناسية أن الأيام تدور والسنوات تمر وستصبح في نفس المكان وفي أشد الحاجة هي الأخرى للسؤال.قد يرى البعض في هذه الكلمات افتراء على جيل الشباب لذلك شاهد هذا الفيلم وشاركنا برأيك.. وماذا أنت فاعل لو كنت مكان هذا الشاب؟ وماذا ستقدم لهذه المسنة أو ما تتوقعه لها؟.شاهد فيلم هذا الزمان بطولة عواطف حلمي إخراج رامي الجابري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق