الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

اردوغان بطل الشباب من كل الالوان


رشا عبيد

"أردوغان يا عود ريحان .. سيرتك حلوة في كل مكان، عندا فيكي يا إسرائيل .. الطيب على أرض النيل، رجب يا رجب .. شكرنا ليك قد وجب، اشهد اشهد يا زمان .. حب مصر لأردوغان"...

بهذه الشعارات استقبل الشباب المصري بحفاوة، أعادت إلى الأذهان الاستقبال الشعبي لجمال عبد الناصر في الدول العربية، رئيس الوزراء التركي "رجب الطيب أوردغان" في مطار القاهرة، فور وصوله لأرض مصر يوم الاثنين الماضي الموافق الثاني عشر من شهر سبتمبر كأول زيارة له بعد ثورة 25 يناير.

ولأن شباب الإخوان المسلمين كان لهم النصيب الأكبر في المشاركة؛ فقد رددوا شعارات خاصة بهم: أردوغان يا أردوغان .. ألف تحية من الإخوان، ورافعين صوره واللافتات المؤيدة له وللخلافة الإسلامية مع شعار الإخوان.

استقبال الأبطال

ولم ينته استقبال الطيب والترحيب به في مطار القاهرة بل رافقه حفاوة المصريين من كافة توجهاتهم في كل مكان دبت فيه قدمه؛ فكانت وقفة للترحيب به أمام السفارة التركية، وأمام القنصلية التركية بالإسكندرية، كما نظم طلاب الإخوان وقفة أمام مشيخة الأزهر للتعبير عن سعادتهم به مرددين هتافات: "أهلا أهلا أردوغان أهلا أهلا بالأبطال".. "أهلا أهلا أردوغان أهلا أهلا بالشجعان".

وجاء هذا الاستقبال بعد قيام عدد من الشباب على موقع الفيس بوك بتدشين العديد من الصفحات التي تدعو للمشاركة في استقبال أردوغان منذ الإعلان عن زيارته الرسمية لمصر، ومن هذه الصفحات "هانستقبلك بالورود يا أردوغان عشان أنت بجد إنسان" والتي دعا أعضاؤها الذين وصل عددهم إلى خمسة آلاف في ساعات محدودة للترحيب به أمام دار الأوبرا المصرية حيث المكان المحدد لإلقاء خطابه حاملين الورود وصوره واللافتات المؤيدة له.

ومن بين هذه الصفحات أيضا "أردوغان القائد والإنسان" والتي دعت لاستقباله في كل مكان يمر به وصفحة "استقبال أردوغان 12 سبتمبر" وغيرها العديد من الصفحات التي أنشئت لنفس الغرض.

صلاح الدين 2011

ومن بين الآلاف من تعليقات شباب الفيس بوك والمعبرة جميعها عن انبهارهم برئيس الوزراء التركي والمؤيدة لاستقباله؛ أبيات شعر كتبها محمود عفان قائلا:

"تحيه تحية لاردوغان .... من اسطنبول للميدان, أردوغان رمز العزة .. يحميه ربي ويزور غزة، اردوغان عز الإسلام .. الله يعزه كمان وكمان , اردوغان اردوغان ... جاي بالخير والسلام، من تركيا لمدينه نصر .... نصر وعزة ووحدة يا مصر"

وموجها كلامه للمشير كتب Mahmoud Arafa: "حب وامن رخاء وأمان ... دى تركيا اردوغان .. مهما كان السن كبير ... مش عيب نتعلم يا مشير"

ويؤكد "أيمن طاحون" على أهمية استقبال أردوغان: "ده لازم يستقبل بالورود والريحان، لو لن يُستقبل استقبال الفاتحين مين اللي يستقبل كذلك ...هذا من أعاد دماء النخوة في عروق الامه من جديد .. أنا معكم".

وفي تحية خاصة منHuseen Abd Elaty : "إلى الرجل الذي رفع رؤوس المسلمين إلى السماء، إلى الرجل الذي رفع رأس بلاده في عنان السماء، إلى الرجل الذي لم يرض بأن يذهب دماء شهداء بلاده سدى، لك من شباب مصر ورجالها وشيوخها ونسائها وأطفالها ألف تحية واحترام، وننحني لك يا سيدي احتراما وتقديرا، وندعو الله العلى القدير أن يرزقنا أسدا مثلك لك منا ألف تحية ويوفقك الله لما يحبه ويرضاه".

واختصرت "هنا أسعد" مواقفه في جملة: "رجب أردوغان يلعب سنجل، وكل الدول العربية تلعب نيكست".

وعلى الجانب الآخر ظهرت بعض التعليقات الرافضة باسم الغيرة المصرية؛ ومنها تعليق "Ayat": "أردوغان بالفعل شخصية قوية أثبتت نجاح سياسي كقائد دولة لكن حجم الانبهار الذي قوبل به أعتقد أنه مبالغ فيه بشكل كبير، ففي النهاية هو رئيس دولة يعمل لمصلحة دولته وشعبه، ولم يأت إلى مصر إلا بعد أن قمنا بثورة شهد لها العالم كله، وإذا كان هو حقق نجاح كبير فنحن أيضاً حققنا كشعب نجاح لم نكن نعتقد أنه ممكن أبدا".

وأوضحت أنه: "إذا أردنا أن نتعلم من تجارب الآخرين كالأتراك وغيرهم؛ فلتكن علاقتنا كدولة مقابل دولة وشعب مقابل شعب، وليس كولي من أولياء الله الصالحين نحج لمقامه ونبتهل بذكره، وفي النهاية إذا أرادت تركيا أن تقيم علاقات معنا فبالتأكيد هي علاقة متبادلة ستعود عليها بالنفع".

وبعد تصريحاته في برنامج العاشرة مساء وإيمانه بفكرة الدولة العلمانية وضع البعض في حيرة من أمرهم فكتب أحدهم: "أردوغان قائد كبير ولكني أتمنى أن يكون بعيداً عن العلمانية فمصر سوف تقوم على الشريعة الإسلامية بإذن الله"، موضحا أن دعوته إلى قيام مصر كدولة علمانية سوف تضر بشعبيته.

عذرا تركيا

وفي تعليقها على حالة الإعجاب والانبهار هذه؛ انتقدت دكتورة داليا الشيمى على موقعها عين على بكرة فكتبت: لأننا محرومين، ولأنه نموذج يداعب خيالنا ويغيب عن أرض واقعنا، فنحن دوماً ندخل معه في حالة من الانبهار المبالغ فيه أحياناً.

وموضحة أن الانبهار أمر مُضاد للحكم العقلي، فحين علمونا كيف نُقيم شخص أو موقف قالوا لنا: إن كنت تحتفظ لهذا الشخص أو ذاك الموقف بحالة من الانبهار فتوقف عن إصدار حكم عليه، ذلك أن حكمك نحوه سيكون متأثراً بانبهارك ولن يكون أبداً حكماً عادلاً .

وفي تعليقها على موقف أردوغان من طرد السفير الإسرائيلي قالت: مع كامل احترامي لتركيا وأردوغان ... هذا موقف رائع في التخطيط والإدارة والتنسيق، لكنه أبداً ليس موقفا انفعاليا أو بطوليا نصفق بعده على صراع البطل للأشرار كما يحاول البعض في مصر تصويره لنا لسبب أو لآخر"، ومبرهنة على ذلك بأن هذا الموقف جاء بعد سنة وأربعة أشهر من حادث سفينة الحرية أي بعد التخطيط ثم اختيار الوقت المناسب.

رجل المهام الصعبة

واختلف معها في الرأي دكتور محمد المهدي موضحاً أن الشارع المصري يتوق لبطل منقذ مخلص وطني، وهذه الصفات ليست متوفرة حتى الآن بشكل عملي وقد تكون متوفرة في بعض المرشحين ولكن في شكل وعود.

وواصل قائلاً: الشعب المصري منذ زمن بعيد لا يرى بطلا مخلصا ومخلصا بعد أن تهاوت الرموز وضعفت واستسلمت، ومن هنا يمكن القول بأن الشارع المصري يجد في أردوغان رجلا بمعنى الكلمة، رجلا خدم شعبه منذ مطلع شبابه، وفيه مواصفات البطل فهو ينتمي إلى بلد إسلامي وتربى في بيئة إسلامية وعلى أيدي نشطاء إسلاميين واستطاع أن يشارك في أحزاب استطاعت أن تحكم بلدا، كذلك استطاع أن يحقق مكاسب لشعبه، ولم يكتف بهذه الانجازات على المستوى التركي وإنما امتدت نجاحاته على المستوى الدولي واتخذ مواقف بطولية ضد إسرائيل ووقف شامخا في الكثير من المؤتمرات وجاهر بموقفه المعارض لإسرائيل، وقدم تضحيات من المواطنين الأتراك في سبيل القضية الفلسطينية وطالب الحكومة الإسرائيلية بالاعتذار ودفع تعويضات لأسر الشهداء، وحينما رفضت اختار الوقت المناسب وقام بطرد السفير الإسرائيلي وتجميد العلاقات.. كل ذلك في موقف يتوق إليه المصريين.

صفات شخصية

ويضيف المهدي إلى إنجازاته التي جعلت منه بطلا مواصفات شخصيته التي تدعو للإعجاب؛ فهو يقف شامخا ويبدوا وسيما ومهندما ويتحدث بعزة وكرامة، ولديه كاريزما ونبرات صوته تعطي إحساسا بالعزة، وكل هذه الأشياء تجعله بكل حق ممثلا لقيادة إسلامية ودولية حقيقية.

وينتقد المهدي تصريحات قيادات الإخوان وتحذير أردوغان من الهيمنة على المنطقة بعد تصريحه وإيمانه بعلمانية تركيا، فهذا من شانه أن يفهم بأنه إنكار لدور الرجل والتفكير بعقلية مبارك والتوهم بأنه يفكر في السلطانية العثمانية، وقد تُفهم على أنها قصر نظر في الحكم على الأمور وأنه صراع وتنافس بين الدور المصري والتركي وهذا التقوقع والانكماش هو ما عطل العلاقة بين مصر وإيران من قبل.

وعبر المهدي عن ذكاء رجب أردوغان لاختياره توقيت الزيارة بعد ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم وبعد أحداث السفارة وطرد السفير ليقول لنا "أنا فعلت ماتمنيتموه وما لم يفعله قادتكم".

إيجابية يقابلها الخنوع

وتعليقا على إحساس البعض بنبرة التعالي والكبر في بعض عبارات خطابه في الجامعة العربية وكأنه يشير بالتجربة التركية لمصر ويريد أن نتعلم منها أو أنه جاء ليقدم النموذج التركي كحل للجدل القائم حول هوية مصر بعد 25 يناير، ختم المهدي قائلا: قد يكونوا على صواب ولكني أعتقد أنه لا يؤخذ على أنه تعال، وإنما حقيقة الأمر أنه نجح ودائما الناجح يُعلم من لم ينجح، فما المانع أن نتعلم؟.

واتفق معه في الرأي دكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: علينا أن نتفق بأن الشارع العربي يتفاعل مع تصريحات أردوغان بدرجة عالية من الإيجابية وينبهر به منذ موقفه من عدوان غزة 2008، وعندما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بمنتهى الحدة وأكد أن إسرائيل دولة لا تريد السلام.

وواصل قائلاً: كل هذه المواقف كان يقابلها قدر كبير من الخنوع والارتخاء على مستوى الحكام العرب أمام الغطرسة الإسرائيلية، ويشهد على ذلك تصريحات الرئيس المخلوع بعجز مصر عن الوقوف ضد إسرائيل ورغبته في تجنيب الشعب المصري الدخول في الحروب،

وذكر خليل أن المصريين كما أتصور لم ينسوا لأردوغان كلماته المؤثرة أثناء ثورة 25 يناير؛ والتي أكد فيها لمبارك أننا بشر وأننا غير خالدين وأننا جميعا سوف نموت وسوف نحاسب على أعمالنا، وهو خطاب لم يكن لمثل مبارك أن يفهمه.

ويضيف على ذلك بأن جانب التميز الأساسي في شخصية أردوغان يرتبط بقدرته على التعبير بلسان الشارع، وكل ذلك ساعد في تكوين صورة إيجابية له في الشارع المصري.

وحول حديثه عن علمانية الدولة أوضح خليل بأن: هذا التصريح كان صدمة للكثيرين لأنه تصور أن الشارع المصري لم يفهم أبعاد هذه الفكرة، حيث أنه أكد على إسلامية الدولة والمجتمع التركي وعلى الديمقراطية، والديمقراطية في جوهرها فكرة علمانية.

وأشار إلى أن الرجل كان موفقا في تصريحه وأن: المصريين علمانيون من داخلهم فنحن شعب دنيوي ومحب للحياة والاستمتاع بها، وكل ما يظهر على الشخصية المصرية هو تدين وسطي لا يشوبه التطرف أو التعصب وإنما هو التدين الذي يحكمه قانون "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة"، فالشعب المصري يؤمن بالحرية والديمقراطية ويرغب في عمل تجاري لا توجد أمامه عوائق قانونية وهذه الأفكار في مجملها هي العلمانية.

وموجها كلامه للمواطن المصري قال خليل: المواطن المصري مطالب بفك هذا الاشتباك بين العلمانية والإسلام، فالإسلام لا يتعارض مع فكرة الحرية والعدالة والمساواة، ويؤكد على فكرة العدل "إن الله يأمر بالعدل" ويؤكد على الإتقان في العمل "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها".. وهذه نفس أفكار وقيم النظام العلماني.

وينهي خليل كلامه بأن: النقطة الوحيدة التي يمكن الجدل حولها بشأن العلمانية هي مسألة فصل الدين عن السياسة।


http://www.onislam.net/arabic/problems-answers/8101/134405-2011-09-15-14-23-42.html

استخدام العصا في المدارس .. مع ام ضد


رشا عبيد

نشرت مجلة ديلي اكسبريس البريطانية الأسبوع الماضي نتيجة استطلاع أجري في المملكة المتحدة، وأظهر أن حوالي نصف البريطانيين يؤيدون العودة إلى استخدام العصا كأسلوب للتربية في المدارس، مبررين ذلك بضرورة منح المعلمين حقهم في استخدام أساليب وصفوها بالقاسية لردع المشاغبين.

وقال إن 93٪ من الآباء والأمهات و68٪ من الأطفال يعتقدون أن المعلمين بحاجة إلى التمتع بالمزيد من الصلاحيات في الفصول الدراسية، فيما يؤيد 91٪ من الآباء والأمهات و62٪ من الأطفال السماح للمعلمين بأن يكونوا أكثر صرامة حين يتعلق الأمر بالانضباط. وبيّن الاستطلاع أن 40٪ من أولياء الأمر، و14٪ من التلاميذ أيدوا استخدام العصا أو الصفع لمعاقبة الطلاب المشاغبين، فيما عارض هذا الإجراء 53٪ من أولياء الأمر و77٪ من الأطفال.

النموذج الغربي

ويأتي التركيز على هذه النتائج نظرا لأهمية هذه القضية والاختلاف حولها، وبعد أن صدر إلينا الغرب النموذج التربوي المتمثل في المدارس المشتركة باعتبارها نموذجا تربويا سليما، حتى أثبت فشله على المستويين التعليمي والتربوي، وبدأ الغرب جاهدا لإعادة فصل المدارس بين الجنسين، ويبدو أن نفس السيناريو يتكرر مع قضية استخدام العصا في المدارس أو منعها، فعندما أعلنت الدول الأوربية قرار منع العصا في المدارس ثارت المنظمات الحقوقية وقامت الدنيا ولم تقعد في مصر والدول العربية لاستصدار قرار يمنع استخدام العصا في مدارسنا.. وقد كان.

والآن وبعد إعلان نتائج هذا الاستطلاع يحق لنا أن نتساءل: هل الضرب بالعصا هو الوسيلة المثلى لعقاب التلاميذ وانضباطهم؟ وهل تعيد للمدرس هيبته واحترامه؟

ولو تمنى المدرس عودة استخدام العصا.. فهل يقبل الطالب في ظل قوانين تتيح له الإبلاغ عن أبيه شخصيا حال الاعتداء عليه بالضرب؟ ثم هل نكون خياليين إذا طمعنا في نموذج تربوي خاص بنا أو مناسب لظروفنا وثقافتنا؟

"رضعونا الخوف رضاعة"

و حول هذا الموضوع الشائك كانت هذه هي آراء بعض من الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين والمتخصصين:

بداية عبرت خديجة "طالبة بالمرحلة الثانوية" عن فشل المنظومة التعليمية بأكملها وحاجتها إلى البناء مرة أخرى بصناعة محلية وخاصة بعد الثورة، واكتفت بكلمات الشاعر هشام الجخ: علمونا بالعصاية.. ورضعونا الخوف رضاعة.. فمتزعلوش لما أبقى مش بسمع كلامكم.. وماتزعلوش لما أبقى خارج عن النظام"

وعندما سألت "مروان بالمرحلة الإعدادية" هل ضربت من قبل في المدرسة؟ بدت عليه علامات الاستغراب وقال: "طبعا هو في حد في مصر مانضربش وهو صغير.. لكن دلوقتى خلاص إحنا كبرنا وعرفنا إن الضرب ممنوع".

ولأن أحمد " تلميذ بالمرحلة الابتدائية " من التلاميذ المتفوقين، فلم يتعرض للضرب إطلاقا فالضرب من وجهة نظره "للتلاميذ اللي مش بتذاكر ومش بتعرف تجاوب في الفصل".

الضرب.. تأديب وتهذيب

ولأولياء الأمور رأي مختلف: فيقول " مجدي ولي أمر طالبين بالمرحلة الابتدائية : أنا بصراحة مع استخدام العصا في المدرسة وفي نفس الوقت ضدها، فلو استخدمت بشكل منهجي ومنظم ومراقب فأهلا بها، أما إذا استخدمها المدرس بهدف الانتقام والأذى أو بطريقة وحشية كما تطالعنا الصحف والبرامج التليفزيونية كل موسم دراسي، فلست مع استخدامها طبعا، فالضرب ليس غاية في حد ذاتها وإنما وسيلة للتأديب والتهذيب.

ولأنها تخاف على أولادها من الرسوب في امتحانات آخر العام أو انحرافهم أخلاقيا تذهب "أم آية ربة منزل" للمدرسين بنفسها لتوصيتهم بضرب أولادها وعدم التردد في ذلك حال عدم استذكار دروسهم بشكل جيد أو صدور أي أفعال مشاغبة منهم.

وعلى العكس تماما كان رأي "رانيا أم لطفلين في المرحلة الابتدائية" فتقول أنا أرفض وبشدة استخدام العصا في المدارس فلم أرسل أولادي من أجل ضربهم أو تخويفهم، وتبرر ذلك بأن قرار منع الضرب جعل المدرسين يلجئون إلى أساليب غريبة وسيئة في العقاب مثل ضرب التلميذ على ظهره أو الضغط بسن القلم على كفه فهذا ما حدث مع ابنتها وما جعلها تتقدم بشكوى ضد هذه المدرسة.

فشل المنظومة التعليمية

ومن واقع التجربة تلقي "ابتسام.. مدرسة لغة عربية بالمرحلة الثانوية" باللوم على وزير التربية والتعليم الأسبق حسين بهاء الدين لأنه –من وجهة نظرها– يعتبر أساس المشكلة التي أضرت بالمنظومة التعليمية بأكملها ابتداء من الأسرة ومرورا بالطالب ثم علاقتهم بالمدرسة وتقول: بالطبع تدهورت هذه العلاقة وضاعت هيبة المدرس بسبب قرار منع العصا نهائيا بالإضافة إلى الدروس الخصوصية وإحساس الطالب بأنه اشترى المدرس بالمال.

وعن استخدام العصا ترى أن أسلوب العقاب يعتمد على نوعية الطالب، فهناك نوع من الطلبة ممن يتأثروا بالعقاب اللفظي أو النفسي، وعلى العكس هناك نوع آخر يأتي الضرب بثمار جيدة معه، وحتى لا يفهم كلامي خطا فلا أقصد الضرب المبرح مسببا العاهات، ولكن الضرب بهدف المصلحة.. وتتساءل قائلة: أليس هذا ما يفعله الأهل عندما يتمادى الابن في الخطأ؟.

الضرب.. مرفوض مرفوض

وما بين مؤيد ومعارض لعودة العصا، تؤكد المستشارة التربوية نيفين عبد الله رفضها التام لأسلوب التربية القائم على الضرب، لقتله الحس الفكري لدى الطالب، وتُرجع استخدام العصا إلى الثقافة المغلوطة والمختلطة في المجتمعات الإسلامية والتي تسلم بأن الضرب وسيلة تأديبية استنادا إلى حديث رسول الله (ص) ونسينا أن رسول الله كان خير معلم ولم يستخدم الضرب في التربية إطلاقا ولكنه أعطانا رخصة الضرب الخفيف فقط وفي الشئون الدينية.

وردا على مقولة العصا لمن عصا تقول نيفين: "علينا أن نتذكر بأننا نربي طالبا وشخصا سويا وليس مجرما أو مسجونا، فمن عصى أعلمه بديل العصيان للوصول إلى احتياجاته وهناك قاعدة عامة تقول كل سوء سلوك وراءه احتياج غير ملب".

وتواصل: نحن نعاني من فقر في الثقافة التربوية ويوم أن ينتبه مجتمعنا بأن هذا هو أصل البلاء سوف تحل جميع مشاكلنا، كما تؤكد أننا كتربويين فشلنا في مواكبة العصر وصرنا نتعامل مع القضية الجديدة بمفاتيح قديمة.

التعليم بالحب لا بالضرب

وتختتم نيفين حديثها بمجموعة من الاقتراحات لإدارة الفصل بدلا من الاحتكام إلى الضرب ومنها:

  • أن يكون المدرس لديه وعي حقيقي باحتياجات الطلبة الوجدانية.
  • أن يكن لديه خبرة ومهارة في طرق التدريس المختلفة والتنويع فيما بينها.
  • الحرص على تقديم العديد من الأنشطة المختلفة للطلبة وجذبهم إلى الالتزام في الفصل.
  • التفنن والعمل على شغل الطالب وإنهاكه فيما هو مفيد داخل الفصل لأن الطالب المشاغب -على حد قولها- هو الطالب الذي يستشعر الملل والزهق في المدرسة.

وختاما.. هل أنت مع استخدام العصا في المدارس؟

http://www.onislam.net/arabic/adam-eve/father-mother/134669-2011-10-05-12-48-37.html

في ادارة الخلافات الزوجية .. من حقها الاعتذار

خميس, 10/06/2011 - 08:31

الكاتب

قد لا يغيب عن أذهان الشارع السعودي هذا الزوج الذي لجأ إلى تعليق لافتة قماش تتضمن اعتذارا رسميا منه لزوجته على جسر للمشاة في مدينة "الخبر" العام الماضي في محاولة منه لإرضائها، وتضمنت الرسالة طلبه الصفح والتأكيد على تمسكه بزوجته بعد محاولات يائسة منه لإعادة المياه إلى مجاريها.

وعلى نفس الطريقة قام زوج مصري أيضا بتجهيز لافتة كبيرة طولها 12 متر وعرضها 7 أمتار أمام منزل زوجته في احد شوارع وسط القاهرة ,تختلط فيها عبارات الاعتذار والحب, ولم ينس الزوج استدعاء وسائل الإعلام حتى يكون الاعتذار علنيا

هذان الزوجان وإن كانا قد سارعا بإطفاء حريق خلافاتهما الزوجية فعلى الجانب الآخر وبحسب صحيفة عكاظ السعودية قام سعودي بتطليق زوجته بعد أن طلب منها إعداد السمبوسك المحشو باللحم في رمضان هذا العام وعند الإفطار تذوقها ليجدها بالجبن فاعتدى عليها بالضرب وطردها من المنزل بعد أن ألقى عليها يمين الطلاق, وآخر يطلق زوجته عبر الميكروفون الخاص بأحد المجمعات التجارية أثناء تسوقهما

فهل يقلل الاعتذار من رجولة الزوج أو ينتقص من قوامته ؟ ولماذا يعتبر البعض الاعتذار بمثابة مدخلا لاستقواء المرأة ؟ وما هو سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم في حل خلافاته الزوجية ؟

وخيرهما الذي يبدأ بالاعتذار

فالحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات والاختلاف في وجهات النظر وكثيرة هي الموضوعات التي يدور حولها الخلاف وتعج بها بيوتنا , وقد تمر هذه الخلافات وتذوب سريعا دون حاجة للوقوف أمامها بينما هناك مواقف أخرى يتجمد فيها الخلاف ويتبلور خاصة مع تغير ظروف الحياة وكثرة الضغوط والمتطلبات الحياتية حتى ليصل إلى الطلاق في أحيان أخرى مع أن الحل في الغالب ليس معضلة وتحت أقدامنا ويكمن في كلمة بسيطة ومعبرة وقادرة على تحجيم المشكلة مجملها " الاعتذار والتسامح " ولأن الزوجة غالبا لا تمانع بالاعتذار لخطأ صدر عنها وأحيانا أخرى لخطأ ليس لها يد فيه , تظل لديها الرغبة الدائمة في سماع كلمة اعتذار من زوجها سواء كانت بشكلها المباشر أو من خلال دلالات معبرة عنها بالرغم من إنكاره غالبا لأخطائه في حقها ومتخذا من كونه رجل البيت الرخصة الكافية لعدم الاعتذار ولاسيما أمام الزوجة ,وبالرجوع إلى خير معلم وقدوة المسلمين والقراءة في السيرة النبوية نجد أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب لنا أروع الأمثلة في التعامل مع زوجاته فنجده يطيب خاطر زوجته صفية ويقول لها " أما إني أعتذر لك يا صفية مما فعلت بقومك "

واعتذاره لها ليس لخطأ ارتكبه في حقها إنما تطييبا لخاطرها لغزوه صلى الله عليه وسلم لقومها في غزوة خيبر.

وموقف آخر عندما جاء أبو بكر يستأذن النبي فإذا بالسيدة عائشة رافعة صوتها في خلاف بينها وبين رسول الله فغضب منها أبو بكر رضي الله عنه وقال لها "يا ابنة أم رومان " فحال النبي بينهما وجعلها خلفه ليخلصها من أبيها فلما خرج أبو بكر أخذ رسول الله يتحدث إليها ويضاحكها ويقول " أما تريني قد حلت بينك وبين أبيك " وعندما رجع أبو بكر قال : "يا رسول الله أشركاني في فرحكما كما أشركتماني في حربكما "

شجاعة الاعتذار

ويرى دكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الاعتذار بين الزوجين جائز عند حدوث الخطأ على ألا يُفهم الاعتذار بشكل خاطئ ويقول : فإذا حدث الرجل زوجته بطريقة لا تناسب مقتضى الشرع والعقل فعليه بالاعتذار فالأصل في العلاقة الزوجية أنها مبنية على الحب والمودة والرحمة لقوله تعالى ) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون )

ولقوله أيضا (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (وتأكيدا لمبدأ المعروف بين الزوجين يقول تعالى " فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ " وهو ما تعارف عليه الناس بالعلاقة الطيبة والحسنة بين الزوجين بعيدا عن عبارات التجريح وفي هذا الإطار يقول رسول الله " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " وهذه الخيرية تقتضي أن يعتذر الزوج ويواصل الشحات قائلا : على الجانب الآخر يجب على الزوجة ألا تُلجئ الزوج إلى ما يخرجه عن شعوره أو ما يسيء إليه حتى لا يتفوه بالألفاظ الخارجة أو يتصرف بشكل غير لائق لقوله تعالى ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) وهذا يفرض على الزوجة أن تكون رحيمة ودودة وأن يهيئ كل طرف الأسباب للطرف الآخر لتوفير الأجواء الطيبة حتى تكون العلاقة طيبة وعلى خير ما يرام

وموجها حديثه لكل زوجين يقول : الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة إنما يتخللها أوقات من العسر واليسر والشدة والرخاء ولذلك على الطرفين أن يتحليا بالضبط النفسي في وقت الشدة والغضب وأن يفهم كل طرف الطرف الآخر وأن يحتذي كل زوج حذو رسول الله في تعامله مع زوجاته وإرضائه لهن وحرصه على معاملتهن بالمعروف وتقديره لمشاعرهن عندما كان ميثاق التعامل ميثاق شرف ووثيقة تكاملية أساسها المودة والرحمة وهذا هو دستور الحياة الزوجية ولا مانع في ظل هذا الدستور أن يعتذر الزوج لزوجته والعكس ,وينهي كلامه بتحذير الزوجة من إساءة فهم هذا الاعتذار أو أخذه على أنه انتقاص من قوامة الرجل بل عليها أن تتفهمه في وضعه الصحيح فالأصل هو أن يوضع كل شيء في نصابه الصحيح.

الخطأ = اعتذار

تقول إحدى النساء "ابتعدي عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار حتى لا تفقدي يوما احترام نفسك وأنت تغفرين له إهانات وأخطاء في حقكِ ، لا يرى لزوم الاعتذار عنها , سيزداد تكرارا لها .. واحتقارا لك "

وترد على ذلك دكتورة نعمت عوض الله , المستشارة الاجتماعية بأن البداية تأتي مع اختيار الزوج وتحديد صفاته قبل الدخول في العلاقة الزوجية ومن هنا تؤكد أن الشخص الضعيف بطبيعته يحس سريعا بالإهانة والدونية ويتشكك في تصرفاته فيصعب عليه الاعتذار ويراه انتقاصا لكرامته, بعكس الشخصية القوية, فكلما كان الشخص قوي الشخصية وكبير قيمة ومكانة كلما كان واثقا من نفسه ومن تصرفاته وكلما زادت كفاءاته كلما كان اعتذاره أسهل.

وتواصل عوض الله: على الزوج إن أخطا أن يتحمل نتيجة تصرفاته ويعتذر سواء كان هذا الاعتذار للزوجة أو لشخص أصغر منه أو أقل منه , ولو لديه تحفظات على الاعتذار فعليه أن يتجنب الأخطاء والغلطات التي لم نُعصم منها كبشر , كما تؤكد أن الاعتذار مسألة بسيطة ولا علاقة له باستقواء المرأة وما يضخمها هو أسلوب التربية في المجتمع الشرقي الذي يربط بين الاعتذار والانتقاص من القوامة

اعتذار غير مباشر

وتنصح المستشارة الاجتماعية كل زوج بأن يعتذر لزوجته إن أخطا في حقها إما بكلمات الأسف المباشرة أو باستخدام دلالات الأسف وتقديم الاعتذار بشكل غير مباشر فهناك نوع من الرجال لا يستطيع نطق " أنا آسف " بشكلها الصريح ومن هنا عليه أن يأتي بهدية لزوجته لدى رجوعه إلى المنزل أو يتصل بها قبل الرجوع ويستفسر عما تحتاجه أو يرسل لها رسالة تحوي كلمات حانية معبرة عن أسفه وتنهي عوض الله فتقول : وهنا على المرأة أن تتقبل هذه الأساليب وتتعامل بكل لطف وأن تكون حريصة على إنهاء الخلاف وعودة الحياة إلى مجاريها ।


http://www.wafa.com.sa/new/wafaa/node/3298

اطفال سنة اولى مدارس .. روشته للتاهيل



رشا عبيد

كثيرا ما نميل إلى وضع حياتنا في حالة طوارئ، فلا يخفى على أحد حالة التوتر والقلق والارتباك التي تصيب الأسر المصرية مع بداية كل عام دراسي جديد، وتزداد هذه الحالة مع أمهات التلاميذ الجدد الذين سيدخلون المدرسة لأول مرة "Kg 1" وبالأخص الغير عاملات منهن نتيجة تعلق أطفالهن بهن وعدم اعتيادهن الغياب لفترات طويلة عن أطفالهن، بعكس الأمهات العاملات اللاتي اعتدن الغياب عن أطفالهن لساعات متواصلة.

مرحلة انتقالية

وتعتبر هذه المرحلة نقطة فاصلة في حياة الطفل حيث ينتقل من حضن أمه ليقتحم عالم غريب وجديد عليه، ومن حياة لا يعرف فيها غير أهله وأسرته وربما قليل من زملاء الحضانة - حال توفرها - إلى عالم كبير وواسع فيه الكثير من الوجوه الغريبة والغير مألوفة بالنسبة له، ومن حياة لا يشغله فيها غير اللعب والاستمتاع إلى حياة تلزمه بقدر من المسئولية وعلى رأسها الواجب المدرسي.

فكيف تؤهل الأم طفلها لمثل هذه الفترة الانتقالية من حياته؟.. وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل حتى يعتاد المسئولية والحياة المدرسية ؟..

تجارب أمهات

وللتعرف أكثر على ظروف هذه الفترة حاولنا اخذ الخبرة من أمهات عشن التجربة لأول مرة مع أطفالهن:

تقول "نجلاء" - أم لطفلين -: "طبعا شعرت بالخوف قبل التحاق ابني بالمدرسة لأول مرة، وأكثر ما كان يخيفني هو مستوى النظافة بين أطفال الفصل؛ خاصة أن الدراسة تبدأ في فصل الصيف مما يسهل انتشار بعض الأمراض الجلدية المعدية، لذلك حرصت على تنظيف ابني بالاستحمام يوميا والتفتيش في جسمه ورأسه لاكتشاف أي بثور جلدية أو تغير في لون الجلد وخلافه".

وعن ذكريات أول يوم دراسي مع ابنها عبرت نجلاء عن مدى القلق الذي أحست به فور خروجها من المدرسة وترك ابنها، خاصة وأنها عندما دخلت له الفصل بعد الطابور كبقية الأمهات وجدته يبكي بشدة.

وعلى العكس تحكي "رانيا أم لطفلة" عن موقف ابنتها البطولي وارتباطها بالمدرسة وفرحتها بها؛ موضحة أن الميس أو مدرسة الفصل هي من تتحكم في مدى تقبل الطفل للمدرسة من عدمه، وبارتياح قالت "الحمد لله ربنا وعدني بمدرسة لطيفة وحبوبه لابنتي".

وتنصح رانيا الأمهات فتقول: "أهم شيء هو التعرف على المدرسة وتوضيح شخصية طفلك لها ومفاتيح التعامل معه وكذلك لمعرفة الأخطاء الذي وقع فيها طفلك ومحاولة توضيح الصواب له في المنزل".

"الطفل الأول كفئران التجربة"!.. هكذا بدأت "فاطمة" - أم لطفلين - الحديث عن قمة حيرتها عند التحاق طفلتها بالمدرسة في العام الماضي وشعورها باللخبطة وعدم معرفة المستلزمات المطلوبة، وتعبر عن مدى استيائها من تعويد ابنتها على استذكار الواجبات معها بشكل كامل ومتابعتها في الكتابة لحظة بلحظة، وبحسم قالت: "هذا ما لن أفعله مع أخيها أبدا".

ولأن مصروف المدرسة من الأساسيات تنصح "ريهام" بعدم إعطاء الطفل مصروفا من نقود فضية لتجنب ابتلاعها مثلما حدث لابنها.

الخوف حالة صحية

ويصف دكتور سعد رياض، الدكتور في علم النفس والعلاج النفسي، حالة الخوف التي تنتاب الأمهات في هذه المرحلة بأنها حالة صحية؛ فهذه الأيام الحرجة تمثل عوامل ضاغطة على الأم والتي تتمثل في اطمئنانها على طفلها خاصة فيما تمر به البلد من ظروف، كذلك فإن مرحلة "الانفصال الأولى" – أول انفصال للأم عن طفلها- لها تأثيرات عليها وبالأخص إن لم تكن عاملة.

وينصح رياض الأمهات بمراعاة عدم نقل مثل هذه المشاعر للأطفال أو الحديث عنها على مسمع منهم حتى لا يشعر بالخوف، وأن تحاول ألا تكثر من أسلوب التحذير فيما يخص هذا الموضوع، كذلك عليها ألا توصل له إحساس بأنه عالم مخيف، وتراعي بألا تكون التعليمات كثيرة بل تكون محددة وعلى فترات متباعدة.

ويواصل: "على الأم أن تمهد لطفلها هذا العالم الجديد بالترغيب والحديث الإيجابي حوله.

وعن قدرة الطفل في الاندماج في حياته الدراسية يقول: هذا الأمر يعتمد على شخصية الطفل فهناك أطفال يندمجون بسرعة، وآخرون يصعب الأمر عليهم وهنا يأتي دور الأم، فإذا رأت في طفلها الاجتماعية وتقبل الموقف فعليها أن تودعه وتتركه سريعا بعد توصيله إلى المدرسة، وإن لم يكن كذلك فلا مانع من الدخول معه وإحساسه بالأمان، وإن تطلب الأمر الصعود معه إلى الفصل ولكن إن تمادي في البكاء مثلا فيجب تركه على الفور وتتولى المدرسة أمره.

وينهي رياض كلامه بنصيحة للأمهات بأن تراقب طفلها وتراقب تصرفاته لتدعيم الإيجابي منها ومعالجة ما يكتسبه من سلوكيات خاطئة، فعلى سبيل المثال يأخذ بعض الأطفال بطريقة عفوية مستلزمات زملائهم من الأقلام والمحايات وما شابه لعدم معرفتهم بحدود ملكيتهم، وهنا على الأم إن رأت مثل هذه الأفعال ألا تعنف طفلها أو تشن هجوما عليه لأنه لم يفعلها بقصد السرقة، وإنما تنصحه وتقول له مثلا "احتمال تكون نسيت" أو تحكي له قصة أو حدوتة صغيرة يفهم منها عدم تكرار ذلك .

روشتة عامة

ونظرا لأهمية هذه الفترة وما يترتب عليها من حب وتعلق بالمدرسة أو كره لها ورفض للذهاب إليها والتحايل بالمرض أحيانا؛ تقدم وفاء أبو موسى - المستشارة التربوية - نصائح عامة لتخطي هذه المرحلة بنجاح :

  1. تهيئة ذهن الطفل لاستقبال عالمه الجديد، وهنا على الأم أن تعلم أن الطفل بطبيعته السيكولوجية يحب أن يتعلم باللعب، لذلك عليها أن تقول له: "ستلعب في المدرسة وترسم وتلون وتسمع الأناشيد والموسيقى"، مع مراعاة أن التهيئة تكون بالجانب الذي يحبه الطفل لتشجيعه على دخول هذا العالم.
  2. إحياء جانب التشويق لدى الطفل؛ فعلى الأم انتهاز أي مناسبة من وقت إتمام طفلها عامه الثالث لاصطحابه للمدرسة، كحضور حفل عيد الأم أو حفل نهاية العام الدراسي مع أحد أقاربه أو جيرانه، كذلك اصطحابه عند تقديم ملفه بالمدرسة.
  3. اختيار المدرسة المناسبة؛ فهناك المدارس التي تهتم بالجانب الإسلامي، وهناك ما تهتم بإنماء مواهب الطفل وغيرها، وهنا علينا اختيار ما يتناسب مع ثقافتنا حتى لا يحدث تعارض بين ما يتعلمه في الأسرة والمدرسة.
  4. كسر حاجز الخوف لدى الطفل وبناء الثقة ما بين الطفل والمدرسة والمدرسين وأصدقائه، وعلى مدرسة الفصل الجانب الأكبر في كسر هذا الحاجز عن طريق التعامل مع الأطفال بالأسلوب المحبب لديهم والابتعاد عن الأوامر وتعويده السلوكيات السليمة بالتتدريج والتدريب والممارسة.
  5. على الأم إقامة علاقة طيبة مع المدرسين وإدارة المدرسة بعيدا عن "النعرة الكاذبة" فبعض الأمهات تقول لإدارة المدرسة "إحنا دافعين وإحنا ...."، فالاحترام يجلب الاحترام والمودة تجلب المودة.
  6. أن تصاحب الأم طفلها إلى المدرسة في الأيام الأولى على أن تنسحب بشكل تدريجي؛ كأن تذهب لتوصيله بنفسها وتمنيه بعودتها مرة أخرى قائلة: "سأشتري شيء ما وأعود ثانية"، ثم تعود لأخذه في آخر اليوم، وفي اليوم الثاني توصله بنفسها وتتركه يعود بالباص، ثم تعزز فيه عودته بنفسه وتشجعه على ذلك كأن تحضر له شنطة وأدوات مدرسية عليها رسومات وشخصيات يفضلها "كعصومي ووليد مثلا".
  7. تقلق الكثير من الأمهات من نفور الطفل تجاه الزى الواحد والرغبة في التغيير، في حين أن هذه المشكلة هي مشكلة الأم نفسها؛ فالأطفال تزيد عندهم نقطة الانتماء فينتمون للزي الواحد واللون الواحد حال رؤيتهم لكل الأصدقاء بنفس هذا الزي، حتى أن الأطفال ذو البشرة السوداء نجدهم يميلون إلى مصادقة من ينتمون إلى نفس لون بشرتهم والعكس، وبدلا من ذلك من الأفضل ترك الطفل يختار الطقم الذي يريده من نفس لون زى المدرسة و أن نساعد أطفالنا في تحديد الاختيارات فلو هناك ثلاث أشكال من زي المدرسة نعطيه الفرصة لاختيار واحد منهم.
  8. حرص الأم على تقديم وجبة الإفطار لطفلها قبل الذهاب للمدرسة على أن تتضمن عناصر مغذية وممكن أن تكون "عصير أو لبن"، ونراعي تقديم أكثر من اختيار للطفل مما يحبه، كذلك علينا أن نحيطه بالاهتمام اللازم والمناسب لشخصيته

http://onislam.net/arabic/adam-eve/father-mother/134432-2011-09-18-14-43-17.html