الأحد، 29 يناير 2012

حتى لا نقول للجيش ... عفوا نفذ رصيدكم


كتبت: رشا عبيد الثلاثاء , 20 ديسمبر 2011 15:46 رومانسية فريدة وعلاقة اتسمت بالثقة اللامحدودة عاشها الشعب المصري في علاقته مع جيشه منذ ما يقرب من ستين عاما، بداية من مساندة الشعب لثورته في 23 يوليو1952 ومرورا بمشهد العبور العظيم 1973 وانتهاءً بالسيمفونية الرائعة التي عزفها الجيش مع كل مرة نزل فيها الشارع المصري بقوله " نحن جيش الشعب ولن نصوب بنادقنا في صدور المصريين "॥ ومع كل هذا الرصيد , يبدو أن هذه العلاقة التاريخية بين الجيش المصري والشعب أصبحت مهددة عند البعض وخالية من الرومانسية الحالمة التي تغنى بها الكثيرون سابقا، فما حدث أمام مجلس الوزراء , في شارعي قصر العيني والشيخ ريحان على مدار ثلاثة أيام متواصلة، يدق ناقوس الخطر حول هذه العلاقة , فلأول مرة في تاريخ مصر يقف أفراد من الجيش المصري في مواجهة مباشرة ومع اختفاء كامل لأي من عناصر الداخلية , ضد مواطنين مصريين أسفرت عن 10 شهداء ومئات من المصابين ستظل إصابتهم خنجرا يهدد هذه العلاقة، ليصبح الجميع في مأزق مما يرى ويسمع , خاصة عندما نقرأ ما رواه ابن ماجة عن عبد الله بن عمر عندما قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك , ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرا )।عفوا .. نفذ رصيدكم على صفحات التواصل الاجتماعي اشتدت اللهجة ضد المجلس العسكري وأفراد الجيش فعلى لسان أدمن صفحة كلنا خالد سعيد كُتب " كنت أتمنّى ألا أعيش لأرى جندي من جنود جيش مصر الذي يدافع عنها ضد أي اعتداء يضرب سيدة في عمر والدته بالحذاء أو يعتدي على فتاة محجبة ويسحلها لتنكشف عورتها .. ماذا يقولون لهم؟ كيف يتصرفون بهذه الوحشية؟ ومن الذي له المصلحة في أن تسوء العلاقة بين الجيش والشعب؟ .. المجلس العسكري فشل فشلا ذريعا في إدارة المرحلة الانتقالية وفشل في التعامل مع كل أزمة وتسبب في مقتل عشرات المصريين وإصابة الآلاف .. وعلى صفحتها تتساءل ياسمين الجيوشي , صحفية بالتحرير " الجيش المصري حمى الشعب في 73 , ليه بيعرينا في 2011وأجمل دكتور عمار علي حسن الأحداث في معادلة " ما الفرق بين حبيب العادلي وحمدي بدين؟ الإجابة هي: حسني مبارك + حسين طنطاوي على اثنين "وعبرت هند يوسف " مخرجة " عن شعورها فكتبت " سـيـكـتـب الـتـاريـخ : أن الـيـوم الـذي كـان مـخـصـصا لتـشجـيـع شراء المـنـتـج المـصـري ، كانـت أرخص سلعة فيه هي " دم و كــرامــة " المواطن المصري على أيدي الجيش المصري .برمجة الجنود وحول هذه الأحداث والعلاقة بين الشعب والجيش , يرى دكتور محمد المهدي " الطبيب النفسي المعروف , بأن هناك أخطاء وقعت من الجانبين , فقيام أفراد الجيش بفض الاعتصام بهذا الشكل أنشأ حالة من الانفجار خاصة وأن هذا الخطأ تكرر أكثر من مرة، وثبت فشل هذا الأسلوب لما يترتب عليه من زيادة المشاحنات.ويواصل المهدي فيقول : كان على العسكري ألا يلجأ إلى القوة مرة أخرى فما يثبت فشله يجب عدم تكراره ، مؤكدا أن وضع الشرطة العسكرية في مواجهة مع الشعب أدى إلى كثير من المشكلات ومنها تغيير صورة الجندي المترسخة في عقول المصريين، وهذا على النقيض تماما لما حدث في بداية الثورة واستقبال أفراد الجيش بشعار " الجيش والشعب إيد واحدة " , ففي الشهور الأخيرة تبدلت الأمور وتغير الشعار إلى " الشرطة والجيش إيد واحدة "وبلهجة استنكار للممارسات الأخيرة من قبل أفراد في الجيش يعلق فيقول : هناك عقيدة للجندي المصري تتمثل في حمايته للبلد والعرف وحماية الشرف وحماية كل هذه الأبجديات، ولكن عندما يرى المواطن الجندي وهو يسحل فتاة أو امرأة في منتصف العمر تقع على الأرض ثم يعاود ضربها , فهذه كلها أشياء تؤثر على صورة الجندي في وعي الشعب وتؤثر على العلاقة السوية. ويواصل : اعتقد أنه لا يوجد لهؤلاء الجنود أمر مباشر بتعرية امرأة , فهذا الغل وهذه القسوة لا تأتي إلا نتيجة لبرمجة عقلية هؤلاء وشحنها تجاه الثوار وإقناعهم بأنهم ممولين من الخارج ولديهم أجندات أمريكية تهدف إلى انهيار الوطن.مسؤولية العسكري والثوار والإعلام ولكي يستعيد الجندي المصري صورته الايجابية القديمة في أذهان المواطن المصري يقدم الطبيب النفسي للمجلس العسكري بعض النصائح :- ضرورة الإسراع في تدارك هذا الخطأ وإعادة سلمية العلاقة مرة أخرى- على أصحاب السلطة التعامل بحكمة مع ثورة وحماسة الشباب- الاعتماد على منطق السياسة في التعامل مع الشعب ،وليس بمنطق القوة والبطش، فهذه الطريقة كثيرا ما تنجح إذا كانت حسنة النية وإذا كانت الوسائل نبيلة ونظيفة.- الحفاظ على جسر الثقة بين الشباب والمسئولين وهذا ما يفتقد إليه الشباب نتيجة التضارب في التصريحات وعدم الالتزام بها , وهنا تزداد ثورته ويزداد الصراع بينه وبين القوى الأخرى , فسيكولوجية الثائر تقوم على مبدأين , قضية يؤمن بها وثقة مفقودة في السلطة القائمة , ومع هذه السيكولوجية وزيادة انعدام الثقة تزداد ثورة الثائر ويزداد الشارع اشتعالا وهنا تزداد الخطورة عندما يتصاعد العنف من الجانبين منتجا موجات ثورية عنيفة.رسالة للشباب ولم ينس دكتور المهدي توجيه رسالة إلى الشباب قائلا :- عدم الاستدراك إلى العنف، أوتحطيم المنشآت، أوإلقاء الحجارة أو المولوتوف.- تطهير الصف الثوري من العناصر المندسة كلما أمكن.- تفادي التعميم في التعامل مع الجيش , فإذا كان هناك مجموعة من الجنود صدرت عنهم هذه التجاوزات فليس الجيش المصري بأكمله بهذا السلوك، وما فعل ذلك مجموعة يجب أن يتحملوا المسئولية القانونية وحدهم .وينهي المهدي بتوجيه رسالة ضمير إلى الإعلام المصري الذي يقع عليه الدور الأكبر – من وجهة نظره – لأنه يتبنى على طول الخط سياسة تمويل الثوار وتبنيهم لأجندات خارجية اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية

ليست هناك تعليقات: