الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

اردوغان بطل الشباب من كل الالوان


رشا عبيد

"أردوغان يا عود ريحان .. سيرتك حلوة في كل مكان، عندا فيكي يا إسرائيل .. الطيب على أرض النيل، رجب يا رجب .. شكرنا ليك قد وجب، اشهد اشهد يا زمان .. حب مصر لأردوغان"...

بهذه الشعارات استقبل الشباب المصري بحفاوة، أعادت إلى الأذهان الاستقبال الشعبي لجمال عبد الناصر في الدول العربية، رئيس الوزراء التركي "رجب الطيب أوردغان" في مطار القاهرة، فور وصوله لأرض مصر يوم الاثنين الماضي الموافق الثاني عشر من شهر سبتمبر كأول زيارة له بعد ثورة 25 يناير.

ولأن شباب الإخوان المسلمين كان لهم النصيب الأكبر في المشاركة؛ فقد رددوا شعارات خاصة بهم: أردوغان يا أردوغان .. ألف تحية من الإخوان، ورافعين صوره واللافتات المؤيدة له وللخلافة الإسلامية مع شعار الإخوان.

استقبال الأبطال

ولم ينته استقبال الطيب والترحيب به في مطار القاهرة بل رافقه حفاوة المصريين من كافة توجهاتهم في كل مكان دبت فيه قدمه؛ فكانت وقفة للترحيب به أمام السفارة التركية، وأمام القنصلية التركية بالإسكندرية، كما نظم طلاب الإخوان وقفة أمام مشيخة الأزهر للتعبير عن سعادتهم به مرددين هتافات: "أهلا أهلا أردوغان أهلا أهلا بالأبطال".. "أهلا أهلا أردوغان أهلا أهلا بالشجعان".

وجاء هذا الاستقبال بعد قيام عدد من الشباب على موقع الفيس بوك بتدشين العديد من الصفحات التي تدعو للمشاركة في استقبال أردوغان منذ الإعلان عن زيارته الرسمية لمصر، ومن هذه الصفحات "هانستقبلك بالورود يا أردوغان عشان أنت بجد إنسان" والتي دعا أعضاؤها الذين وصل عددهم إلى خمسة آلاف في ساعات محدودة للترحيب به أمام دار الأوبرا المصرية حيث المكان المحدد لإلقاء خطابه حاملين الورود وصوره واللافتات المؤيدة له.

ومن بين هذه الصفحات أيضا "أردوغان القائد والإنسان" والتي دعت لاستقباله في كل مكان يمر به وصفحة "استقبال أردوغان 12 سبتمبر" وغيرها العديد من الصفحات التي أنشئت لنفس الغرض.

صلاح الدين 2011

ومن بين الآلاف من تعليقات شباب الفيس بوك والمعبرة جميعها عن انبهارهم برئيس الوزراء التركي والمؤيدة لاستقباله؛ أبيات شعر كتبها محمود عفان قائلا:

"تحيه تحية لاردوغان .... من اسطنبول للميدان, أردوغان رمز العزة .. يحميه ربي ويزور غزة، اردوغان عز الإسلام .. الله يعزه كمان وكمان , اردوغان اردوغان ... جاي بالخير والسلام، من تركيا لمدينه نصر .... نصر وعزة ووحدة يا مصر"

وموجها كلامه للمشير كتب Mahmoud Arafa: "حب وامن رخاء وأمان ... دى تركيا اردوغان .. مهما كان السن كبير ... مش عيب نتعلم يا مشير"

ويؤكد "أيمن طاحون" على أهمية استقبال أردوغان: "ده لازم يستقبل بالورود والريحان، لو لن يُستقبل استقبال الفاتحين مين اللي يستقبل كذلك ...هذا من أعاد دماء النخوة في عروق الامه من جديد .. أنا معكم".

وفي تحية خاصة منHuseen Abd Elaty : "إلى الرجل الذي رفع رؤوس المسلمين إلى السماء، إلى الرجل الذي رفع رأس بلاده في عنان السماء، إلى الرجل الذي لم يرض بأن يذهب دماء شهداء بلاده سدى، لك من شباب مصر ورجالها وشيوخها ونسائها وأطفالها ألف تحية واحترام، وننحني لك يا سيدي احتراما وتقديرا، وندعو الله العلى القدير أن يرزقنا أسدا مثلك لك منا ألف تحية ويوفقك الله لما يحبه ويرضاه".

واختصرت "هنا أسعد" مواقفه في جملة: "رجب أردوغان يلعب سنجل، وكل الدول العربية تلعب نيكست".

وعلى الجانب الآخر ظهرت بعض التعليقات الرافضة باسم الغيرة المصرية؛ ومنها تعليق "Ayat": "أردوغان بالفعل شخصية قوية أثبتت نجاح سياسي كقائد دولة لكن حجم الانبهار الذي قوبل به أعتقد أنه مبالغ فيه بشكل كبير، ففي النهاية هو رئيس دولة يعمل لمصلحة دولته وشعبه، ولم يأت إلى مصر إلا بعد أن قمنا بثورة شهد لها العالم كله، وإذا كان هو حقق نجاح كبير فنحن أيضاً حققنا كشعب نجاح لم نكن نعتقد أنه ممكن أبدا".

وأوضحت أنه: "إذا أردنا أن نتعلم من تجارب الآخرين كالأتراك وغيرهم؛ فلتكن علاقتنا كدولة مقابل دولة وشعب مقابل شعب، وليس كولي من أولياء الله الصالحين نحج لمقامه ونبتهل بذكره، وفي النهاية إذا أرادت تركيا أن تقيم علاقات معنا فبالتأكيد هي علاقة متبادلة ستعود عليها بالنفع".

وبعد تصريحاته في برنامج العاشرة مساء وإيمانه بفكرة الدولة العلمانية وضع البعض في حيرة من أمرهم فكتب أحدهم: "أردوغان قائد كبير ولكني أتمنى أن يكون بعيداً عن العلمانية فمصر سوف تقوم على الشريعة الإسلامية بإذن الله"، موضحا أن دعوته إلى قيام مصر كدولة علمانية سوف تضر بشعبيته.

عذرا تركيا

وفي تعليقها على حالة الإعجاب والانبهار هذه؛ انتقدت دكتورة داليا الشيمى على موقعها عين على بكرة فكتبت: لأننا محرومين، ولأنه نموذج يداعب خيالنا ويغيب عن أرض واقعنا، فنحن دوماً ندخل معه في حالة من الانبهار المبالغ فيه أحياناً.

وموضحة أن الانبهار أمر مُضاد للحكم العقلي، فحين علمونا كيف نُقيم شخص أو موقف قالوا لنا: إن كنت تحتفظ لهذا الشخص أو ذاك الموقف بحالة من الانبهار فتوقف عن إصدار حكم عليه، ذلك أن حكمك نحوه سيكون متأثراً بانبهارك ولن يكون أبداً حكماً عادلاً .

وفي تعليقها على موقف أردوغان من طرد السفير الإسرائيلي قالت: مع كامل احترامي لتركيا وأردوغان ... هذا موقف رائع في التخطيط والإدارة والتنسيق، لكنه أبداً ليس موقفا انفعاليا أو بطوليا نصفق بعده على صراع البطل للأشرار كما يحاول البعض في مصر تصويره لنا لسبب أو لآخر"، ومبرهنة على ذلك بأن هذا الموقف جاء بعد سنة وأربعة أشهر من حادث سفينة الحرية أي بعد التخطيط ثم اختيار الوقت المناسب.

رجل المهام الصعبة

واختلف معها في الرأي دكتور محمد المهدي موضحاً أن الشارع المصري يتوق لبطل منقذ مخلص وطني، وهذه الصفات ليست متوفرة حتى الآن بشكل عملي وقد تكون متوفرة في بعض المرشحين ولكن في شكل وعود.

وواصل قائلاً: الشعب المصري منذ زمن بعيد لا يرى بطلا مخلصا ومخلصا بعد أن تهاوت الرموز وضعفت واستسلمت، ومن هنا يمكن القول بأن الشارع المصري يجد في أردوغان رجلا بمعنى الكلمة، رجلا خدم شعبه منذ مطلع شبابه، وفيه مواصفات البطل فهو ينتمي إلى بلد إسلامي وتربى في بيئة إسلامية وعلى أيدي نشطاء إسلاميين واستطاع أن يشارك في أحزاب استطاعت أن تحكم بلدا، كذلك استطاع أن يحقق مكاسب لشعبه، ولم يكتف بهذه الانجازات على المستوى التركي وإنما امتدت نجاحاته على المستوى الدولي واتخذ مواقف بطولية ضد إسرائيل ووقف شامخا في الكثير من المؤتمرات وجاهر بموقفه المعارض لإسرائيل، وقدم تضحيات من المواطنين الأتراك في سبيل القضية الفلسطينية وطالب الحكومة الإسرائيلية بالاعتذار ودفع تعويضات لأسر الشهداء، وحينما رفضت اختار الوقت المناسب وقام بطرد السفير الإسرائيلي وتجميد العلاقات.. كل ذلك في موقف يتوق إليه المصريين.

صفات شخصية

ويضيف المهدي إلى إنجازاته التي جعلت منه بطلا مواصفات شخصيته التي تدعو للإعجاب؛ فهو يقف شامخا ويبدوا وسيما ومهندما ويتحدث بعزة وكرامة، ولديه كاريزما ونبرات صوته تعطي إحساسا بالعزة، وكل هذه الأشياء تجعله بكل حق ممثلا لقيادة إسلامية ودولية حقيقية.

وينتقد المهدي تصريحات قيادات الإخوان وتحذير أردوغان من الهيمنة على المنطقة بعد تصريحه وإيمانه بعلمانية تركيا، فهذا من شانه أن يفهم بأنه إنكار لدور الرجل والتفكير بعقلية مبارك والتوهم بأنه يفكر في السلطانية العثمانية، وقد تُفهم على أنها قصر نظر في الحكم على الأمور وأنه صراع وتنافس بين الدور المصري والتركي وهذا التقوقع والانكماش هو ما عطل العلاقة بين مصر وإيران من قبل.

وعبر المهدي عن ذكاء رجب أردوغان لاختياره توقيت الزيارة بعد ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم وبعد أحداث السفارة وطرد السفير ليقول لنا "أنا فعلت ماتمنيتموه وما لم يفعله قادتكم".

إيجابية يقابلها الخنوع

وتعليقا على إحساس البعض بنبرة التعالي والكبر في بعض عبارات خطابه في الجامعة العربية وكأنه يشير بالتجربة التركية لمصر ويريد أن نتعلم منها أو أنه جاء ليقدم النموذج التركي كحل للجدل القائم حول هوية مصر بعد 25 يناير، ختم المهدي قائلا: قد يكونوا على صواب ولكني أعتقد أنه لا يؤخذ على أنه تعال، وإنما حقيقة الأمر أنه نجح ودائما الناجح يُعلم من لم ينجح، فما المانع أن نتعلم؟.

واتفق معه في الرأي دكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: علينا أن نتفق بأن الشارع العربي يتفاعل مع تصريحات أردوغان بدرجة عالية من الإيجابية وينبهر به منذ موقفه من عدوان غزة 2008، وعندما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بمنتهى الحدة وأكد أن إسرائيل دولة لا تريد السلام.

وواصل قائلاً: كل هذه المواقف كان يقابلها قدر كبير من الخنوع والارتخاء على مستوى الحكام العرب أمام الغطرسة الإسرائيلية، ويشهد على ذلك تصريحات الرئيس المخلوع بعجز مصر عن الوقوف ضد إسرائيل ورغبته في تجنيب الشعب المصري الدخول في الحروب،

وذكر خليل أن المصريين كما أتصور لم ينسوا لأردوغان كلماته المؤثرة أثناء ثورة 25 يناير؛ والتي أكد فيها لمبارك أننا بشر وأننا غير خالدين وأننا جميعا سوف نموت وسوف نحاسب على أعمالنا، وهو خطاب لم يكن لمثل مبارك أن يفهمه.

ويضيف على ذلك بأن جانب التميز الأساسي في شخصية أردوغان يرتبط بقدرته على التعبير بلسان الشارع، وكل ذلك ساعد في تكوين صورة إيجابية له في الشارع المصري.

وحول حديثه عن علمانية الدولة أوضح خليل بأن: هذا التصريح كان صدمة للكثيرين لأنه تصور أن الشارع المصري لم يفهم أبعاد هذه الفكرة، حيث أنه أكد على إسلامية الدولة والمجتمع التركي وعلى الديمقراطية، والديمقراطية في جوهرها فكرة علمانية.

وأشار إلى أن الرجل كان موفقا في تصريحه وأن: المصريين علمانيون من داخلهم فنحن شعب دنيوي ومحب للحياة والاستمتاع بها، وكل ما يظهر على الشخصية المصرية هو تدين وسطي لا يشوبه التطرف أو التعصب وإنما هو التدين الذي يحكمه قانون "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة"، فالشعب المصري يؤمن بالحرية والديمقراطية ويرغب في عمل تجاري لا توجد أمامه عوائق قانونية وهذه الأفكار في مجملها هي العلمانية.

وموجها كلامه للمواطن المصري قال خليل: المواطن المصري مطالب بفك هذا الاشتباك بين العلمانية والإسلام، فالإسلام لا يتعارض مع فكرة الحرية والعدالة والمساواة، ويؤكد على فكرة العدل "إن الله يأمر بالعدل" ويؤكد على الإتقان في العمل "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها".. وهذه نفس أفكار وقيم النظام العلماني.

وينهي خليل كلامه بأن: النقطة الوحيدة التي يمكن الجدل حولها بشأن العلمانية هي مسألة فصل الدين عن السياسة।


http://www.onislam.net/arabic/problems-answers/8101/134405-2011-09-15-14-23-42.html

استخدام العصا في المدارس .. مع ام ضد


رشا عبيد

نشرت مجلة ديلي اكسبريس البريطانية الأسبوع الماضي نتيجة استطلاع أجري في المملكة المتحدة، وأظهر أن حوالي نصف البريطانيين يؤيدون العودة إلى استخدام العصا كأسلوب للتربية في المدارس، مبررين ذلك بضرورة منح المعلمين حقهم في استخدام أساليب وصفوها بالقاسية لردع المشاغبين.

وقال إن 93٪ من الآباء والأمهات و68٪ من الأطفال يعتقدون أن المعلمين بحاجة إلى التمتع بالمزيد من الصلاحيات في الفصول الدراسية، فيما يؤيد 91٪ من الآباء والأمهات و62٪ من الأطفال السماح للمعلمين بأن يكونوا أكثر صرامة حين يتعلق الأمر بالانضباط. وبيّن الاستطلاع أن 40٪ من أولياء الأمر، و14٪ من التلاميذ أيدوا استخدام العصا أو الصفع لمعاقبة الطلاب المشاغبين، فيما عارض هذا الإجراء 53٪ من أولياء الأمر و77٪ من الأطفال.

النموذج الغربي

ويأتي التركيز على هذه النتائج نظرا لأهمية هذه القضية والاختلاف حولها، وبعد أن صدر إلينا الغرب النموذج التربوي المتمثل في المدارس المشتركة باعتبارها نموذجا تربويا سليما، حتى أثبت فشله على المستويين التعليمي والتربوي، وبدأ الغرب جاهدا لإعادة فصل المدارس بين الجنسين، ويبدو أن نفس السيناريو يتكرر مع قضية استخدام العصا في المدارس أو منعها، فعندما أعلنت الدول الأوربية قرار منع العصا في المدارس ثارت المنظمات الحقوقية وقامت الدنيا ولم تقعد في مصر والدول العربية لاستصدار قرار يمنع استخدام العصا في مدارسنا.. وقد كان.

والآن وبعد إعلان نتائج هذا الاستطلاع يحق لنا أن نتساءل: هل الضرب بالعصا هو الوسيلة المثلى لعقاب التلاميذ وانضباطهم؟ وهل تعيد للمدرس هيبته واحترامه؟

ولو تمنى المدرس عودة استخدام العصا.. فهل يقبل الطالب في ظل قوانين تتيح له الإبلاغ عن أبيه شخصيا حال الاعتداء عليه بالضرب؟ ثم هل نكون خياليين إذا طمعنا في نموذج تربوي خاص بنا أو مناسب لظروفنا وثقافتنا؟

"رضعونا الخوف رضاعة"

و حول هذا الموضوع الشائك كانت هذه هي آراء بعض من الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين والمتخصصين:

بداية عبرت خديجة "طالبة بالمرحلة الثانوية" عن فشل المنظومة التعليمية بأكملها وحاجتها إلى البناء مرة أخرى بصناعة محلية وخاصة بعد الثورة، واكتفت بكلمات الشاعر هشام الجخ: علمونا بالعصاية.. ورضعونا الخوف رضاعة.. فمتزعلوش لما أبقى مش بسمع كلامكم.. وماتزعلوش لما أبقى خارج عن النظام"

وعندما سألت "مروان بالمرحلة الإعدادية" هل ضربت من قبل في المدرسة؟ بدت عليه علامات الاستغراب وقال: "طبعا هو في حد في مصر مانضربش وهو صغير.. لكن دلوقتى خلاص إحنا كبرنا وعرفنا إن الضرب ممنوع".

ولأن أحمد " تلميذ بالمرحلة الابتدائية " من التلاميذ المتفوقين، فلم يتعرض للضرب إطلاقا فالضرب من وجهة نظره "للتلاميذ اللي مش بتذاكر ومش بتعرف تجاوب في الفصل".

الضرب.. تأديب وتهذيب

ولأولياء الأمور رأي مختلف: فيقول " مجدي ولي أمر طالبين بالمرحلة الابتدائية : أنا بصراحة مع استخدام العصا في المدرسة وفي نفس الوقت ضدها، فلو استخدمت بشكل منهجي ومنظم ومراقب فأهلا بها، أما إذا استخدمها المدرس بهدف الانتقام والأذى أو بطريقة وحشية كما تطالعنا الصحف والبرامج التليفزيونية كل موسم دراسي، فلست مع استخدامها طبعا، فالضرب ليس غاية في حد ذاتها وإنما وسيلة للتأديب والتهذيب.

ولأنها تخاف على أولادها من الرسوب في امتحانات آخر العام أو انحرافهم أخلاقيا تذهب "أم آية ربة منزل" للمدرسين بنفسها لتوصيتهم بضرب أولادها وعدم التردد في ذلك حال عدم استذكار دروسهم بشكل جيد أو صدور أي أفعال مشاغبة منهم.

وعلى العكس تماما كان رأي "رانيا أم لطفلين في المرحلة الابتدائية" فتقول أنا أرفض وبشدة استخدام العصا في المدارس فلم أرسل أولادي من أجل ضربهم أو تخويفهم، وتبرر ذلك بأن قرار منع الضرب جعل المدرسين يلجئون إلى أساليب غريبة وسيئة في العقاب مثل ضرب التلميذ على ظهره أو الضغط بسن القلم على كفه فهذا ما حدث مع ابنتها وما جعلها تتقدم بشكوى ضد هذه المدرسة.

فشل المنظومة التعليمية

ومن واقع التجربة تلقي "ابتسام.. مدرسة لغة عربية بالمرحلة الثانوية" باللوم على وزير التربية والتعليم الأسبق حسين بهاء الدين لأنه –من وجهة نظرها– يعتبر أساس المشكلة التي أضرت بالمنظومة التعليمية بأكملها ابتداء من الأسرة ومرورا بالطالب ثم علاقتهم بالمدرسة وتقول: بالطبع تدهورت هذه العلاقة وضاعت هيبة المدرس بسبب قرار منع العصا نهائيا بالإضافة إلى الدروس الخصوصية وإحساس الطالب بأنه اشترى المدرس بالمال.

وعن استخدام العصا ترى أن أسلوب العقاب يعتمد على نوعية الطالب، فهناك نوع من الطلبة ممن يتأثروا بالعقاب اللفظي أو النفسي، وعلى العكس هناك نوع آخر يأتي الضرب بثمار جيدة معه، وحتى لا يفهم كلامي خطا فلا أقصد الضرب المبرح مسببا العاهات، ولكن الضرب بهدف المصلحة.. وتتساءل قائلة: أليس هذا ما يفعله الأهل عندما يتمادى الابن في الخطأ؟.

الضرب.. مرفوض مرفوض

وما بين مؤيد ومعارض لعودة العصا، تؤكد المستشارة التربوية نيفين عبد الله رفضها التام لأسلوب التربية القائم على الضرب، لقتله الحس الفكري لدى الطالب، وتُرجع استخدام العصا إلى الثقافة المغلوطة والمختلطة في المجتمعات الإسلامية والتي تسلم بأن الضرب وسيلة تأديبية استنادا إلى حديث رسول الله (ص) ونسينا أن رسول الله كان خير معلم ولم يستخدم الضرب في التربية إطلاقا ولكنه أعطانا رخصة الضرب الخفيف فقط وفي الشئون الدينية.

وردا على مقولة العصا لمن عصا تقول نيفين: "علينا أن نتذكر بأننا نربي طالبا وشخصا سويا وليس مجرما أو مسجونا، فمن عصى أعلمه بديل العصيان للوصول إلى احتياجاته وهناك قاعدة عامة تقول كل سوء سلوك وراءه احتياج غير ملب".

وتواصل: نحن نعاني من فقر في الثقافة التربوية ويوم أن ينتبه مجتمعنا بأن هذا هو أصل البلاء سوف تحل جميع مشاكلنا، كما تؤكد أننا كتربويين فشلنا في مواكبة العصر وصرنا نتعامل مع القضية الجديدة بمفاتيح قديمة.

التعليم بالحب لا بالضرب

وتختتم نيفين حديثها بمجموعة من الاقتراحات لإدارة الفصل بدلا من الاحتكام إلى الضرب ومنها:

  • أن يكون المدرس لديه وعي حقيقي باحتياجات الطلبة الوجدانية.
  • أن يكن لديه خبرة ومهارة في طرق التدريس المختلفة والتنويع فيما بينها.
  • الحرص على تقديم العديد من الأنشطة المختلفة للطلبة وجذبهم إلى الالتزام في الفصل.
  • التفنن والعمل على شغل الطالب وإنهاكه فيما هو مفيد داخل الفصل لأن الطالب المشاغب -على حد قولها- هو الطالب الذي يستشعر الملل والزهق في المدرسة.

وختاما.. هل أنت مع استخدام العصا في المدارس؟

http://www.onislam.net/arabic/adam-eve/father-mother/134669-2011-10-05-12-48-37.html

في ادارة الخلافات الزوجية .. من حقها الاعتذار

خميس, 10/06/2011 - 08:31

الكاتب

قد لا يغيب عن أذهان الشارع السعودي هذا الزوج الذي لجأ إلى تعليق لافتة قماش تتضمن اعتذارا رسميا منه لزوجته على جسر للمشاة في مدينة "الخبر" العام الماضي في محاولة منه لإرضائها، وتضمنت الرسالة طلبه الصفح والتأكيد على تمسكه بزوجته بعد محاولات يائسة منه لإعادة المياه إلى مجاريها.

وعلى نفس الطريقة قام زوج مصري أيضا بتجهيز لافتة كبيرة طولها 12 متر وعرضها 7 أمتار أمام منزل زوجته في احد شوارع وسط القاهرة ,تختلط فيها عبارات الاعتذار والحب, ولم ينس الزوج استدعاء وسائل الإعلام حتى يكون الاعتذار علنيا

هذان الزوجان وإن كانا قد سارعا بإطفاء حريق خلافاتهما الزوجية فعلى الجانب الآخر وبحسب صحيفة عكاظ السعودية قام سعودي بتطليق زوجته بعد أن طلب منها إعداد السمبوسك المحشو باللحم في رمضان هذا العام وعند الإفطار تذوقها ليجدها بالجبن فاعتدى عليها بالضرب وطردها من المنزل بعد أن ألقى عليها يمين الطلاق, وآخر يطلق زوجته عبر الميكروفون الخاص بأحد المجمعات التجارية أثناء تسوقهما

فهل يقلل الاعتذار من رجولة الزوج أو ينتقص من قوامته ؟ ولماذا يعتبر البعض الاعتذار بمثابة مدخلا لاستقواء المرأة ؟ وما هو سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم في حل خلافاته الزوجية ؟

وخيرهما الذي يبدأ بالاعتذار

فالحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات والاختلاف في وجهات النظر وكثيرة هي الموضوعات التي يدور حولها الخلاف وتعج بها بيوتنا , وقد تمر هذه الخلافات وتذوب سريعا دون حاجة للوقوف أمامها بينما هناك مواقف أخرى يتجمد فيها الخلاف ويتبلور خاصة مع تغير ظروف الحياة وكثرة الضغوط والمتطلبات الحياتية حتى ليصل إلى الطلاق في أحيان أخرى مع أن الحل في الغالب ليس معضلة وتحت أقدامنا ويكمن في كلمة بسيطة ومعبرة وقادرة على تحجيم المشكلة مجملها " الاعتذار والتسامح " ولأن الزوجة غالبا لا تمانع بالاعتذار لخطأ صدر عنها وأحيانا أخرى لخطأ ليس لها يد فيه , تظل لديها الرغبة الدائمة في سماع كلمة اعتذار من زوجها سواء كانت بشكلها المباشر أو من خلال دلالات معبرة عنها بالرغم من إنكاره غالبا لأخطائه في حقها ومتخذا من كونه رجل البيت الرخصة الكافية لعدم الاعتذار ولاسيما أمام الزوجة ,وبالرجوع إلى خير معلم وقدوة المسلمين والقراءة في السيرة النبوية نجد أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب لنا أروع الأمثلة في التعامل مع زوجاته فنجده يطيب خاطر زوجته صفية ويقول لها " أما إني أعتذر لك يا صفية مما فعلت بقومك "

واعتذاره لها ليس لخطأ ارتكبه في حقها إنما تطييبا لخاطرها لغزوه صلى الله عليه وسلم لقومها في غزوة خيبر.

وموقف آخر عندما جاء أبو بكر يستأذن النبي فإذا بالسيدة عائشة رافعة صوتها في خلاف بينها وبين رسول الله فغضب منها أبو بكر رضي الله عنه وقال لها "يا ابنة أم رومان " فحال النبي بينهما وجعلها خلفه ليخلصها من أبيها فلما خرج أبو بكر أخذ رسول الله يتحدث إليها ويضاحكها ويقول " أما تريني قد حلت بينك وبين أبيك " وعندما رجع أبو بكر قال : "يا رسول الله أشركاني في فرحكما كما أشركتماني في حربكما "

شجاعة الاعتذار

ويرى دكتور محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الاعتذار بين الزوجين جائز عند حدوث الخطأ على ألا يُفهم الاعتذار بشكل خاطئ ويقول : فإذا حدث الرجل زوجته بطريقة لا تناسب مقتضى الشرع والعقل فعليه بالاعتذار فالأصل في العلاقة الزوجية أنها مبنية على الحب والمودة والرحمة لقوله تعالى ) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون )

ولقوله أيضا (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (وتأكيدا لمبدأ المعروف بين الزوجين يقول تعالى " فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ " وهو ما تعارف عليه الناس بالعلاقة الطيبة والحسنة بين الزوجين بعيدا عن عبارات التجريح وفي هذا الإطار يقول رسول الله " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " وهذه الخيرية تقتضي أن يعتذر الزوج ويواصل الشحات قائلا : على الجانب الآخر يجب على الزوجة ألا تُلجئ الزوج إلى ما يخرجه عن شعوره أو ما يسيء إليه حتى لا يتفوه بالألفاظ الخارجة أو يتصرف بشكل غير لائق لقوله تعالى ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) وهذا يفرض على الزوجة أن تكون رحيمة ودودة وأن يهيئ كل طرف الأسباب للطرف الآخر لتوفير الأجواء الطيبة حتى تكون العلاقة طيبة وعلى خير ما يرام

وموجها حديثه لكل زوجين يقول : الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة إنما يتخللها أوقات من العسر واليسر والشدة والرخاء ولذلك على الطرفين أن يتحليا بالضبط النفسي في وقت الشدة والغضب وأن يفهم كل طرف الطرف الآخر وأن يحتذي كل زوج حذو رسول الله في تعامله مع زوجاته وإرضائه لهن وحرصه على معاملتهن بالمعروف وتقديره لمشاعرهن عندما كان ميثاق التعامل ميثاق شرف ووثيقة تكاملية أساسها المودة والرحمة وهذا هو دستور الحياة الزوجية ولا مانع في ظل هذا الدستور أن يعتذر الزوج لزوجته والعكس ,وينهي كلامه بتحذير الزوجة من إساءة فهم هذا الاعتذار أو أخذه على أنه انتقاص من قوامة الرجل بل عليها أن تتفهمه في وضعه الصحيح فالأصل هو أن يوضع كل شيء في نصابه الصحيح.

الخطأ = اعتذار

تقول إحدى النساء "ابتعدي عن رجل لا يملك شجاعة الاعتذار حتى لا تفقدي يوما احترام نفسك وأنت تغفرين له إهانات وأخطاء في حقكِ ، لا يرى لزوم الاعتذار عنها , سيزداد تكرارا لها .. واحتقارا لك "

وترد على ذلك دكتورة نعمت عوض الله , المستشارة الاجتماعية بأن البداية تأتي مع اختيار الزوج وتحديد صفاته قبل الدخول في العلاقة الزوجية ومن هنا تؤكد أن الشخص الضعيف بطبيعته يحس سريعا بالإهانة والدونية ويتشكك في تصرفاته فيصعب عليه الاعتذار ويراه انتقاصا لكرامته, بعكس الشخصية القوية, فكلما كان الشخص قوي الشخصية وكبير قيمة ومكانة كلما كان واثقا من نفسه ومن تصرفاته وكلما زادت كفاءاته كلما كان اعتذاره أسهل.

وتواصل عوض الله: على الزوج إن أخطا أن يتحمل نتيجة تصرفاته ويعتذر سواء كان هذا الاعتذار للزوجة أو لشخص أصغر منه أو أقل منه , ولو لديه تحفظات على الاعتذار فعليه أن يتجنب الأخطاء والغلطات التي لم نُعصم منها كبشر , كما تؤكد أن الاعتذار مسألة بسيطة ولا علاقة له باستقواء المرأة وما يضخمها هو أسلوب التربية في المجتمع الشرقي الذي يربط بين الاعتذار والانتقاص من القوامة

اعتذار غير مباشر

وتنصح المستشارة الاجتماعية كل زوج بأن يعتذر لزوجته إن أخطا في حقها إما بكلمات الأسف المباشرة أو باستخدام دلالات الأسف وتقديم الاعتذار بشكل غير مباشر فهناك نوع من الرجال لا يستطيع نطق " أنا آسف " بشكلها الصريح ومن هنا عليه أن يأتي بهدية لزوجته لدى رجوعه إلى المنزل أو يتصل بها قبل الرجوع ويستفسر عما تحتاجه أو يرسل لها رسالة تحوي كلمات حانية معبرة عن أسفه وتنهي عوض الله فتقول : وهنا على المرأة أن تتقبل هذه الأساليب وتتعامل بكل لطف وأن تكون حريصة على إنهاء الخلاف وعودة الحياة إلى مجاريها ।


http://www.wafa.com.sa/new/wafaa/node/3298

اطفال سنة اولى مدارس .. روشته للتاهيل



رشا عبيد

كثيرا ما نميل إلى وضع حياتنا في حالة طوارئ، فلا يخفى على أحد حالة التوتر والقلق والارتباك التي تصيب الأسر المصرية مع بداية كل عام دراسي جديد، وتزداد هذه الحالة مع أمهات التلاميذ الجدد الذين سيدخلون المدرسة لأول مرة "Kg 1" وبالأخص الغير عاملات منهن نتيجة تعلق أطفالهن بهن وعدم اعتيادهن الغياب لفترات طويلة عن أطفالهن، بعكس الأمهات العاملات اللاتي اعتدن الغياب عن أطفالهن لساعات متواصلة.

مرحلة انتقالية

وتعتبر هذه المرحلة نقطة فاصلة في حياة الطفل حيث ينتقل من حضن أمه ليقتحم عالم غريب وجديد عليه، ومن حياة لا يعرف فيها غير أهله وأسرته وربما قليل من زملاء الحضانة - حال توفرها - إلى عالم كبير وواسع فيه الكثير من الوجوه الغريبة والغير مألوفة بالنسبة له، ومن حياة لا يشغله فيها غير اللعب والاستمتاع إلى حياة تلزمه بقدر من المسئولية وعلى رأسها الواجب المدرسي.

فكيف تؤهل الأم طفلها لمثل هذه الفترة الانتقالية من حياته؟.. وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل حتى يعتاد المسئولية والحياة المدرسية ؟..

تجارب أمهات

وللتعرف أكثر على ظروف هذه الفترة حاولنا اخذ الخبرة من أمهات عشن التجربة لأول مرة مع أطفالهن:

تقول "نجلاء" - أم لطفلين -: "طبعا شعرت بالخوف قبل التحاق ابني بالمدرسة لأول مرة، وأكثر ما كان يخيفني هو مستوى النظافة بين أطفال الفصل؛ خاصة أن الدراسة تبدأ في فصل الصيف مما يسهل انتشار بعض الأمراض الجلدية المعدية، لذلك حرصت على تنظيف ابني بالاستحمام يوميا والتفتيش في جسمه ورأسه لاكتشاف أي بثور جلدية أو تغير في لون الجلد وخلافه".

وعن ذكريات أول يوم دراسي مع ابنها عبرت نجلاء عن مدى القلق الذي أحست به فور خروجها من المدرسة وترك ابنها، خاصة وأنها عندما دخلت له الفصل بعد الطابور كبقية الأمهات وجدته يبكي بشدة.

وعلى العكس تحكي "رانيا أم لطفلة" عن موقف ابنتها البطولي وارتباطها بالمدرسة وفرحتها بها؛ موضحة أن الميس أو مدرسة الفصل هي من تتحكم في مدى تقبل الطفل للمدرسة من عدمه، وبارتياح قالت "الحمد لله ربنا وعدني بمدرسة لطيفة وحبوبه لابنتي".

وتنصح رانيا الأمهات فتقول: "أهم شيء هو التعرف على المدرسة وتوضيح شخصية طفلك لها ومفاتيح التعامل معه وكذلك لمعرفة الأخطاء الذي وقع فيها طفلك ومحاولة توضيح الصواب له في المنزل".

"الطفل الأول كفئران التجربة"!.. هكذا بدأت "فاطمة" - أم لطفلين - الحديث عن قمة حيرتها عند التحاق طفلتها بالمدرسة في العام الماضي وشعورها باللخبطة وعدم معرفة المستلزمات المطلوبة، وتعبر عن مدى استيائها من تعويد ابنتها على استذكار الواجبات معها بشكل كامل ومتابعتها في الكتابة لحظة بلحظة، وبحسم قالت: "هذا ما لن أفعله مع أخيها أبدا".

ولأن مصروف المدرسة من الأساسيات تنصح "ريهام" بعدم إعطاء الطفل مصروفا من نقود فضية لتجنب ابتلاعها مثلما حدث لابنها.

الخوف حالة صحية

ويصف دكتور سعد رياض، الدكتور في علم النفس والعلاج النفسي، حالة الخوف التي تنتاب الأمهات في هذه المرحلة بأنها حالة صحية؛ فهذه الأيام الحرجة تمثل عوامل ضاغطة على الأم والتي تتمثل في اطمئنانها على طفلها خاصة فيما تمر به البلد من ظروف، كذلك فإن مرحلة "الانفصال الأولى" – أول انفصال للأم عن طفلها- لها تأثيرات عليها وبالأخص إن لم تكن عاملة.

وينصح رياض الأمهات بمراعاة عدم نقل مثل هذه المشاعر للأطفال أو الحديث عنها على مسمع منهم حتى لا يشعر بالخوف، وأن تحاول ألا تكثر من أسلوب التحذير فيما يخص هذا الموضوع، كذلك عليها ألا توصل له إحساس بأنه عالم مخيف، وتراعي بألا تكون التعليمات كثيرة بل تكون محددة وعلى فترات متباعدة.

ويواصل: "على الأم أن تمهد لطفلها هذا العالم الجديد بالترغيب والحديث الإيجابي حوله.

وعن قدرة الطفل في الاندماج في حياته الدراسية يقول: هذا الأمر يعتمد على شخصية الطفل فهناك أطفال يندمجون بسرعة، وآخرون يصعب الأمر عليهم وهنا يأتي دور الأم، فإذا رأت في طفلها الاجتماعية وتقبل الموقف فعليها أن تودعه وتتركه سريعا بعد توصيله إلى المدرسة، وإن لم يكن كذلك فلا مانع من الدخول معه وإحساسه بالأمان، وإن تطلب الأمر الصعود معه إلى الفصل ولكن إن تمادي في البكاء مثلا فيجب تركه على الفور وتتولى المدرسة أمره.

وينهي رياض كلامه بنصيحة للأمهات بأن تراقب طفلها وتراقب تصرفاته لتدعيم الإيجابي منها ومعالجة ما يكتسبه من سلوكيات خاطئة، فعلى سبيل المثال يأخذ بعض الأطفال بطريقة عفوية مستلزمات زملائهم من الأقلام والمحايات وما شابه لعدم معرفتهم بحدود ملكيتهم، وهنا على الأم إن رأت مثل هذه الأفعال ألا تعنف طفلها أو تشن هجوما عليه لأنه لم يفعلها بقصد السرقة، وإنما تنصحه وتقول له مثلا "احتمال تكون نسيت" أو تحكي له قصة أو حدوتة صغيرة يفهم منها عدم تكرار ذلك .

روشتة عامة

ونظرا لأهمية هذه الفترة وما يترتب عليها من حب وتعلق بالمدرسة أو كره لها ورفض للذهاب إليها والتحايل بالمرض أحيانا؛ تقدم وفاء أبو موسى - المستشارة التربوية - نصائح عامة لتخطي هذه المرحلة بنجاح :

  1. تهيئة ذهن الطفل لاستقبال عالمه الجديد، وهنا على الأم أن تعلم أن الطفل بطبيعته السيكولوجية يحب أن يتعلم باللعب، لذلك عليها أن تقول له: "ستلعب في المدرسة وترسم وتلون وتسمع الأناشيد والموسيقى"، مع مراعاة أن التهيئة تكون بالجانب الذي يحبه الطفل لتشجيعه على دخول هذا العالم.
  2. إحياء جانب التشويق لدى الطفل؛ فعلى الأم انتهاز أي مناسبة من وقت إتمام طفلها عامه الثالث لاصطحابه للمدرسة، كحضور حفل عيد الأم أو حفل نهاية العام الدراسي مع أحد أقاربه أو جيرانه، كذلك اصطحابه عند تقديم ملفه بالمدرسة.
  3. اختيار المدرسة المناسبة؛ فهناك المدارس التي تهتم بالجانب الإسلامي، وهناك ما تهتم بإنماء مواهب الطفل وغيرها، وهنا علينا اختيار ما يتناسب مع ثقافتنا حتى لا يحدث تعارض بين ما يتعلمه في الأسرة والمدرسة.
  4. كسر حاجز الخوف لدى الطفل وبناء الثقة ما بين الطفل والمدرسة والمدرسين وأصدقائه، وعلى مدرسة الفصل الجانب الأكبر في كسر هذا الحاجز عن طريق التعامل مع الأطفال بالأسلوب المحبب لديهم والابتعاد عن الأوامر وتعويده السلوكيات السليمة بالتتدريج والتدريب والممارسة.
  5. على الأم إقامة علاقة طيبة مع المدرسين وإدارة المدرسة بعيدا عن "النعرة الكاذبة" فبعض الأمهات تقول لإدارة المدرسة "إحنا دافعين وإحنا ...."، فالاحترام يجلب الاحترام والمودة تجلب المودة.
  6. أن تصاحب الأم طفلها إلى المدرسة في الأيام الأولى على أن تنسحب بشكل تدريجي؛ كأن تذهب لتوصيله بنفسها وتمنيه بعودتها مرة أخرى قائلة: "سأشتري شيء ما وأعود ثانية"، ثم تعود لأخذه في آخر اليوم، وفي اليوم الثاني توصله بنفسها وتتركه يعود بالباص، ثم تعزز فيه عودته بنفسه وتشجعه على ذلك كأن تحضر له شنطة وأدوات مدرسية عليها رسومات وشخصيات يفضلها "كعصومي ووليد مثلا".
  7. تقلق الكثير من الأمهات من نفور الطفل تجاه الزى الواحد والرغبة في التغيير، في حين أن هذه المشكلة هي مشكلة الأم نفسها؛ فالأطفال تزيد عندهم نقطة الانتماء فينتمون للزي الواحد واللون الواحد حال رؤيتهم لكل الأصدقاء بنفس هذا الزي، حتى أن الأطفال ذو البشرة السوداء نجدهم يميلون إلى مصادقة من ينتمون إلى نفس لون بشرتهم والعكس، وبدلا من ذلك من الأفضل ترك الطفل يختار الطقم الذي يريده من نفس لون زى المدرسة و أن نساعد أطفالنا في تحديد الاختيارات فلو هناك ثلاث أشكال من زي المدرسة نعطيه الفرصة لاختيار واحد منهم.
  8. حرص الأم على تقديم وجبة الإفطار لطفلها قبل الذهاب للمدرسة على أن تتضمن عناصر مغذية وممكن أن تكون "عصير أو لبن"، ونراعي تقديم أكثر من اختيار للطفل مما يحبه، كذلك علينا أن نحيطه بالاهتمام اللازم والمناسب لشخصيته

http://onislam.net/arabic/adam-eve/father-mother/134432-2011-09-18-14-43-17.html

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

رشا عبيد

الزوجة الصالحة أول طريق التربية السليمة
يخطئ من يعتقد أن تربية الأطفال تبدأ مع إتقان الطفل للمهارات اللغوية، وإدراكه للصواب والخطأ ، فالتربية السليمة على أساس من الدين الصحيح والتقوى والإيمان تمر بثلاث مراحل؛ تبدأ المرحلة الأولى منذ بداية التفكير في الزواج فاختيار زوجة أو زوج صالح تمهد لحياة سليمة، وبالتالي تربية سليمة وصحيحة للأولاد " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" الآية 32 سورة النــور.
فمعرفة الأم بأمور دينها وتمسكها بالمبادئ السليمة تسهل عليها عملية تربية الطفل وتلقينه هذه المبادئ ، أو بمحاكاة الطفل لها ونركز هنا على الأم لكونها هي التي تقضي وقتا أطول مع أطفالها بالنسبة لوقت فراغ الزوج وبالتالي فإن تأثيرها أقوى، ويصبح صلاح الطفل مهمتها الأولى.
الأم هي المؤسسة التربوية الأولى
ثم تأتي المرحلة الثانية منذ اليوم الأول لولادة الطفل، وذلك بإرضاعه الحنان حتى يكبر ويترعرع، وينتج هذا الحنان ثمارا أخرى من الحب والعطف والتقوى وغيرها من الصفات الحميدة التي أصبحت تغفلها الأم -أو حتى نكون أكثر صدقا - أصبحت لا تعي مدى أهميتها في رحلة البحث عن الأحسن لها على المستوى الشخصي، إما بالانشغال بنفسها وهوس العودة لرشاقة جسمها وتنشيف مناهل الرضاعة بإرادتها، أو بالعودة إلى وظيفتها بعد الولادة ، وفي كلا الحالتين ترمي طفلها في أحضان الخادمة التي غالبا ما تحمل جنسية وربما ديانة مختلفة عن الطفل، وهنا تتفاقم المشكلة عند الطفل، فنجد الخادمة تلقنه عادات وقيما مختلفة وغريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهو ما يسهم بشكل أساسي في تنشئة جيل معاق عاطفيا، غير متماسك داخليا، مشتت فكريا، وحينها يصدق عليه قول الشاعر:
إن اليتيم هو الذي تلقى له *** أمّا تخلّت أو أباً مشغولاً
ومن هنا كان لزاما على الأم لكونها هي الأم التي عظمها الإسلام، وجعل الجنة تحت أقدامها، أن تعرف أن النجاح والتفاؤل والصدق والذكاء الاجتماعي والإيجابية والنشاط ، وما يقابلها من الفشل والإحباط والكذب والعند والسلبية والكسل، ما هي إلا مهارات يكتسبها الطفل من والديه، ومن تأثره بطريقة تربيتهم له، باعتبارهم المؤسسة التربوية الأولى، وعليها أن تفهم شخصية طفلها وتعرف احتياجاته ورغباته وإمكانياته وسمات المرحلة التي يمر بها أيضا، وتبدأ في التعامل معه معاملة حددها الإسلام لنا أساسها العطف والحنان " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".
وهناك بعض الأساسيات التي تعتمد عليها الأم في هذه المرحلة أهمها
• علمي طفلك التفاؤل، وحتى تتقن الأم هذا الأسلوب لا بد وأن تكون على وعي ومعرفة بقصص مليئة بالنجاحات، أو مراحل من الفشل ثم التتويج بالنجاح المبهر بفعل الإرادة القوية، كأن تحكي له قصصا عن الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مواقف من حياته كللت بالنجاح، أو حكايا من الواقع الذي نعيشه، لا بهدف التسلية فقط وإنما للإفادة أيضا، مع التركيز على أن الفشل ليس نهاية الحياة، وهذا ما أكده بول كولمان في كتابه " كيف تقولها لأبناءك " حيث نصح الآباء بمجموعة من الكلمات والتعبيرات التي لا بد من استخدامها أثناء التعامل مع أطفالهم، مركزا على نغمة الصوت الهادئة أثناء ترديدها، ومن هذه العبارات " لا بأس – الوقوع في الخطأ هو وسيلة تعلم الصواب – دعنا نرى كيف يمكن أن نحل ذلك سويا ".

• كوني قدوة لطفلك: وفي الحكمة الشرقية القديمة " قل وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر ، شاركني وسوف أتذكر" وهذه المقولة توضح أن أهم شيء في التربية هي الممارسات العملية، فلا أقول: عند بدء الطعام لا بد أن نذكر اسم الله. ولكن الأفضل أن أقول له هذه المعلومة عندما يبدأ في تناول وجبته بالفعل ونقيس على ذلك جميع المواقف كآداب الشراب ودعاء ركوب السيارة وآداب الاستئذان والسلام وقول الصدق وعدم الكذب وآداب العطاس والتثاؤب.
• الإكثار من عبارات المدح والثناء والتحفيز، مثلا عند الانتهاء من اللعب احفزه على إعادة ترتيب غرفته وادعم ذلك بأن النظافة من الإيمان وأن الله جميل يحب الجمال مع التقليل من ذكر عيوبه وعدم التركيز عليها.
• يجب ألا ننسى أثناء هذه المرحلة أن الطفل ما زال صغيرا فلا نرهقه بالتزمت والجمود والإثقال عليه بالحديث عن المحرمات وعذاب النار لمن يخالف التعاليم الدينية، ولكن الأحسن أن نحدثه عن الثواب والجنة وما بها من جمال، ولا نثقل عليه في الصلاة وإجباره على الالتزام بها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ".
• استخدام مبدأ الثواب والعقاب مع عدم استعمال العنف في التربية، أو تعويد الطفل على العقاب بالضرب المبرح، فبحسب بحث لمركز ومختبر أبحاث العائلة بجامعة نيو هامشير الأمريكية، قارن بين معدلات ذكاء الذين تعرضوا للصفع في طفولتهم وآخرين لم يتعرضوا للصفع، فوجد أن الذين تعرضوا للصفع انخفض معدل ذكائهم كما أنهم أكثر عرضة لممارسة الانحرافات الأخلاقية عند الكبر كالاغتصاب والتحرش وانحرافات أخرى .
مهارات تساعد الآباء والأبناء
المرحلة الثالثة وهي مرحلة تكوين الشخصية واصطدام الطفل بالعالم الخارجي وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، فيتغير دور الوالدين من تربية إلى تربية وحسن إعداد لمواجهة الحياة، ومراقبة لسلوك الطفل الناتج عن تأثره بالعالم الخارجي،ومن ثم تأثره بمؤثرات كثيرة ومتنوعة، قد تضر بما تعلمه في المرحلة الثانية، وهنا لا بد من المتابعة ومساعدته على اختيار أصدقائه وعلى الأم أن تعي ضرورة الارتقاء بالذوق العام للطفل في هذه المرحلة، وتحصينه ضد المواد الإعلامية السيئة، وانتقاء الأفضل منها وبما يتناسب مع المرحلة العمرية ، والحرص على الصلاة وقراءة القرآن ، ولا ننسى اختيار المدرسة التي نضمن له فيها تعليما إسلاميا واهتماما بمبادئ وقيم إسلامية حميدة ، وعن طريقة التعامل مع هذه المرحلة أوجز كتاب "كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون" خمس مهارات تساعد الآباء والأبناء على العمل في إطار من التعاون وجو من الود والاحترام وهذه المهارات هي:
 وصف المشكلة: التركيز على المشكلة عندما يصفها لك أحد الأبناء وعدم التطرق لأشياء أخرى من أجل التأنيب.
 إعطاء المعلومات:الأبناء يدركون جيدا الهدف من إعطاء المعلومات.
 الإيجاز في الكلام: والابتعاد عن المواعظ و الشروح الطويلة التي لا يتقبلها الطفل في هذه المرحلة.
 أفصح عن شعورك : أي الصدق في التعبير عن مشاعرك سواء كانت بالإيجاب أو السلب.
 اكتب ملاحظة : و اترك ابنك يقرأها وسيشعر بالاهتمام .
نصيحة للآباء والأمهات
وعن أساسيات التربية الإسلامية يرى الشيخ عصام الشعار "باحث شرعي وعضو مجمع البحوث الإسلامية " أن دائرة المسئولية في الإسلام تتسع لتشمل كل فرد يعيش في هذا المجتمع؛ لأن مهمة صلاح المجتمع لا تقع على عاتق جهة بعينها، وإنما نطاق المسئولية يتسع ليشمل الجميع كلٌ حسب موقعه، ففي الحديث المتفق عليه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته".
وقد اهتم الإسلام بالأطفال وأولاهم عناية بالغة؛ لتكون نشأتهم على المنهج الإسلامي نشأة صحيحة وهذا الاهتمام يبدأ منذ مرحلة الاختيار بالنسبة للزوجين، فالزوجة –الأم مستقبلا- مطالبة أن تختار الزوج الصالح صاحب الدين والخلق، وأيضا الزوج مطالب بأن يختار الزوجة الصالحة، وبتعبير آخر الزوجة وهي تختار فإنما تختار زوجا وأبا وكذلك الزوج يختار زوجة وأماً، ومن هنا كانت هذه المرحلة مرحلة خطيرة وبالغة الأهمية لأنه يترتب عليها ما بعدها.
ويؤكد الشعار بان عملية التربية عملية شاقة وصعبة وسبب ذلك أن هذه العملية لها جوانب متعددة فهناك التربية الإيمانية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الجسدية، والتربية الاجتماعية ولذلك فالمسؤولية لا تقع على عاتق الوالدين فحسب ولكنها عملية تقع على عاتق المجتمع بأسره (الأسرة، المدرسة، النادي، وسائل الإعلام ....) فهي مسؤولية تضامنية سنحاسب عنها جميعا بين يدي الله عز وجل كلٌ حسب موقعه.
ونصيحتي للآباء والأمهات أن نتعلم ونسأل ونقرأ، فعملية التربية ليست عملية عفوية ارتجالية، ولكنها تحتاج إلى علم وصبر، ولن يقوم بواجب الحفظ والتربية والرعاية لأولاده إلا من آمن أن غرسه الطيب سيكون مدادا لصحيفة عمله الصالح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" منها "ولد صالح يدعو له" فصلاح الأبناء يجني الآباء ثمرته في الدنيا والآخرة، وعلى قدر عظم الثمرة تكون المشقة.
نصائح تربوية
وعن أسس التربية السليمة تؤكد الأستاذة وفاء أبو موسى المستشارة النفسية والتربوية أن من تربى على العنف والقسوة ينشا بها ومن تربى على الاحترام في السلوكيات ينشا كذلك ويعتبر علماء التربية والنفس أن السنوات الست الأولى من حياة الطفل تكون شخصيته المستقبلية, فالطفل يكتسب جوهر خبراته الأساسية عن الحياة من خلال سلوكيات الآخرين تجاهه وخاصة ما يصدر عن الأم والأب من أفعال وسلوكيات, واستعانت في ذلك بما وصانا به المصطفى صلى الله عليه وسلم بملاعبة ومداعبة وملاطفة الأطفال على اعتبار أن الإشباع العاطفي يمثل أهم احتياجات الطفل في سنوات عمره الأولى, كما نوهت إلى ضرورة استخدام الحزم في التربية بعد مرور الست السنوات الأولى مع العلم أن هنا فارق كبير ما بين القسوة و الحزم فالقسوة ينتج عنها العنف أما الحزم فينتج عنه القوة والقدرة على تكوين ذات ناجحة في الحياة.
وأشارت وفاء أبو موسى إلى مقترحات تربوية هامة تساعد الأم في تربية أبناءها ومنها:
• اجعلي بيتك ساحة مرنة لمواجهة اكتشافات طفلك للبيئة ولا تحرميه من هذا الشغف الفطري باتجاه المعرفة والتطور.
• أشبعى عاطفة طفلك ولا تسقطي غضبك عليه فليس له أي ذنب فيما تعانينه من أي ضغوط أسرية أو غير أسرية، واجعلي طفلك واحتك الجميلة التي ترسم على وجهك البسمة حتى في أصعب الظروف.
• عودي طفلك على الاستقلالية من الصغر منذ نعومة أظفاره فليكن له غرفته الخاصة ونظمى مواعيد غذائه وشرابه ونظافته، فهذا يكون لديه سمات الاستقلالية، ولكن عاطفة الأم تفسد هذا الأمر التربوي فتهرول ناحية الطفل لمجرد سماعه يبكى، وبذلك يكتسب الطفل وسيلة لتلبية رغباته الأنانية وغير الأنانية بالبكاء وهذا ما لا نريد إكسابه أطفالنا؛ لأنه يجعلهم يستخدمون حيلا سلبية لبلوغ أهدافهم كالكذب والمراوغة مستقبلا.
• أشركي طفلك في اختيار ملابسه وألعابه وملصقات غرفته حتى في صناعة طعامه، أو تنظيم غرفته أو دولاب ألعابه، هذا الأمر يجعل طفلك منتجا وفعالا في الأسرة وخارجها مستقبلا.
• أتيحي المجال لطفلك للرسم وأوجدى باستمرار الأوراق البيضاء والألوان واهتمي برسوماته حتى لو رسم في اليوم ألف رسمة، وعليك اختيار أفضل رسمة ليعلقها في غرفته الخاصة وبعد سن الثامنة شجعي طفلك على صنع لعبته بنفسه، ففي ذلك تتطور إيجابي كبير لمنتجه الشخصي في الحاضر والمستقبل.

http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3172


الكاتب

* رشا عبيد

هناك مقولة شائعة تقول "قوة المرأة في ضعفها"
وعملا بهذه المقولة، باتت المرأة تتباهى وتفتخر بضعفها وقلة حيلتها، وربما افتعلت أو اصطنعت ضعفها إرضاء للرجل أو إرضاء للمجتمع بأكمله، فبالرغم من مستجدات الحياة وتغير الظروف ما زال الرجل في مجتمعاتنا يبحث عن الزوجة المسكينة المستكينة.
في حين إذا رشحت له امرأة قوية الشخصية, سريعا ما يرفع الراية الحمراء معلنا الرفض وإملاء رغبته في النموذج الآخر إرضاء لرجولته.
وحتى لا يختلط الأمر علينا، فالمرأة القوية التي نقصدها ليست المتسلطة أو سليطة اللسان التي تفرض جبروتها وسيطرتها على الأسرة حتى تصبح الكلمة العليا لها، لاغية بذلك دور الرجل أو جعله من وراء صورتها.
ولكننا نقصد بالقوة هنا الثقة بالنفس أو المرأة المثقفة الذكية التي تعرف وتعي جيدا ما لها من حقوق وما عليها من واجبات, القادرة على التعامل مع الآخرين بكياسة، ومن لديها القدرة على مناقشة زوجها في مختلف أمور الحياة، والتعبير عن آرائها بشكل هادئ، أو رفضها لسلوك سيئ بطريقة غير مسيئة، والتي لا تقبل الإهانة.
دراسة اجتماعية
والغريب هو احترام الرجل لهذه المرأة الحازمة غير الساذجة، التي لا تسمح لأحد أن يلعب بمشاعرها، وذلك وفقا لدراسة أمريكية تؤكد احترام 90 % من الرجال للمرأة القوية بالرغم من رفضهم الارتباط بها معظم الأحيان.
فلماذا يرفض الرجل الارتباط بهذه المرأة ؟
وهل قوة الشخصية تتعارض مع طبيعة المرأة الأنثوية ؟
وما أهمية قوة الشخصية للمرأة ؟
آدم وحواء
على مدونته يحكي أحدهم قصة ارتباطه بزوجته المشهود لها بشخصيتها القوية وحزمها وعدم تهاونها مع أحد، في حين أنها تحمل الكثير من الصفات الجميلة، فهي مهذبة ومحترمة، متدينة جميلة، ومن عائلة مشهود لها بحسن السمعة، فتقدم لخطبتها وطوال فترة الخطوبة ظل مهموما مفكرا؛ لعل قوة شخصيتها تقف حائلا بين سعادتهما، أو يصبح عش الزوجية سفينة بقبطانين.
وفي يوم زفافه قال لها: "عزيزتي لطالما حلمت أن تقبل زوجتي يدي في أول ليلة لزواجنا". صعقت الزوجة وقالت في نفسها: "بدأنا ولم يبتعد الأهل سوى أمتار"، وما كان منها إلا أن استعاذت من الشيطان، وعالجت الأمور بروية، فلم تر أنه من الحكمة أن يحتدم الأمر بينهما من أول ليلة، وقبلت يده، فابتسم لها، وقال: ما طلبت منك تقبيل يدي إلا لأطمئن فقط. وما زال يحمد الله على اختيارها زوجة.
وترى "ليلى . م متزوجة" أن سنوات الزواج فيها الكثير من اللحظات السعيدة واللحظات المرة والصعبة، وإن لم تكن المرأة قوية الشخصية ، قادرة على التصرف واتخاذ القرارات، حازمة في تربية الأولاد ، فسوف تُتعب زوجها، وتنقاد إلى آراء من هم أكثر منها قوة، ولن تكون عونا له، بل حملا يضاف إلى هموم الحياة الزوجية. وتواصل: قوة المرأة لا تمنعها أبدا من أن تكون أنثى رقيقة، ممتلئة بالحب والحنان في لحظات الحب.
وعن تمني هذه المرأة زوجا ضعيفا يمنحها الفرصة للسيطرة تعلن "حسناء . ع" رفضها لفكرة التحكم في كل مجريات وأمور الحياة الزوجية، لأنها بذلك ستفتقد إحساس الأمان مع زوجها، أيضا ترفض أن تتزوج من رجل متسلط يحلل لنفسه الأخطاء، ويلغي شخصية زوجته تماما، وترى أن لها حقوقا مثل ما عليها من واجبات، تقول: "باختصار أنا أريد أن تكون الحياة معتمدة على التشاور والأخذ بالرأي" .
نساء مسلمات
وتتفق د . آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر مع هذه الآراء، وترى أن المرأة العربية المسلمة امرأة عظيمة وجليلة وقوية، أثبتت قوتها في شتى المجالات سواء في التجارة، كالسيدة خديجة، أم المؤمنين رضي الله عنها، التي كانت خير العون والسند لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة ،أحب النساء إلى قلب زوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، التي قيل عنها إنها أفقه الناس رأيا.
كما شاركت المرأة المسلمة في الغزوات فكانت نسيبة بنت كعب، رضي الله عنها، خير من دافع عن رسول الله حتى قال عنها: "ما التفت يميناً وشمالاً يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني". وكانت هند بنت عتبة، رضي الله عنها، امرأة شهد لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالثقة بالنفس عندما حاورته في بيعة النساء. ومنهن من أثبتت نفسها في مجال العلم كشهدة بنت أحمد البغدادي، الملقبة بفخر النساء، كانت من أبرز علماء الحديث وسمع عليها خلق كثير منهم ابن عساكر، وابن الجوزي، وعبد القادر الرهاوي، والشيخ الموفق، وانتهى إليها إسناد بغداد، وعمرت حتى ألحقت الصغار بالكبار، وكانت تكتب خطا جيداً لذلك سميت بشهدة الكاتبة.
أم ناجحة
ومن جهتها ترى نصير أن هذه المرأة غالبا ما تكون أما ناجحة، ولكن الرجل الشرقي يتصادم نفسيا معها، فعندما يرزق "أو يبتلى" بامرأة ذكية قوية الشخصية، يستشعر بأنها تستطيع أن تستغني عنه، فلا تغفر لها مميزاتها الأخرى وإن كانت زوجة صالحة ومتدينة، وتربي الأولاد على أكمل وجه، وهنا يظهر التصادم بين الزوجين، وتتنغص الحياة ويشيع عدم الرضا.
وتختتم نصير قائلة: الغريب أننا نجد الزوج ينكل بهذه الزوجة داخل الأسرة، ويفخر ويتباهى بها أمام الآخرين.
القالب المثالي للمرأة
الدكتور محمد المهدي، الطبيب النفسي ورئيس قسم علم النفس بجامعة الزقازيق المصرية، له رأي آخر، فيرى أن الموروث الثقافي للأجناس البشرية أو أغلبها، قد وضع المرأة في قالب معين يميزه الطيبة والحنان والطاعة والاحترام، لضمان الأمان واستقرار الحياة الزوجية. ويواصل: عندما يختلف هذا القالب وتتحول العلاقة إلى علاقة ندية يصبح الأمر صادما للرجل، ويفقد إحساسه بها كامرأة.
ويوضح د.المهدي أن التركيبة الفطرية للرجل يميزها "التفوق الذكوري"، والمرأة الذكية لا تتصارع مع هذه الفكرة، وتعطي الزوج الإحساس بأن الكلمة هي كلمته، وتسعى للتكبير منه أمام الآخرين وأمام الأهل والأولاد، ومن تفعل غير ذلك تفقد أنوثتها التي منحها الله إياها.
وعن أهمية قوة الشخصية للمرأة يرى الطبيب النفسي أنها إيجابية في مواجهة الحياة، كما تساعدها في تربية أمثل للأبناء، من أجل جيل صاعد متماسك، وما دامت في سياق العلاقة الطبيعية القائمة على الاحترام والطاعة والمودة تصبح مصدر قوة للمرأة، وقبول وسعادة وافتخار للرجل، ولكن إذا تحولت إلى حالة من الاستعلاء أو تضخم الذات في مواجهة الرجل ستفقد العلاقة قيمتها الطبيعية.
علاقة تكاملية
وعن حاجة الرجل إلى الارتباط بامرأة ضعيفة باعتبارها نموذجا أنسب، ترى الخبيرة النفسية الدكتورة داليا الشيمي أن الرجل إذا علم بأن مشاعر الحب وتعبير المرأة عما يدور بداخلها يحتاج إلى ذكاء، فيما يعرف بالذكاء العاطفي والوجداني، فلن يريدها ضعيفة مستكينة وغبية.
في حين تبرر الخبيرة النفسية رفض الرجل للمرأة التي تشعره أن باستطاعتها إدارة الحياة بدونه، أو التي تقلل منه وترى نفسها في مرتبة أعلى، أو تلك التي تنسى نفسها كامرأة عند احتياجه إليها.
وترى الشيمي أن الرجل في الحالات السوية يريد شريكة يتحدث إليها فتفهمه, وتحمل معه همه وتعمل كضميره الذي يعيده للطريق الصحيح، كما يريد من تفتح له نوافذ على مختلف جوانب الحياة, وكل هذه الأمور لا يمكن أن تقوم بها سوى امرأة ذكية مثقفة واعية.
وتختتم قائلة، يخطئ في حق المرأة الذكية من يتخيل أنها في حاجة إلى رجل لتقوده، فهي في أشد الحاجة إلى رجل قوي الشخصية، يقود سفينة حياتهم وتشعر معه بالأمان، فيحميها حتى من نفسها، إنها تريد رجلا له القدرة على السيطرة على زمام الأمور، رجلا يحسن لها ويستوعبها.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3180
رشا عبيد

أعلن في ماليزيا الأسابيع الماضية عن تأسيس ناد اجتماعي يحمل اسم "نادي الزوجات المطيعات" بهدف مكافحة الخيانة الزوجية والطلاق والعنف الأسري، وسيقوم النادي بتعليم النساء آليات صحيحة لإرضاء الأزواج والحيلولة دون لجوئهم إلى خيانتهن، أو معاملتهن بطريقة سيئة، عن طريق تقديم مجموعة من التدريبات والتعليمات للنساء ، تتضمن كيفية التعامل مع أزواجهن وإرضائهم.
وبعد أيام قلائل انتقل نادي الزوجات المطيعات إلى إندونيسيا، عازمين انتشاره في كل دول جنوب شرق آسيا .
فهل الزوجة هي المسئولة وحدها عن الخلافات الزوجية ؟
وكيف تؤسس الزوجة لحياة زوجية سعيدة ؟
ثم هل هناك زواج مثالي ؟
معايير اختيار الزوجة
الزوجة الصالحة هي أساس سعادة الأسرة، لذلك حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات الزوجة الصالحة في قوله: " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "
هذا بالإضافة إلى مواصفات أخرى فردية تكتسبها الفتاة من البيئة الاجتماعية المحيطة بها كاللباقة والذكاء في التعامل والتعاطف وإظهار الحب والحنان وتفهم طبيعة الزوج، والأهم حُسن العشرة .
ومع تغير الظروف وظهور الفضائيات والانفتاح على الثقافات الأخرى وأحيانا التقليد الأعمى، تبدلت المعايير لدى كل من الرجل والمرأة في اختيار نصفه الأخر ، فالرجل أصبح يضع الشكل الخارجي في قائمة أولوياته، ويشترط في زوجة المستقبل أن تكون جميلة رقيقة، تحبه بإخلاص وبلا حدود، وتعامله كطفل صغير مدلل، تجيب جميع طلباته، ولا مانع أن تعمل كجارية، وفي آخر القائمة حبذا لو كانت على درجة من الأخلاق والتدين.
أما المرأة فباتت ترغب في زوج يبقى عاشقا وفيا كأبطال المسلسلات التركية التي هبطت علينا كالسيل بين عشية وضحاها، راسمة صورة وردية للحياة الهانئة الزاخرة بكل شيء إلا من تحمل المسئولية الأسرية.
ونظرا لأن اختيار كلاهما للآخر تم على أسس وهمية أو أحلام غير واقعية، فلا يقدر لها أن تعيش طويلا على أرض الواقع، ليس هذا فحسب بل إنها تعجل من الصراعات والخلافات الزوجية خاصة مع تمرد المرأة على زوجها الذي صورته الفضائيات بأنه متسلط وظالم وناهب لحقوقها، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي بشكل عام، وما يفسر أيضا لجوء الزوج إلى الخيانة وبالتالي زيادة في أعداد الأطفال غير الشرعيين.
ولأن المرأة تختلف بطبيعتها الأنثوية عن تركيبة الرجل ، لذا كان لزاما على كليهما فهم طبيعة الآخر وتفهم ما يحتاج إليه، والتعامل على أساس هذا الاختلاف في النوع والحاجات، لتخطي مثل هذه الخلافات ... ولكن الرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريد الرجال، كذلك النساء يعطون ما يريد النساء فكل منهما يفترض خطأ أن لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات ونتيجة لذلك تبدأ المشاكل والصراعات .
فن إرضاء الزوج
وهذا ما يؤكده جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة "، ولأننا هنا بصدد الحديث عن المرأة فهذه بعض من النصائح التي تقدم بها الكاتب لهن " الزهريات " لتحقيق السعادة الزوجية :
1. يحتاج الرجال في المقام الأول إلى الثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع .
2. الرعاية الزائدة تخنق الرجل، فملاحقة الزوجة لزوجها بالأسئلة والاهتمام بكل صغيرة في حياته تضع الرجل في حالة مزاجية سيئة، فالمرأة تفعل كل هذا من قبل الرعاية والاهتمام لأنها لو حظيت بنفس هذا النوع من الدعم ستكون ممتنة، ولكن الرجل يريد أن تحبه المرأة وتثق به دون قيد أو شرط .
3. توقفي عن محاولات تغيير زوجك أو تحسينه ، فالمرأة تظن أن محاولاتها لتحسينه عن حب ، لكنه يشعر أنه محكوم ومتلاعب به ومرفوض، وسيرفضها بعناد، لأنه يشعر أنها ترفضه. وعندما تحاول امرأة تغيير رجل فإنه لا يحصل على الثقة والتقبل الودي الذي يحتاج إليه حقا كي يتغير وينمو.
4. حين يختلف الأزواج تتحول مناقشاتهم إلى مجادلات ثم من دون إنذار إلى معارك، لذلك على الزوجة أن تتخذ قاعدة أساسية في حياتها بعدم المجادلة، وبدلا من ذلك عليها مناقشة الحجج المؤيدة والمناقضة لأمر ما، أي تفاوض وليس جدال، فما يؤلم في الجدال ليس ما نقوله ولكن كيف نقوله، فبعض الأزواج يتجادلون طول الوقت ويموت حبهم تدريجيا ، وعلى الطرف الآخر يكبت بعض الأزواج مشاعرهم من أجل تفادي الصراع ولكي لا يتجادلون، ونتيجة لكبت مشاعرهم الحقيقية يفقدون الصلة بمشاعرهم الودية ، فأحد الأزواج يشن حربا والآخر يشن حربا باردة.
5. كوني يقظة لتقدير الأشياء الصغيرة التي يفعلها زوجك من أجلك بابتسامة وشكر ، والرجل يحتاج إلى هذا التقدير والتشجيع ليستمر في العطاء، ويتوقف عن العطاء عندما يشعر أنه عرضة للاستخفاف.
6. قد يصل الخلاف أحيانا إلى حد لا يجدي معه الحديث، حينها يكون على الزوجة كتابة رسالة لشريكها فعندما تكتب النساء الرسائل يصبحن أكثر ثقة وتقبلا وتقديرا.
الزواج الناجح
وفي نفس السياق ترى دكتورة ميرفت عبد الناصر في كتابها " هموم المرأة " أن الإجابة على إمكانية وجود زواج مثالي ليست سهلة ولكن هناك مقولة حكيمة تقول: إن القاعدة الأساسية لسلامة أي علاقة هي اقتناع الطرفين بأن الحقيقة الإنسانية حقيقة شخصية نابعة من رؤية فردية ذاتية وليست قابلة للتطبيق على كل إنسان وكل موقف.
موضحة مجموعة عوامل رئيسية تؤهل العلاقة الزوجية للنجاح والاستمرارية وتعطي فرصة للزوجين في الشعور بالأمان والسعادة والامتنان من أهمها :
أولا: عدم وجود فارق واضح في ميزان القوة في العلاقة، بمعنى ألا يكون هناك طرف مسيطر تماما وآخر خاضع مستسلم يقوم فقط بتنفيذ ما يراه الطرف الآخر مناسبا أو صوابا، ولهذا فضروري أن تتحد شخصية كل من الطرفين في العلاقة وأن لا تنطمس معالم شخصية أحدهما في شخصية الطرف الآخر.
ثانيا: أن يكون هناك احترام للفردية في محتوى العلاقة واحترام حرية الاختيار الشخصي لكل منهما مع المقدرة على تبادل وجهات النظر، والإيمان بأن الحلول الوسط ليست تنازلا أو لونا رماديا مكروها بل هي تطورا طبيعيا وعلامة على النمو والنضج النفسي للفرد .
ثالثا: أن يتصرف كل من الزوجين في إطار الحاضر ومعطياته وتجنب الرجوع المتكرر للماضي .
رابعا: مشاركة الزوج لزوجته الجوانب الإيجابية في الحياة وعدم التركيز في الحديث المتكرر عن السلبي والسيئ والمحزن والاسترسال في الحديث عن المشكلات ، بينما لا تأخذ الجوانب الإيجابية الأهمية المطلوبة وتمر أحداثها كأن شيئا لم يكن ، ولهذا تذكُر المفرح في الحياة وتهنئة كل طرف على نشاطاته ومجهوداته ونجاحاته داخل أو خارج العلاقة من أهم أسباب النجاح.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3200

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

رجال يرفعون شعار : خلوها تتاهل قبل الزواج

رشا عبيد

يبدو أن خلافات كل من الزوج والزوجة ستظل تسير في دائرة مفرغة، وكأنهما اتفقا ضمنيا على عدم الرضا بما يقدمه الطرف الآخر ؛ فإن تزوج الرجل امرأة مثقفة اتهمها بالتقصير في رعايتها لبيتها, وإن أثبتت مهارتها في أعمال المنزل زعم أنها لا تجيد غير الطبيخ، وإن اهتمت به تحجج بأنها لا تعطيه أي فرصة يحس فيها بحريته , وإن أهملته يعلن أنها لا تصلح زوجة وأنها في أشد الحاجة للتأهيل والتدرب على شئون الزواج.
هل الفتاة السعودية مسرفة؟
هذا ما أكدته دراسة سعودية حديثة بمبادرة من "اللجنة الوطنية لتيسير الزواج" بحسب موقع " أم أس إن أرابيا " عندما كشفت أن 63 % من الأزواج، يتهمون الفتاة السعودية بأنها ليست مدرّبة لتكون ربة منزل حقيقية، وأنها مسرفة، وتخصص لأصدقائها وأسرتها وقتاً أكبر مما تخصّصه لبيت الزوجية.
ورأى المشاركون في الدراسة أن الفتاة السعودية لا يتم تأهيلها للزواج بدرجة كافية، وليست لديها الرغبة في أداء الأعمال المنزلية اليومية من طبخ وغسل وكواء، ورعاية الطفل المريض أو مساعدة الأطفال في أعمالهم، واعتبر 85 % من المشاركين أن النزاعات الزوجية مالية بسبب الإسراف , فالفتيات اللاتي نشأن في أسر ميسورة الحال يتوقعن أن يهيئ لهن الأزواج نفس المستوى المعيشي، ولديهن إصرار على جلب سائق وعاملة منزلية حتى وإن مثل هذا عبئاً على ميزانية الزوج. ولذلك طالب المشاركون في الدراسة الأمهات بتدريب بناتهن على مهارات الأعمال المنزلية وإدارة ميزانية الأسرة، كما طالبوا باختبار الزوجة في أعمال المنزل قبل الزواج، وإن فشلت تحصل على تدريب آخر.
فما رأي الفتاة السعودية في مثل هذه النتائج ؟
وهل تقبل بدورات تاهيلية إجبارية واختبار قبل عقد القران ؟
ثم أي النساء تلك التي يبحث عنها الرجل ؟
افتراءات غير صحيحة
على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي انتشرت التعليقات حول نتائج هذه الدراسة فرأت "أم الجوري" أن كل هذه الافتراءات غير صحيحة ومجحفة، وفيها ظلم لكثير من الفتيات السعوديات، فأغلب النساء ممن يقدسن الحياة الزوجية، والمرأة السعودية تهتم بمنزلها وأولادها، وهم عندها في مهام الأوليات قبل كل شيء، ورأت أن عينة الدراسة غير ممثلة للواقع الاجتماعي في السعودية، متسائلة: لماذا لا يتم تسليط الضوء على الرجال، فقد يكونون هم الأولى بمثل هذا التدريب، وطالبت بإجراء دراسة لاكتشاف الرجال غير المؤهلين، وضرورة عمل اختبار لهم في تحمل المسئولية وتوفير الحياة الكريمة.
وعلى صفحات الفيس بوك توالت ردود الأفعال وأصبحت أشبه بمعركة كلامية كل يحاول أن ينتصر لرأيه، فيرى "عائض درويش" أن كل هذه النتائج صحيحة 100% وأتبعها بعبارة "معظم البنات وليس كلهن " مستنكرا حال الفتاة التي أصبحت تأبى أن تحضر لنفسها كأس الماء، وتكتفي بإصدار أوامرها للخادمة التي أصبحت شعار الأسرة السعودية، متمنيا أن تقوم المؤسسات الاجتماعية بإلزامية هذه الدورات .
وعلى الفور ظهر رد آخر من إحدى العضوات مؤكدة عدم إنكارها لوجود بنات بمثل هذه الصفات، ولكن هن بالنهاية لا يتزوجن من عالم آخر، ولكن يتزوجن رجالا من نفس جيلهن ونفس التربية، فإن كانت لا تعرف الطهو فهو لا يجيد الذبح "يعني الحال من بعضه ".
هل يلزم تأهيل الفتاة؟
وعلى الجانب الآخر رحبت العديد منهن بفكرة الدورات التأهيلية للفتاة قبل الزواج، غير مباليات بالدراسة وما آلت إليه، وتمنت " س ا " أن تكون إجبارية؛ لأن الفتاة بطبيعتها تبحث عن معلومات تفيدها في حياتها الزوجية، لكن بعضهن يبحثن في الأماكن الخطأ. وتواصل: مثل هذه الدورات مفيدة للفتاة ولأجيال المستقبل، فالمرأة إذا تعلمت كيف تكون زوجة وكيف تكون أما، تكللت حياتها الزوجية بالنجاح. وأضافت: هناك بالفعل مراكز للتأهيل ولكنها اختيارية وغير ملزمة .
فهم طبيعة الرجل
وفي نفس السياق يرى استشاري الطب النفسي, البروفيسور طارق الحبيب في إحدى الحلقات التلفزيونية أن الأمهات والآباء في مجتمعاتنا لا يعدون الابن لكي يكون زوجا مميزا أو ناجحا على حد أدنى، ولكنهم يعدونه لكي يكون ابنا بارا، وكذلك البنت حينما تربيها أمها تعدها لتكون ابنة بارة, تقية ومطيعة لأمها وأبيها، وليست زوجة، ودور البنت كزوجة تقوم على اجتهادات حيث تسأل البنت صديقاتها، وتعتمد على أقوالهن ونصائحهن التي ربما تكون خاطئة.
ويواصل: ظروف المجتمع ومستجدات الحياة تجعل الأم غير مؤهلة لتأهيل الفتى والفتاة، لذلك أدعو الأمهات لتلقي مثل هذه الدورات التأهيلية بشرط أن تكون عملية وليست نظرية، وعلى الفتاة أن تستفيد من خبرة الأمهات، ولا مانع من المشاركة في الدورات، وعليها أن تتفهم طبيعة الرجل في مجتمعها، فلو فهمته جيدا لعرفت كيف تتبعل له، ولو فهمت أن من طبيعة الرجل الحق في السيادة والتوجيه والأمر والنهي، لعرفت كيف تسير بالأسرة إلى بر الأمان.
واختتم موضوعه بضرورة أن تعرف الفتاة أن علاقة الزواج لا تقاس بعلاقة الأخ أو علاقة زميل العمل.
أهمية التدبير الاستهلاكي
ويتفق معه الشيخ الطبيب محمد خير الشعال الذي رسم خطوطا عريضة لتأهيل الفتاة للزواج في دورته التأهيلية للحياة الزوجية، فيرى أن الزوجة عليها أن تلتزم بواجباتها نحو زوجها، إذا أرادت قربا من الله تعالى ، فالزوج أعظم الناس حقا على الزوجة من أهلها وصديقاتها وغيرهم، لذلك على الأمهات تدريب بناتهن على طاعة الزوج .
وأن مال زوجها أمانة فيحرم عليها أن تتصدق منه إلا بإذنه، فما بالنا بما ترميه في القمامة من بقايا الكثير من الأطعمة، التي يتعب الزوج ويشقى للحصول عليه. معلنا: أننا في حاجة إلى دورة لتعليم التدبير الاستهلاكي، لأننا -بحسب كلامه -لم يعد لدينا مشكلة في كسب المال، إنما المشكلة في كيفية إنفاقه، ويتمنى الشعال أن تتعلم الفتيات من جدات الماضي، اللاتي كانت الواحدة منهن تقتصد في كل شيء ، فإذا أحضر لها الزوج اللبن شرب الأولاد والباقي تخاف أن يتلف فتصنع به أرز بالحليب، وإذا كان الأولاد لا يشربون الحليب نجدها تحول الحليب إلى لبن حتى يشربون منه، وإذا أحست بأي زائد صنعت منه الجبن، فنجدها تعتني بالنعمة إلى أدق الأمور، فلا ترمي حبة واحدة من الأرز ، ولا تفقد ملعقة من الزيت.
ويستنكر حال حاويات القمامة حاليا الممتلئة بكل ما هو نافع، حتى أن هناك أناسا صاروا يعيشون على هذه القمامة .
ويدعو الشعال الفتاة إلى عدم التأثر بما تشاهده في التلفاز، وما يصوره لها بأن الفتاة شأنها فقط الاهتمام بالماكياج والعطور والوقوف أمام المرآة، لأنهم بذلك يخططون لتدمير بيوتنا.
ويؤكد أن نجاح الأسرة يتوقف على معرفة كل طرف بما يريده الطرف الآخر وتلبية حاجاته ، وفي هذا الصدد أشار إلى استبيان قام به أحد القضاة الشرعيين على مائتي زوج وزوجة، مختلفي المستوى الاقتصادي والعلمي وكذلك الانتماء الديني، وبين الاستبيان إجماع هؤلاء الأزواج على أن أول ما يريده الزوج من زوجته هو الاهتمام بالبيت، فالرجل لديه برامج طويلة خارج البيت، لذلك نجده في حاجة إلى امرأة أمينة تحمي ظهره ، وترعي له بيته وماله ، وتربي أبناءه وتصون عرضه.
وأنهى دورته بنصيحة للزوجات والفتيات المقبلات على الزواج أن يعلمن أن اهتمامهن ببيوت أزواجهن هو أكبر شيء ينلن به رضا وسعادة أزواجهن ، وبالتالي يحيى البيت في عيشة هانئة .
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3144

زوار الوفد : لو بتحبيه بشبكتك ساعديه



كتبت- رشا عبيد
الاربعاء , 07 سيبتمبر 2011 16:32

أحدثت الاستشارة الخاصة ببيع الزوج لشبكة عروسه بعد الزواج حالة من الجدل بين زوار البوابة على صفحة الوفد على الموقع الاجتماعي فيس بوك، ولم يكن غريبا حالة الاستنكار والرفض شبه العام من غالبية الرجال لسؤال القارئة الذي ورد إلى البوابة عن أحقية الزوج في بيع الشبكة التي قدمها لعروسه والتي وافق طواعية على شرائها لها أثناء الخطوبة.

وإجماعهم على حق الزوج في شبكة زوجته إذا دعته الظروف لذلك رغم رأي الدين الذي حسم القضية لصالح الزوجة واعتبر الشبكة جزءا من المهر أو هبة للعروس لا يحق له استردادها.

ومن بين هذه التعليقات كتب Gedo Behiry : بكل تأكيد من حقه, وواصل قائلا: يعني هاشحت ومراتي يا فرحتي لابسة دهب .

ويؤكد نفس الرأي Mostafa Mohamed قائلا: من حقي طبعا مش كفاية إن أبوها ديني في ثمنها.

ويقسم محمود فتحى ال حماد بأنها من حقه وأن هذه الزوجة لو كانت تدين لزوجها بالحب لأعطته إياها ووافقت دون سؤال. بينما يتساءل Mostafa Labeeb: لماذا وافق العريس من البداية على شبكة بمبلغ كبير، رغم إيمانه بأحقية الزوج في هذه الشبكة .


الشبكة شكليات وبس


وعلى الجانب الآخر, هناك من يرى عدم أحقية الزوج في الشبكة مع الإشارة إلى دور الزوجة في مساعدة زوجها لحين ميسرة، فكان رأي Islam Hassan : مش من حقه, ولكني أعتب على الزوجة أنها لا تريد فعل ذلك من تلقاء نفسها, فإن لم تقف هي مع زوجها في موقف كهذا إلى من سيلجأ إذن؟!


ويدعو إسلام ربه قائلا: اللهم ارزقني الزوجة الصالحة بنت الأصول التي تقف بجواري وتعينني وقت الأزمة. ويرد عليه Ahmed Khalil قائلا: الشبكة والمؤخر حق للعروسة لا يجوز التفريط فيه، ولكن الحياة الزوجية ارتباط قوى بين الزوجين فإن وقع ضرر على أحد الزوجين على الثاني أن يأخذ بيده، ومن هنا على الزوجة أن تقف بجانبه حتى يعبر هذه المحنة بسلام ثم يعوضها بأحسن منها مادام هو بخير ويواصل, مش حتنفعها الشبكة لو أصابه مكروه .

ويعبر Redaa Shoman عن رأيه معاتبا الزوج: كان مفروضا على الزوج أن يقبل ما يقدر عليه ويستطيع شراءه من الشبكة - ولكن يمكن بيعها لضروريات الحياة من مبدأ المشاركة بين الزوجين إذا كان الزوج يبذل أقصى طاقته لحياة كريمة - وكان مثالا للزوج الجيد.


دين واجب السداد


وفي المقابل وكما هو متوقع كان للجنس الناعم رأي آخر, فتكتب Marwa Hafez: أديها له ولكن أمضيه على شيكات بثمنها حتى تظل دينا عليه .
وتشاركها الرأي Doaa Esmat التي ترى في موقف الزوج نوعا من الغش وأنه كان عليه أن يعلن عن مقدرته ومدى استطاعته, "مش يغشهم علشان يتجوز و بعد كده يبيع الشبكة".

وتواصل, لو كان عاوز يقضى مصلحة ماشي مفيش مانع أن تساعده الزوجة, إنما مجرد إنه أصلا شاحت فلوس الشبكة على أمل الجواز وإنه بعد كده ياخدها لتسديد ما عليه فهذا هو الغش بعينه.

وكعادة الشعب المصري وخفة ظله ظهرت بعض التعليقات المرتبطة بالثورة وما نعيشه من أحداث, فينصح Mahmoud Elkhateeb الزوجة بعمل مليونية وطالبها بإعدام زوجها قائلا: "واللي يسألك قولي له دي ثورة, أصله من فلول النظام ".

ويلعب باز باز على الوتر الحساس فيقول لصاحبة السؤال: " احمدي ربك إنه جاب شبكة أصلا في الظروف اللي البلد فيها.. هي الناس لاقيه تاكل, بلا نيلة".


الشبكة من حق الزوجة

وفي تعليقها على هذه الآراء والتي أجمعت على مساعدة الزوج بصرف النظر عن حقه أو عدم أحقيته للشبكة, ترى دكتورة نعمت عوض الله, المستشارة الاجتماعية والنفسية، أن مهر الزوجة من حقها، فلو افترضنا أن الزوج دفع مقدما لشراء سيارة مثلا واشتراها فهل يجوز له سحب المقدم مرة أخرى بعد شهرين ؟

وتواصل: يعتبر المهر استحلالا للزوجة يرفع معنوياتها ويطيب نفسها أيا كان مقداره، فقد جاء رسول الله رجل يريد الزواج ولا يملك شيئا فقال له الرسول، صلى الله عليه وسلم: " التمس شيئا، فقال له الرجل لا أجد، فرد عليه رسول الله " التمس ولو خاتما من حديد".

ومن هذا المنطلق إذا اعتبرنا الشبكة جزءا من المهر أو هبة من العريس ففي الحالتين لا يحق للزوج أن يأخذها إلا بإذنها ورضاها، وأن يعلم أنها ليست مجبرة على إعطائه إياها، وهنا يصبح من الأفضل أن يقدم العريس ما في استطاعته حتى لا يضطر لمثل هذا الموقف وحتى لا يتسبب في إصابة الزوجة بمشاعر الضيق والحزن حالة بيعهم .

خاتم ودبلة كفاية

وترفض عوض الله الخلافات والانقسامات والمواقف السخيفة التي نراها بسبب الشبكة, وتحث كل متقدم أن يعلم أن كل عروسة لها مهر المثل " أي مهر من يماثلها من نساء عائلتها "، فإن كانت إمكاناته أقل من مهرها, إما أن يقبله أهل العروس كما هو بما يستطيع ويجنبونه التورط في الاستدانة من هنا وهناك وتراكم الديون عليه، وإما أن ترفضه مباشرة, وعليه أن يضع التكافؤ الاجتماعي نصب عينيه .

وعن المغالاة في الشبكة والمهور تقول دكتورة نعمت: في ظل ارتفاع تكاليف الحياة أصبح الشاب يحس بأزمة حقيقية ويعاني ضغوطا شديدة عند الزواج, وبعد الثورة المصرية لابد أن يشمل التغيير كافة مناحي الحياة ولن يكون هذا التغيير إلا بتغيير كل فرد من سلوكياته وطباعه للأحسن, فلا مانع من خاتم ودبلة لتيسير الزواج.

وتواصل: فثلثا المتزوجين لا يلبسون ذهبهم ويحتفظون به كما هو، ولكننا نضحك على بعضنا البعض ونضع الزواج في إطار من النفاق والكذب حتى نرضي الناس ونتباهي أمام الأهل والجيران والمستفيد الوحيد في هذا الموضوع هم المتفرجون.


الزوجة الأصيلة

وتتفق المستشارة الاجتماعية والنفسية مع الآراء الرامية إلى مساعدة الزوج في محنته وتقديم العون والمساعدة له فتقول: العلاقة الزوجية هي علاقة إنسانية أساسها المودة والرحمة, لذلك على الزوجة أن تبادر بمساعدة زوجها في محنته وظروفه الصعبة وأن تقف بجواره وتساعده وتقدم له كل ما تستطيع حتى ولو كان ذهبها الخاص بها شخصيا، مش الشبكة بس، وخاصة لو كان زوجا محترما يخاف الله ويصونها ويحافظ عليها ويكرمها ويعطيها حقها.

وتؤكد أن من يعز زوجته ويحسن معاشرتها ويعرف معنى القوامة جيدا لن يطلب الشبكة، ولكنها هي من ستقدمها له دون طلب حال إحساسها بأزمته أو حاجته وإن لم تفعل فهي زوجة عديمة الأصل لا تستحق الحياة في بيته .

وتكمل: على الزوج أن يعلم جيدا أن هذه الشبكة تظل دينا عليه حتى الموت وعليه أن يسعى جاهدا لتسديد هذا الدين ويذكر نفسه دائما أنه أخذ شيئا ليس من حقه، والدراما المصرية قدمت لنا أروع المشاهد المعبرة عن ذلك في مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي " عندما طلب " عبد الغفور البرعي" ما تتزين به زوجته " فاطمة " من ذهب وأعطته إياه كاملا بنفس راضية وعندما فتحها الله عليه قدم لها الأحسن .


إلا الشيكات

وتختلف عوض الله تمام الاختلاف مع الآراء الداعية لإمضاء الزوج على شيكات أو وصل أمانة لحين إرجاع الشبكة أو ما يعادل قيمتها مرة أخرى، وترى أن مثل هذه التصرفات تحول العلاقة الزوجية من علاقة إنسانية في المقام الأول إلى علاقة تجارية لا تصلح مع الحياة تحت سقف واحد، كما تعمل على انهيار الثقة بين الزوجين، وتنهي كلامها بتساؤلها, كيف لا تأمنه على أموالها وقد ائتمنته على نفسها ؟

موضوعات ذات صلة:

زوجي يريد بيع الشبكة .. هل هذا حقه؟
http://www.alwafd.org/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9/84-%D9%87%D9%88%20%D9%88%20%D9%87%D9%89/91880-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D9%83-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%87-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%AA%D9%83

المصري اللي على حق .. يقول للتحرش لأ



كتبت - رشا عبيد
الأثنين , 29 أغسطس 2011 23:59

عيد بلا تحرش ولا انتهاك لخصوصية النساء، عيد كرامة للجميع بلا تمييز ولا اغتصاب للضعيف .. هكذا قرر الشباب المصري نقل أخلاق ميدان التحرير وروح ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم بأكمله إلى كافة مناحي الحياة وخاصة تلك التي تشوبها بعض السلوكيات الخاطئة , فظهرت العديد من المبادرات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) والتي تهدف جميعها لعيد آمن وخالي من التحرش الجنسي لجميع المصريين خاصة مع عدم التواجد الأمني

, وكأنهم بذلك يعلنون ثورة جديدة, لكنها هذه المرة ثورة أخلاق لاسترجاع أخلاق وروح المصري الأصيلة والتي افتقدناها لسنوات وحتى تعود لنا مصر بلد للأمن والأمان .

وتأتي هذه المبادرات بعد تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع المصري وفشل السيطرة عليها , فبحسب التقارير الأخيرة الصادرة عن المركز المصري لحقوق المرأة تمت الإشارة إلى زيادة جرائم العنف التي ترتكب بحق المرأة وفي مقدمتها جرائم التحرش حتى فقدت المرأة المصرية الشعور بالأمان أثناء سيرها في الشارع, كما تشير تقارير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية إلى اغتصاب امرأتين كل ساعة في مصر, وعن التحرش في الأعياد حدث ولا حرج .

مش هسكت ولا هخاف

ولان العيد هو الذكرى السنوية للتحرش الجنسي مع خروج الفتيات إلى الأماكن العامة والمتنزهات , دعت " نعمة جمال " أدمن صفحة " أنا مش هسكت على التحرش " على الفيس بوك والتي وصل عدد أعضاؤها إلى ما يقرب من 1500 مشترك, إلى إقامة لجان للتصدي للتحرش الجنسي في العيد على غرار اللجان الشعبية أيام الثورة تحت شعار " أنا مش هسكت ولا هغمي عنيا .. ولا هخاف من رأي الناس فيا .. هافضح المتحرش في الشارع ومش هقبل إني أبقى هافية .. هو المريض هو الغلطان .. هقول مش هخاف , العيب مش فيا " .

وعن فكرة الصفحة تقول نعمة جمال : بعد أن تعرضت أنا وغيري من الفتيات للتحرش في الشارع وبعد العزم على عدم الخوف والسكوت مرة أخرى على هذه الظاهرة, جاءت فكرة هذه الصفحة التي تهاجم الاستمرار في السكوت والخوف حتى لا تتفاقم ظاهرة التحرش أكثر من ذلك، خاصة مع زيادة حلات التحرش الجنسي والجماعي في الأعياد، ولا يخفى على الجميع أن هذا العيد تحديداً له ظروف مختلفة نظراً للفراغ الأمني الملحوظ .

هاخرج وهافرفش

إن لم يكن الخروج في العيد بصحبة العائلة في أماكن بعيدة عن الزحام، يبقى المنزل المكان الآمن للفيات في أيام العيد والمناسبات .. ولكن هذا العام بادرت نعمة جمال بتوجيه دعوة إلى الفتيات للخروج والتنزه بلا خوف فقط عليهن التحلي بروح الشجاعة من أجل مقاومة سرطان التحرش، فجاءت صفحتها على "الفيس بوك" بعنوان "في العيد هاخرج وهافرفش ومش هاسكت على التحرش" .

وقالت نعمة في دعوتها إلى البنات : " إلى كل بنت في مصر متخافيش تخرجي في العيد، مش هنخلى التحرش يقعدنا في بيوتنا، مش هنخاف تاني خلاص، ومش هانسكت على التحرش، ولكل ولد في مصر، لو شفت حد بيعاكس بنت أو بيتحرش بيها، أوعى تسكت على الغلط، متسكتش على التحرش".

إيد واحدة

روح الوحدة التي سادت بين الشباب في ميدان التحرير طوال أيام الثورة، انتقلت إليهم أيضاً في ثورتهم على التحرش الجنسي، فتكاتفت جميع الصفحات الداعية إلى مواجهة التحرش سوياً، متخذين اللجان الشعبية في مواجهة البلطجية سبيلاً لمواجهة التحرش أيضاً .

فتعاونت خريطة التحرش الجنسي (خريطة على الانترنت http://harassmap.org/ تتيح للفتيات إرسال تقارير فورية يتم فيها تحديد نوع التحرش ومكانه، وتقدم الحل إليهم)، مع صحفة "في العيد هاخرج وهافرفش ومش هاسكت على التحرش"، وصفحة " لجان شعبية ضد التحرش في عيد الفطر 2011 " ( تهدف لتكوين لجان شعبية في مناطق وسط البلد والمهندسين ومدينة نصر) .

اللجان الشعبية موجودة أيضاً في الاسكندرية عن طريق تكاتف شباب الأحزاب ومجموعة من النشطاء وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، وذلك من خلال حملة "أولاد البلد" تحت شعار " عيد امن لبنات الإسكندرية".

مكتسبات الثورة

من جانبها تفسر أميرة بدران , المستشارة الاجتماعية، ظهور تلك المبادرات بأنها نوع من شعور الشباب بالمسئولية بعد حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد.

وتتابع : وذلك على عكس ما تخيل الجهاز الأمني عندما وضعنا في هذه الحالة حتى نعرف مدى أهميته ونتراجع عن أهدافنا أو نتقدم بخالص الاعتذار له .

وترجع بدران حالة الحماس الملحوظة لدى الشباب بعد الثورة، إلى أن الشباب في عهد مبارك كان يتملكه احساس بعدم أهميته في المجتمع وأنه فرد مهمش، وبالتالي كان يتراجع عن المشاركة الفعالة في حل المشاكل الاجتماعية المحيطة به، أما الآن اكتسب الشباب إحساس بالمسئولية وتحمس للتفكير الإيجابي في الكثير من المبادرات والعمل بشتى السبل على إنجاحها والترويج لها أو توعية الآخرين بها وتحميسهم على المشاركة .

بديل الشكوى

ويتفق معها في الرأي الدكتور أحمد عبد الله ، استشاري الطب النفسي، قائلاً : إيجابية الشباب ومبادرته بحل مشاكل المجتمع المحيط به ، جاءت بمبادرات ذاتية كبديل عن الشكوى واللوم، وإن مثل هذه المبادرات تؤكد على وعي الشباب بقضايا مجتمعه ونظرته العصرية في تقديم الحلول لها, ويعتبر الانفلات الأمني عاملاً إيجابياً في ظهور مثل هذه المبادرات وخلق مناخ مناسب لها فقبل الثورة كان هناك جهة أمنية نلوم عليها , أما الآن فقد سقطت الشماعة .

ويؤكد استشاري الطب النفسي، أن هناك أسباب كثيرة للتحرش الجنسي ومادامت هذه الأسباب موجودة ستظل الظاهرة موجودة، وبالتالي فإن زيادة القبول والتأييد والمشاركات لهذه المجموعات الداعية إلى التغيير الإيجابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي يعطينا تفاؤلا لاستقبال عيد مميز , يحمل معه نفحات التغيير بعد الثورة .

موضوعات ذات صلة:

لجان شعبية ضد التحرش الجنسي

خريطة التحرش: الانترنت واللجان الشعبية لحماية النساء

المصرى لحقوق المرأة يستنكر "فصل النساء" في صلاة العيد
http://www.alwafd.org/?option=com_content&view=article&id=88699

قبل ان تكون ابا .. كن صديقا لابنائك



كتبت - رشا عبيد
الاربعاء , 24 أغسطس 2011 14:01

بعد أن تغير نمط الحياة وأوكل الأب مهمة تربية الأبناء كاملة إلى الأم ليوصل ليله بنهاره لجلب المال وتأمين مستقبل مادي مناسب لأسرته ، أصبح محل اتهام من الأبناء بتناسيه الاهتمام بالجانب النفسي والانفعالي لهم ، واقتصار دوره على الانفاق فقط ليصبح بنكا متنقلا يقضي يومه كله في السعى خوفا من إشهار إفلاسه .

ولأننا في شهر الخيرات وشهر الثورة على النفس وتغيير سلوكياتنا الخاطئة , إليك هذه الخطوات التي تعينك كأب على تغيير طريقتك في التعامل مع أطفالك، حتى تنجح في إقامة علاقة حميمة معهم وحتى لا تُتهم بالسلبية أو التقصير..

روشتة حب أبوية

1. لا تأخذ إجازة العام كاملة في شهر رمضان من أجل الراحة والنوم نهارا والسهر ليلا، واجعله شهرا مختلفا شاركهم فيه هواياتهم واهتماماتهم .

2. ساعدهم على تخزين الكثير من الذكريات والصور الذهنية المميزة والجميلة عن هذا الشهر الكريم لاستدعائها بفرحة عند الكبر، مثل مشاركتهم في عمل زينة رمضان واصطحابهم إلى المساجد التاريخية المعروفة.

3. احكي لأبنائك حكايات وروايات عن رمضان زمان وكيف كنت تقضيه، وماذا كان يفعل أبواك معك وما أهم الصور التي تتذكرها عن هذا الشهر ومدى اختلافها عن اليوم .

4. احرص على شراء فانوس رمضان لصغارك ولا تعتبره شيئا تافها أو غير ضروري، فكثير من الآباء يتجاهلون شراءه لأطفالهم على سبيل التوفير لشراء الياميش على سبيل المثال ، وهنا على الأب أن يدرك أهمية الفانوس للطفل وعملية الربط بينه وبين مجيء شهر رمضان لكونه رمزا لهذا الشهر الكريم وفي المقابل عدم أهمية الياميش بالنسبة لهم.

5. اعلم أن مشاركتك لأسرتك مائدة الإفطار له عظيم الأثر في نفوسهم , فإذا كنت ممن يواصلون العمل قبل الإفطار وبعده فلا تفكر في راحتك فقط وتقوم بالإفطار خارج المنزل أو في مكان العمل لتوفير بعض الوقت والجهد، ولاتتخذ من ظروف العمل مبررا كافيا لعدم مشاركتك لأسرتك مائدة الإفطار ومناقشتهم أحداث يومهم و قامة حوار أسري معهم .

6. قلل من غضبك وسيطر على انفعالاتك , فكثير من الآباء يغضبون ويثيرون كثيرا قبل الإفطار ويفتعلون المشاكل مع الأبناء لأتفه الأسباب وربما استدعاء لأسباب سابقة، وكأن كل ذنب الأبناء هو صوم أبيهم .

7. رمضان موسم مناسب جدا لتعليم الأطفال العبادات والأخلاق والقيم والمبادئ بداية من الالتزام بالصلاة والإحساس بالفقير والعبرة من الصوم والتصدق والحرص على الترابط الاجتماعي، فاحرص على إقامة جلسات حوارية ونقاشية حول فوائد الشهر العظيم وأهميته، واعلم أن ذلك من شأنه إقامة علاقات صداقة بين الأب وابنه .

8. أشركهم في التصدق واختيار أشخاص يستحقون الزكاة من وجهة نظرهم وأوكل لهم مهمة توزيعها عليهم .

9. يتمنى كثير من الآباء اعتياد أولاده ارتياد المساجد.. ويعتبر رمضان فرصة سانحة لتعويدهم ذلك من خلال اصطحابهم لصلاة التراويح وصلاة الفجر والمواظبة عليها طوال رمضان.

10. كن قدوة لأبنائك في كل التصرفات والأفعال.. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تتخذ من رمضان فرصة للإقلاع عن عادة التدخين حتى لا يقلدك الأبناء في هذه العادة السيئة.

11. شهر رمضان فرصة لتعليم أولادك الصبر من خلال تحملهم الجوع والعطش وبالتالي تعويدهم التفاني في أداء أعمالهم.

12. اتبع أسلوب التشجيع والمكافأة المادية أو المعنوية على أي عمل أو تصرف يقم به طفلك مثل الصوم أو قراءة القرآن أو المواظبة على الصلاة ، فهذا يشعره باهتمامك به فضلا عن أنه يخلق التنافس الأخلاقي مع إخوته ويدعم ثقته بنفسه.

13. احرص أن يكون العقاب متفقا مع حجم المشكلة فلا تكن متسامحا عن الحد المطلوب لكونك غائبا عن المنزل معظم الوقت ولاترغب في التنكيد على أبنائك، كذلك لا يجب أن تكون قاسيا أو عنيفا لخوفك من انحراف سلوك أبنائك لنفس السبب بل عليك إتباع الوسطية في التعامل.

14. اعمل على إبداء مشاعر الحب والحنان لأبنائك .. مثال على ذلك الترحيب بهم وعناقهم عند العودة إلى المنزل، وكتابة كلمة حب لهم عند الخروج إلى العمل وهم نائمون.

موضوعات ذات صلة:

رمضان بعد الثورة.. روشتة تربوية بطعم التغيير

أبي .. أمي .. لا تظلموا من أحبوكم

رمضان بطعم الثورة.. دستور جديد لحياتك الزوجية

اختلف مع جارك واكسب وده في رمضان

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الوفد
http://www.alwafd.org/?option=com_content&view=article&id=86687

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

دراسة حديثة تنسف اسطورة " الاعسر هو الاذكى



رشا عبيد


قضت دراسة حديثة للبروفيسور مايك نيكولس, مدير مختبر الدماغ والإدراك في جامعة فلندرز, على أسطورة أن الشخص الأعسر "العسراوي" أكثر إبداعا ولديه ميول عبقرية وتفوق في القدرات العقلية أكثر من الشخص العادي।





توصلت الدراسة إلى أن أصحاب اليد اليسرى لا يتميزون بموهبة واضحة عن الآخرين، وأنه من غير المعقول أن يحالف الحظ نسبة 10 % من السكان ممن يستخدمون اليد اليسرى.

نشرت هذه الدراسة في استراليا بعد تدعيمها ببحوث إضافية أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا والتي تحوي على قاعدة بيانات عريضة تؤكد نفس النتيجة .

الأعسر هو الأسوأ

قال مايك نيكولس إنه توصل لهذه النتائج بعد دراسته على عينة مكونة من 5000 طفل استرالي في سن الخمس سنوات ومن بين هذه العينة 10 % من مستخدمي اليد اليسرى، وأنه درس أداءهم واستمع إلى مدرسيهم وما قيل عنهم، وتبين أن مجموعة الذين يستخدمون اليد اليسرى تميل إلى أداء أسوا من مجموعة اليد اليمنى في اختبارات الذكاء ، وأرجع ذلك إلى انخفاض القدرات المعرفية لدى مستخدمي اليد اليسرى وان كانت بنسبة صغيرة نتيجة ولادتهم مبكرا وعدم اكتمال نضج الدماغ والتماثل بين فصيه.

وأضاف أن لديه من التحليلات والبيانات ما يفيد بأن الدراسة على أعضاء أسرة واحدة تؤكد أن الطفل الأعسر يكون أداؤه أسوأ من أشقائه من أصحاب اليد اليمنى.

وأعلن أن الهدف النهائي المتمثل في بحثه هو تطوير تقنيات علاجية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عصبية مثل الإعاقة والتلف في الدماغ .

جدير بالذكر أن مايك نيكولس أعسر.. وقد أعلن ذلك حتى لا تظهر النتيجة أنها تحيز لأصحاب اليد اليمنى ..!

وكانت الكثير من الدراسات قد أجريت للبحث في هذه الظاهرة والربط بين استخدام اليد اليسرى وارتفاع نسبة الذكاء، أو اقتران ذلك بمواهب عديدة.

ويرجع هذا الاهتمام لسببين إما لقلة نسبة مستخدمي اليد اليسرى الذين لا تتجاوز نسبتهم 10 % فقط، وإما لتفوق وتميز الكثيرين من "العسراويين" أمثال اينشتين صاحب النظرية النسبية، وتوماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي، والرسام الشهير الذي أبدع الموناليزا، وبيتهوفن وديفيد كاميرون والأمير وليام، وأخيرا معظم رؤساء أمريكا ومنهم الرئيس اوباما.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - دراسة حديثة تنسف أسطورة "الأعسر هو الأذكى"
http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=58087:%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B3%D9%81-%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B3%D8%B1-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B0%D9%83%D9%89&catid=94:%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1&Itemid=353

هاتذكر = هاتسقط .... كابوس الثانوية العامة



كتبت- رشا عبيد- ليلى حلاوة:
الأثنين , 06 يونيو 2011 01:22

"زغرتي يا انشراح ع التيرم اللي راح"، "قاعد وسط الكتب مهموم.. بقالك من الفسح سنة محروم.. والامتحانات هتيجي زي المرسوم.. والدروس الخصوصية بيعتنا الهدوم.. بس انت إيه ذنبك يا مظلوم.. ده حال الكل وده المقسوم.. ع الكل ساري قدر محتوم".
كانت هذه تعليقات طلبة الثانوية العامة على أحد "الجروبات" الخاصة بهم على الفيس بوك. وكحالهم كل عام لا يعرفون كيف سيتحدد مصيرهم، هل سُيجزون خيرا بالدرجات على مذاكرتهم وجهدهم طوال عامين أم أن هناك مشكلة ما تنتظرهم في الأفق، لأن المذاكرة وحدها ليست هي الفيصل في اجتياز امتحانات الثانوية العامة كما يشير أحدهم في معادلته الشهيرة على الفيس بوك:



هتذاكر = مش هاتسقط (1 )

مش هتذاكر = هاتسقط ( 2 )

بجمع المعادلتين 1 و 2

هتذاكر + مش هتذاكر = مش هاتسقط + هاتسقط

هتذاكر ( 1 + مش ) = هاتسقط ( 1 + مش )

بالقسمة على( 1 + مش )

إذن هتذاكر = هاتسقط

حبس انفرادي

حسام أحمد " طالب بالثانوية " يعلن رفضه لحالة الحبس الانفرادي التي يعيشها باسم الثانوية العامة" قائلا: "الثانوية العامة دي أصعب وأسوأ سنتين في حياة الإنسان، مش عشان سهولة المواد أو صعوبتها ولكن بسبب التوتر المحاط بها وتعب الأعصاب وحالة الطوارئ التي يفرضها الأهل وإلحاحهم بخصوص موضوع المذاكرة بحجة تحقيق أملهم والنهوض بمستقبل العائلة، لأن الثانوية ببساطة هي المسئولة عن تحديد المستقبل المهني لكل طالب.

الطلاب والمراقبون إيد واحدة

أما زميله مروان ممدوح فله رأي مختلف فهو يرى أن حالة الفوضى أو التسيب التي قد تشهدها اللجان هذا العام قد تكون في مصلحته ومصلحة آخرين، أو بالأحرى قد تكون في صالح طلبة المدرسة التي ينتمي إليها والتي لا تضم متفوقين على حد قوله، معلنا تأييده لشعار امتحانات الثانوية هذا العام " الطلاب والمراقبين إيد واحدة "..!

وكما استعد المجلس العسكري لتأمين امتحانات الثانوية العامة وبادر بخطة محكمة للسيطرة على الأمن داخل وخارج اللجان، أيضا أطلق أولياء الأمور جرس الإنذار وبدأ الاستعداد على أهبته بداية من توفير المناخ الهادئ وكافة سبل الراحة لأبنائهم ده غير حصص الدروس الإضافية وملازم المراجعات النهائية طبعا.

تتوقع والدة طالبة بالصف الثالث الثانوي أن امتحانات هذا العام مختلفة عن أي عام مضى، فبالإضافة لرعب الثانوية العامة المعروف والمعتاد عليه والمصحوب بانتشار حالات البكاء والصراخ والانتحار وحالات الإغماء والاكتئاب, زاد هذا العام رعب آخر ناتج عن حالة الانفلات الأمنى والخوف على الطالبات من أعمال البلطجة، إلى جانب الخوف طبعا من صعوبة الامتحانات وعدم تقدير الظروف التي مرت بها البلاد ومشاركة الكثير من الطلبة في أحداث الثورة وتأجيل الدراسة أكثر من مرة.

دعوة واحدة مش كفاية

وهذه أم أخرى لتوأمين بالثانوية العامة تحكي عن حالة الطوارئ المعلنة في المنزل ولافتات عدم الاستعداد لاستقبال أي ضيوف حتى الانتهاء من الامتحانات، إلى جانب الإجازة التي حصلت عليها من العمل لحين الانتهاء من هذه الظروف لتهيئة الجو المناسب لمذاكرة التوأمين وتنظيم أوقاتهم والسهر على راحتهم ومساعدتهم في الاستذكار، معلنة حاجتها إلى دعوات الجميع لها ولتوأميها وليس دعوة واحدة.

تأمين اللجان..أهم

يعلق عبد الحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم، على قلق أولياء الأمور المضاعف هذا العام بسبب الانفلات الأمني والوقت الذي اقتطع من الدراسة لصالح ثورة 25 يناير فيقول: من غير المناسب أن يفكر أهالي طلاب الثانوية العامة في اتجاه كون الامتحان هذا العام سيكون سهلا أم صعبا، لأن مسألة السهولة والصعوبة هي مسألة نسبية تختلف باختلاف كل فرد واختلاف إمكاناته. ولكن ما يجب أن يقلق الأهل ويهتموا به هو مسألة الأمن والأمان بالنسبة للطالب نفسه، وكذلك بالنسبة لورقة أسئلة الامتحانات وورق الإجابات بحيث لا يتم تسريبها ولا يتم الاعتداء على اللجان من قبل بلطجية كما حدث في السابق. وكذلك لا يتم الاعتداء على الأبناء أنفسهم من قبل بلطجية.

ويعتبر طايل أن ما نسمعه من وزارة التربية والتعليم ومستشاريها عن أن الامتحانات تم وضعها في مستوى الطالب العادي انتهاجا لنفس سياسة النظام القديم الذي كان يعتمد على التوظيف السياسي لامتحانات الثانوية العامة بهدف إرباك المجتمع المصري عبر شغله طوال الوقت بصعوبة وسهولة الامتحانات، في الوقت الذي يجب أن ينشغل الأهالي بأماكن أولادهم في الجامعة وهل لهم أماكن بالفعل أم لا؟ أو ينشغلون بما يحدث الآن في مصر من ثورة ونشاطات مضادة لها.

ويتساءل طايل عن الإجراءات التي تعلن عنها الوزارة في وقت غير مناسب دون وجود غرض واضح منها، مثل الحديث عن رواتب المعلمين واستبعادهم من الحد الأدني للأجور والفصل بين رواتبهم وكذلك الحوافز. ومشاكل طلبة التعليم الفني الذين ينظمون مظاهرات يومية لعدم استلامهم كتبهم حتى الآن رغم أنهم من المفترض أنهم بدأوا في امتحاناتهم بالفعل!.

ويوضح أن كل هذه المؤشرات والاجراءات تؤكد استخدام الوزارة لنهجها القديم الخاص بإبعاد الناس سياسيا وشغلهم بأمور وتفاصيل أولادهم التعليمية، وهذا بالطبع مبرر لأن الوزير الحالي للتربية والتعليم كان عضوا بلجنة سياسات الحزب الوطني المنحل وهو يمارس نفس الدور التخريبي في البلد.

ومن هذا المنطلق يرى طايل أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام قد أربكت الناس أكثر من الأعوام الماضية نظرا للضغوط العادية الممارسة من قبل فلول النظام السابق بالإضافة لضغط التوقيت الخاص بكوننا وسط ثورة وثورة مضادة وهناك بعض المشاكل المتعلقة بالأمن.

من جانبه يتوقع عبد الناصر اسماعيل، عضو اتحاد المعلمين المصريين، أنه سيتم مراعاة كم الضغط النفسي والإرباك الذي حدث للناس نتيجة الثورة في امتحانات الثانوية العامة هذا العام، خاصة فيما يخص المراقبة على اللجان وكذلك تصحيح أوراق الاجابات، مشيرا إلى الأجواء غير الآدمية التي كانت المراقبة والتصحيح تتم فيها أثناء النظام السابق بما كان ينعكس على الطالب ووضعه ودرجاته بشكل أو بآخر.

وفي نفس السياق يطالب بضرورة مراعاة نفسية الطالب هذا العام بأن يتم السماح له بمراجعة أوراق إجاباته في التظلمات ولا تكون المراجعة مقتصرة فقط على الدرجات ولكن أيضا الاجابات التي كتبها.

ويؤكد اسماعيل في النهاية على أن تصحيح وضع المعلم وتوفير الجو الملائم له سينعكس بالتأكيد على الطلبة فيأخذون حقهم في التصحيح ويحصلون على فرصة عادلة في التعليم الجامعي.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - "هاتذاكر= ها تسقط" .. كابوس الثانوية العامة
http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=53433:%D9%87%D8%A7%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1-%D9%87%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9&catid=138:%D9%85%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3&Itemid=355