الأربعاء، 17 يونيو 2009

عن الشعراوي


تميز بأسلوبه المميز والسهل في تفسير آيات القران الكريم فهو لم يأخذ خواطره من كتب التفسير بل كان يعيش في كنف الله بكل حواسه

قد لا تدركه الأجيال القادمة وقد تتذكر أنت له صورة بجلسته المميزة في احد برامجه ولكنك إذا سالت عنه أي من والديك تجد إجابات كثيرة ومعاني أكثر
وكأن برنامجه مرتبط معهم بذكريات رمضان والجمعة من كل أسبوع

تجد في هذه الكلمات تعبيرا صادقا عن صفاته ومواقفه وأسلوب حياته

أمين وأمين على الأمة ونور في الغيمة والغمة
ناس طيبين لا حيلتها مال ولا جاه طلع ابنهم غني بالأيمان والدين
تسمع دوعاه قلبك يقول الله دا صوته لو مس الحجر يلين

هو الشيخ محمد متولي الشعراوي أو إمام الدعاة ولقب أيضا بالمجدد حيث أن القديم يبدوا على لسانه وكأنه جديد يتقبله كافة المستويات والأعمار فالتف حوله جموع الشعب بكافة مستوياته وربط الجمهور بكتاب الله بتبسيط قواعد اللغة كما لقب بالعلامة المفسر نظرا لتقديمه أعمق الأفكار بأبسط الألفاظ في تفسيره لآيات القران الكريم وقد تجد البعض يطلق عليه الإمام الحجة

واسمحوا لي أن أقدم لكم بعضا من ملامح حياته ونشأته في ذكراه الحادية عشر

نشأته وولادته

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في الخامس من ابريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية لأبوين بسيطين وحفظ القران وهو في الحادية عشر من عمره والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري ثم الثانوي الأزهري وحظي بمكانة خاصة بين زملائه فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة


وكانت نقطة التحول الرئيسية في حياته عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر في القاهرة إلا انه كان يود أن يظل مع أخوته لزراعة الأرض فأقنعه والده ودفع له المصروفات واحضر له أمهات الكتب
والتحق بكلية اللغة العربية سنة 1937 م ثم تخرج عام 1940 وحصل على العالمية وإجازة التدريس عام 1943


وجدير بالذكر أن الشعراوي كان قد تزوج وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته وأنجب ثلاثة أولاد هم سامي وعبد الرحيم الذي كان يرافقه في كل مكان وأحمد وبنتين هما فاطمة وصالحة
وعن تربية أولاده يقول أهم شيء في التربية القدوة فان وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الابن تقليدا


التدرج الوظيفي

بعد تخرجه عين الشعراوي بالمعهد الديني بطنطا ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية
وبعد خبرته في هذه المعاهد انتقل ليعمل أستاذا للشريعة في جامعة أم القرى بالسعودي
وفي عام 1963 عين مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون وذلك بعد الخلاف بين الملك سعود والرئيس جمال عبد الناصر والذي على اثره منع الشعراوي من العودة إلى السعودية
سافر بعد ذلك إلى الجزائر رئيسا لبعثة الأزهر هناك ومكث بها سبع سنوات
وبعودته إلى القاهرة عين مديرا لأوقاف محافظة الغربية ثم وكيلا للدعوة والفكر ثم وكيلا للأزهر حتى عاد مرة أخرى إلى السعودية حيث عمل بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز
في نوفمبر 1976 اسند السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء إليه وزارة الأوقاف وشئون الأزهر وظل الشعراوي بالوزارة حتى أكتوبر 1978
في سنة 1987 اختير عضوا في مجمع اللغة العربية بعد حصوله على أغلبية الأصوات
بعد ذلك قرر التفرغ للدعوة بعد أن حصل على كثير من الأوسمة والتكريم


الشعراوي أديبا وطنيا اقتصاديا

لم يهتم الشيخ الشعراوي بمجال واحد في حياته بل كانت له اهتمامات عديدة ومواقف كثيرة فبجانب مشواره المشرف في مجال الدعوة وتقديمه برنامج خواطر الشيخ الشعراوي في التليفزيون المصري وسفره إلى العديد من الدول مثل أمريكا واليابان وتركيا وبعض الدول الأوربية لتصحيح صورة الإسلام ونشر الثقافة الإسلامية ، كان أديبا يحب الأدب ويقول الشعر ويحفظه وكان رئيسا لجمعية الأدباء في الزقازيق أيضا كانت له مواقفه الوطنية بحكم منصبه كرئيس لاتحاد الطلبة و شارك في الثورات الوطنية التي قام بها الطلاب ضد الاحتلال الإنجليزي وكانت له الكثير من الخطب المعبرة عن سخط المصريون من الاحتلال وتم القبض عليه وقضى شهرا في السجن إلى أن جاءت حكومة مصطفى النحاس
كذلك كانت للشعراوي بصماته الاقتصادية حيث أصدر قرارا وزاريا أثناء توليه منصب وزير الأوقاف بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل بعد أن فوضه وزير الاقتصاد آنذاك ووافقه مجلس الشعب على ذلك

دعوته لمعظم فنانات مصر

كثير من فنانات مصر انبهرن بأسلوب الشعراوي وكنموذج إنساني مميز
والحلقة الأخيرة من كتاب " وعرفت الشعراوي " للدكتور محمود جامع نجده يحكي أسرار الإمام وقصصه مع هؤلاء الفنانين ومنهم عماد حمدي وتحية كاريوكا وليلى مراد وشادية وياسمين الخيام وهناء ثروت والمذيعة كاميليا العربي

فعندما علم الشيخ الشعراوي أن الممثل القدير عماد حمدي أصيب باكتئاب شديد ، ذهب إليه الشيخ بنفسه ، وجلس معه ليخلصه مما هو فيه من اكتئاب ، ولم يتركه إلا بعد أن اطمأن عليه

ويحكي الدكتور محمود جامع عن لقاء الشعراوي بالفنانة تحية كاريوكا فيقول

"وأثناء تواجدنا في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج ووسط شدة الزحام إذ بالفنانة تحية كاريوكا وقد أراد الله لها التوبة في آخر سنوات حياتها تنادي علي الشيخ عن بعد في لهفة ولم يسمع الشيخ، فما كان منها إلا أن شقت الصفوف فجأة بكل قوتها واتجهت إلي الشيخ حتى اقتربت منه ونادت عليه فلم ينظر إلي وجهها
فقالت له بصوت مرتفع: انصب طولك يا سيدنا الشيخ وأنظر إلي وجهي تعرفني!

فقال لها أنا لا أعرفك فقالت له: أنا الفنانة السابقة تحية كاريوكا.. أريد أن أسلم عليك وتدعو لي

فقال لها:لو عرفت أنك أنت التي تنادي عليٌ كل هذه النداءات لاتجهت إليك 'رأسا'.. لا 'رقصا'!وضحكنا جميعا، وأخذ يطيب خاطرها ويدعو لها من قلبه، وهي تبكي من قلبها من خشية الله إيمانا واحتسابا "


" أما الفنانة 'شادية' فكان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من 'الأسانسير' ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية فرحب بها، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم. وبعدها عنت أغنية في مدح الرسول واعتزلت الغناء و سألت عن منزل الشعراوي في الحسين وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة مباركة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلي القرآن والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة وقالت للشيخ إن أول آية في القرآن جذبتها هي 'ادعوني أستجب لكم'


وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الشائعة فرد عليه الشيخ أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه!

وفي مهرجان السينما كانت شادية ضمن المكرمين بعد اعتزالها وحجابها، وتكهن البعض أنها ستحضر لاستلام جائزتها.. وزاد البعض في أنها ستخلع الحجاب.واتصلت شادية بالشيخ الشعراوي لتأخذ رأيه في حضورها حفل تكريمها، فقال لها الشيخ.. لا تعكري اللبن الصافي، فرفضت الحضور بعد أن اقتنعت بكلام الإمام!

وقال الشيخ الشعراوي: إن أول فنانة من الفنانات المعتزلات قابلته هي ياسمين بنت الشيخ الحصري وقد كان غريبا أن تكون كريمة الحصري شيخ المقاريء مغنية تشدو بأغانيها العاطفية أمام الجماهير.. وانتقدها الناس، وخاصة أن الحصري كان من أحباب الشعراوي المقربين. وأنه لم يوافق إطلاقا أن تقوم كريمته 'إفراج' بالغناء وكانت تحتمي بزوجها.

وأخذ الشيخ الشعراوي ينصحها كثيرا بلا فائدة وفي احدي مقابلاتها للشيخ بعد وفاة والدها بسنوات قالت له: ادع لي يا مولانا

فقال لها: غدا أسافر لأداء العمرة وأمام الكعبة الشريفة وعند حضرة الرسول الكريم يا إفراج سأدعو الله أن يصرفك عن الغناء ويجعلك تزهدين فيه.. وتتحجبين.وتقبل الله دعوة الشيخ.. وذهبت ياسمين بنفسها إليه وبشرته بأن الله شرح صدرها وتقبل الله دعوته، ففرح.


وعن لقاءه بالفنانة هناء ثروت يقول

زارت الممثلة هناء ثروت الشيخ الشعراوي بمنزله بصحبة زوجها محمد العربي، وأخذت تسأله بعض الأسئلة ويجيب عليها الشيخ وتناقشه، وبعد ذلك قررت الاعتزال وارتداء الحجاب ثم النقاب، وتفرغت بكل اقتناع وسعادة لقراءة الكتب الدينية وحفظ القران الكريم والدعوة لدين الله.


أما الفنانة الراحلة 'مديحة كامل' فقد زارت الشيخ الشعراوي مع أخوات لها، وقررت الاعتزال والحجاب.. وبعد خمس سنوات من ارتدائها الحجاب رحلت في شهر رمضان المبارك

وفاة إمام الدعاة

رحم الله مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي وادخله فسيح جناته بعد أن رحل عنا في صباح يوم الأربعاء الموافق 17 يونيو 1998
وشاركت جميع طوائف الشعب في تشييع جنازته ومنهم أساقفة الكنائس القبطية
و سامحه الله كل من افترى عليه بشيء بعد مماته

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

بصراحة موضوع ابكاني وحسسني بان الاسلام هو اعظم دين منذ بدء التاريخ، لان من يعرف الاسلام ويطبقه على نفسه، فانه يفلح اشد الفلاح كما حدث مع شيخنا الراحل الشعراوي..شكرا شكرا جزيلا

رشا عبيد يقول...

اول مرحبا بك في مدونتي وكل عام وانت بخير
ثانيا الدين الاسلامي فعلا اعظم الاديان وسيظل لانه شامل وجامع لكل الاديان السماوية

osama يقول...

جزاك الله خيرا عن كتابتك عن شيخنا الشعراوي رحمه الله
ولكن أرى أن ترجمة الرجل تنقصها بعض الأشياء سأضعها لك لعلك تضيفيها فيما بعد، وهي:
محمد متولي الشعراوي

الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي .

ولد الامام محمد متولي الشعراوي في 15-4-1911 بقرية دقادوس احدي مدن الدقهلية بجمهورية مصر العربية وكان والده يعمل بالزراعة .. و حفظ القرآن الكريم في العاشرة و جوده في الخامسة عشرة من عمره ودخل معهد الزقازيق الإبتدائي الأزهري ثم المعهد الثانوي .
شارك عندما كان طالبا بالازهر في ثورة مع الطلاب ضد الاحتلال و كان مطارداً من رجال المباحث بتهمة العيب في الذات الملكية بعد أن ألقي خطبة ضد الملك وتمتع الشيخ الشعراوي بطبيعة ثائرة في صباه ورغبة في الصياح في وجه الفساد ، وعندما كان في معهد الزقازيق ترأس اتحاد الطلاب ولما تفجرت ثورة الأزهر 1934م خرج الشعراوي وأنشد بعض الأبيات التي اعتبرت عيبا في الذات الملكية فقبض عليه وهنا نروى على لسانه .. قال : (إنني كنت الوحيد الذي ظل طليقا لفترة طويلة فقد كان رجال الحكومة يأتون للقبض على ولكنهم كانوا يخطئونني ويقبضون على أناس غيري فاضطروا إلى القبض على أبي وأخي فسلمت نفسي إليهم وأخذوني إلى مأمور الزقازيق الذي اصطحبني إلى وكيل النيابة فقلت له أني لن أتكلم حتى يخرج المأمور ثم قلت :الحقيقة إنها مصيبة أمة التي يعمل فيها بوليس جاهل ، يسوي بيننا وبين اللصوص .. وكان القاضي فيه وطنية تحكمه وكان يمد حبسنا كل أربعة أيام حتى حكم علينا بسجن شهر وكنا قد قضينا شهرا في السجن وبذلك أفرج عنا حتى جاءت حكومة مصطفى النحاس ..
ذهب الشعراوي في رحلة للحج تابعة لأزهر و هو طالب عام 1938 م و تخرج في كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1941 و حصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
عمل بالتدريس في معاهد : طنطا - الزقازيق - الإسكندرية ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية وعمل بالمملكة العربية السعودية مدرساً بكلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة .
عُين وكيلاً لمعهد طنطا الديني ثم مديراً للدعوة بوزارة الأوقاف عُين مفتشاً للعلوم العربية بالأزهر وعُين مديراً لمكتب شيخ الأزهر حسن مأمون ثم رئيساً لبعثة الأزهر بالجزائر و عُين أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبد العزيز - بكلية الشريعة - بمكة المكرمة ..
في يوليو عام 1975م. عُين مديراً عاماً لمكتب وزير شئون الأزهر وعُين بعد ذلك وكيلاً لوزارة شئون الأزهر للشئون الثقافية وأحيل للتقاعد في 15 أبريل عام 1976
منح في أغسطس عام 1976وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمناسبة بلوغه سن التقاعد و تفرغه للدعوة الإسلامية و عُين وزيراً للأوقاف و شئون الأزهر في وزارة السيد / ممدوح سالم وخرج من الوزارة في أكتوبر 1978 ثم عُين بمجمع البحوث الإسلامية عام 1980 و تفرغ للدعوة بعد ذلك ، و رفض جميع المناصب السياسية أو التنفيذية التي عُرضت عليه ..
سافر في رحلات كثيرة بغرض الدعوة إلى أمريكا و أوروبا و اليابان و تركيا و عديد من الدول الإسلامية ..
منح الدكتوراة الفخرية من جامعتي المنوفية و المنصورة عام 1990، كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1976، كذلك اختير عضوا بمجلس رابطة العالم الاسلامي وممثلا لعلماء مصر عام 1986 وحصل على أول جائزة من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1998 ..
أمطر الشعراوي بسيل من الاعتراضات من قبل اليهود فقد شعروا في أقوال الشعراوي إهانة لهم وخاصة أنها كانت تعرض في التلفاز و الراديو فقامت عندهم الدنيا ولم تقعد حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تفسير الآيات التي تعرضت لليهود من شأنه أن يعطل عملية السلام وقد كتبت الصحافة الأمريكية قائلة :" أسكتوا هذا الرجل " ولكني لن أسكت قالها الشعراوي دون تردد حتى إن وزير التعليم الإسرائيلي قد طالب بحذف الآيات القرآنية التي تعرضت لليهود وقال أحد المعلقين :"إن الشعراوي لن يغير الأسلوب الذي سلكه في التفسير والذي يطلق عليه (خواطر إيمانية) فأدى ذلك كله إلى إذاعة الشيخ لخواطره مرة واحدة أسبوعيا في التلفاز بدلا من أربع مرات ..
توفى يوم 17 من أبريل عام 1998 بعد أن أثرى الشعراوي المكتبة الاسلامية بالعديد من المؤلفات ابرازها تفسير القران الكريم ، كما أنه كان يعقد المؤتمرات و المحاضرات و الندوات الدينية في كل عواصم العالم حاملا رسالة الاسلام وداعيا الي السلام ..
بقي أن نذكر أشهر مؤلفاته وهي : المنتخب من تفسير القرآن الكريم ، الأدلة المادية على وجود الله ، معجزة القرآن.

رشا عبيد يقول...

الله ينور عليك يا اسامة