- كتبت: ياسمين عبد التواب- رشا عبيد
- منذ 6 ساعة 35 دقيقة
"فين الهدية يا بنى؟".. هذا السؤال عنفت به مدرسة الفصل تلميذها أحمد "8 سنوات" فى عيد الأم الماضى ، عندما تأخر عليها في إحضار الهدية التي حددتها له، ولأنه خاف عقابها اضطر للكذب قائلا : " أنا نسيتها فى البيت يا ميس ..بُكره هجيبها"،على الرغم من أنه لم يشتر أى هدية على الإطلاق.
الموقف نفسه تعرضت له الطفلة نرمين "10 سنوات" التي أصرت على عدم إحضار شيئا لمدرستها التي تكرهها، مما عرضها لأسوأ معاملة منها استمرت من العام الماضي وحتى الآن.
فهكذا أصبحت سمة تقديم هدايا عيد الأم إلى المدرسات "غصب واقتدار".. ولم تعد شيئا نابعا من داخل الطفل والأسرة رغبة منهما فى التعبير عن دورهن والاعتراف بجميلهن فى بناء شخصية الطفل.
"مطلوب الآتى"
"كوبيات- كاسات- ملايات- اسدالات- طقم توابل".. هذه إحدى قوائم الهدايا التى وضعتها مدرسة الطفلة إيمان حلمى"9 سنوات" مع بداية شهر مارس، طالبة من تلاميذ الفصل الاشتراك معا لشرائها.
ومن أجل كسب ودها والفوز بأفضل معاملة إضافة للدرجات المرتفعة ،طبعا، قدم الطفل حسين خلف" 7 سنوات" هدية عيد الأم إلى مدرسته، ويعترف بذلك قائلا: " أنا جبت هدية للميس بتاعتى عشان تعاملنى كويس وتدينى درجات عالية زى ما بتعمل مع زميلتى مها".
ولم يبتعد حلم ريادة الفصل عن أسباب تقديم حماده يحيى "11 عام" هديته لمدرسته حتى يصبح "الألفى" على تلاميذ الفصل ويشبع رغباته بالقيادة والتميز، فيقول حماده" أنا جيبت هدية لمدرستى عشان تساعدنى أكون رائد على الفصل بتاعى".
عيد تكرهه الأسرة
وصرخت أم خالد ، لديها 4 أطفال فى ابتدائى وإعدادى، من مصاريف هدايا عيد الأم لمدرساتهم، قائلة أن كل طفل يضطر لشراء 3 هدايا على الأقل لمدرسات الفصل، ليكون المطلوب 10 هدايا كل عام.. وفى ظل ارتفاع الأسعار يمثل ذلك بالطبع كارثة على ميزانية شهر مارس لأم خالد.
وطالبت "أم مينا" وزير التربية والتعليم بإصدار قرار يلزم المدرسات بعدم قبول أى هدية من تلاميذ المدارس للحد من الهوس بهدايا عيد الأم، وتساندها أم مصطفى قائلة: " لازم القرار ده يعرفه الأطفال عشان ما يخافوش من مدرساتهم".
رشوة وابتزاز
ومن جهتها أكدت فاطمة المهدي, المستشارة التربوية, بأن ما يحدث مع أطفال المدارس كل عام أمر غاية في الإحراج, فالأساس أن الأسرة والمدرسة تربي الطفل على الولاء والانتماء للمدرس " قم للمعلم تبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا ), وهذا الولاء من المفترض ألا يكون مشروطا بتقديم الهدايا أو أن تُحدد المُدرسة نوع الهدية التي تُقدم لها من خلال التلاميذ, وإنما يظهر هذا الولاء والتقدير من خلال مشاعر التلميذة أو التلميذ ومدى حبه لمدرسة الفصل واحترامه لها، أو تقديم هدية تناسب تفكيره وسنه كالوردة أو كارت معايدة يحمل كلماته البسيطة.
وأضافت: بالتالي يجب على المعلمات ألا تبتز الأطفال في طلب الهدايا لأن هذا بالطبع له أثار سلبية على نفسية التلميذ، كما أن هذا الأسلوب يعطى صورة سيئة للمدرس ومن شأنه:
- المساعدة في انهيار القدوة التي يجب أن نغرسها في نفوس الأطفال
- تعليم الطفل "الابتزاز" وبالتالي تساعد المدرسة في غرس قيم سلبية والانحراف عن الدور المنوط بها في التربية
- تعليم الطفل مبدأ الرشوة والمقايضة, عندما تقايض المدرسة بين درجات أعمال السنة أو المعاملة الطيبة وهدية التلميذ
و ختمت المهدي: لذا يجب على الأمهات ألا ترضخ لهذا الابتزاز لما له من آثار سيئة على الطفل, بالإضافة إلى أنه مع تدهور الحالة الاقتصادية, غالبا لا تستطيع الأسرة توفير أكثر من هدية لمدرسات المدرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق