الثلاثاء، 20 مارس 2012

موجة من العنف والبلطجة تجتاح المحافظات

تزامنا مع أحداث التحرير وماسبيرو..

موجة من العنف والبلطجة تجتاح عدة محافظات

    موجة من العنف والبلطجة تجتاح عدة محافظات

    شهدت عدة محافظات مصرية موجة خطيرة من العنف تنوعت ما بين الخطف والقتل والسطو المسلح، ويتزامن وقوع هذه الحوادث مع ذكرى مرور عام على أحداث الفوضى التي صاحبت حالة الإنفلات الأمني التي وقعت في ذات التوقيت من العام الماضي ..

    إثر انسحاب الأجهزة الأمنية من جميع الشوارع المصرية وهروب مئات البلطجية والمسجلين خطر من السجون، وقيامهم بعمليات سلب ونهب إجرامية أعقبها تشكيل لجان شعبية تولت تأمين المنشآت الحيوية والمنازل.
    كما تزامنت هذه الحوادث مع أحداث التحرير وماسبيرو المتجهة نحو التصعيد السياسي بين المتظاهرين ومن يديرون شئون البلاد في هذه المرحلة الانتقالية.

    بلطجة بالجملة

    ففي محافظة الدقهلية قام أهالي قرية جصفا مركز ميت غمر محافظة الدقهلية بقطع طريق " القاهرة ـ المنصورة" احتجاجا على تكرار جرائم الخطف التي تثير الذعر بين المواطنين، حيث قامت عصابة إجرامية بخطف أحد أطفال القرية وطالبوا أهله بفدية قدرها 2 مليون جنيه.
    فقامت أسرة الطفل المخطوف بتدبير 200 ألف جنيه وتسليمها للخاطفين إلا أنهم رفضوا تسليمهم الطفل حتى هذه اللحظة، وهددوا بقتله إذا ما تم إبلاغ أجهزة الأمن.
    وأكد عدد من أهالي القرية أنهم يعرفون الجناة وزعيمهم الذي يدعى محمد السيد من قرية ميت أبو خالد مركز ميت غمر، الذين قاموا بتكرار هذا المشهد، حيث قاموا باختطاف أحمد محسوب أمان، الذي يبلغ من العمر 40 عامًا منذ حوالي سبعة أيام من منزله دون أن يتدخل أحد، وتم تحريره بمبلغ 100 ألف جنيه.

    كما وقعت جريمة قتل بشعة بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب قيام الأهالى بالتمثيل بجثة مسجل خطر وخاله فى ميدان عرابى بالقرية، وذلك لقيامهم بقتل أحد شباب القرية بطلق نارى بسب مشادة كلامية نشبت بينهما وبين الشاب أثناء توجهما لمنزل سيدة سيئة السمعة.
    أيضا شهدت قرية رمسيس التابعة لمدينة صان الحجر بمحافظة الشرقية واقعة خطف مؤسفة، بعد قيام 8 مسلحين بخطف تاجر أثناء جلوسه على كافتيريا أسفل منزله، وأمام الأهالى، ولاذوا بالفرار.
    وقال شهود عيان أنه أثناء جلوس المجنى عليه على كافتريا "وادى الملوك" والكائنة أسفل منزل المختطف، وقيامه بمحاسبة أحد العاملين بالكافتيريا شاهدوا 10 أشخاص ملثمين ومسلحين يستقلون سيارتين ربع نقل قاموا بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لترويع الأهالى المتواجدين، وقاموا بخطف المجنى عليه ثم قاموا بإطلاق وابلا من الأعيرة النارية على الكافيتريا حتى يتمكنوا من الفرار.

    وشهدت محافظة الإسكندرية منذ أيام حادث عنف خطير آخر كاد يؤدي إلى فتنة طائفية، على إثر قيام شاب مسيحي بنشر كليبات فاضحة تجمعه بفتاة مسلمة بقرية طيبة بمركز العامرية، غرب الإسكندرية، فتجمع أهالي الفتاة وذهبوا للثأر من صاحب هذه الفعلة النكراء واندلعت اشتباكات بالأسلحة النارية سقط خلالها 5 مصابين على الأقل وتم إحراق عدد من المنازل والمحال التجارية، وقام الشاب المسيحي بتسليمه للشرطة خوفا من فتك الأهالي به.

    في قلب مصر

    ومن انتشار الجرائم في الأطراف إلى العاصمة القاهرة التي شهدت هي الأخرى حادثين خطيرين في يوم واحد، ففي مدينة القاهرة الجديدة وقع حادث سطو مسلح بمنطقة التجمع الخامس، عندما داهمت مجموعة مسلحة مكونه من 7 أشخاص فرع بنك HSBC بالتجمع الخامس، واستولت علي المبالغ النقدية الموجودة داخل البنك ثم لاذوا بالفرار.

    وأكد شهود عيان أن المجموعة المسلحة كانت تستقل سيارة جيب شيروكي سوداء اللون، وكانوا ملثمين، وعندما نزلوا من السيارة أطلقوا وابلاً من الأعيرة النارية في الهواء، تسببت في ترويع كل من كانوا متواجدين بالمكان من مواطنين وعاملين، وأحدث الجناة بعض التلفيات أثناء دخولهم البنك ثم استولوا علي مبالغ مالية جاري حصرها، ولاذوا بالفرار.

    أما الواقعة الثانية، فقد شهدتها منطقة حلوان، عندما قامت مجموعة مسلحة أيضًا، باستيقاف سيارة نقل الأموال التابعة لشركة "أمانكو"، وهددت طاقمها واستولت من داخلها علي مبلغ 6 ملايين و100 ألف جنيه، ثم أحدثوا إصابات طفيفة بطاقم السيارة، وأتلفوا إطاراتها، ثم لاذوا بالفرار.

    السيناريو اياه

    في تعليقه على عودة هذه الظاهرة في هذا التوقيت يرى دكتور عمرو أبو خليل , الخبير النفسي , بأن تسليط الضوء على هذه الأحداث ما هو إلا حلقة جديدة من مسلسل التفزيع الذي تنتهجه السلطة كلما عاد صوت الثورة من جديد أو كلما علا صوت الشعب والثوار , في محاولة للتضخيم من حجم المشكلة مثلما كان يتم تضخيم مشكلة التحرش الجنسي في الأوقات التي تخدم مصالحها.

    ويؤكد أبو خليل بان أعمال السرقة والخطف والبلطجة أو السطو المسلح لم تقل وكذلك لم تزد قبل وبعد الثورة، كما أننا ليس لدينا على أرض الواقع إحصائيات رسمية ومحددة عن هذه الأعمال تؤكد أو تنفي عودتها كظاهرة.

    ويواصل : ما يحدث أن الإعلام يسلط الضوء على هذه الظاهرة ويضخمها كلما عاد الشباب إلى معادلة القوة متخذا من التفزيع الأمني وسيلة لتشويه الثورة والثوار، ولا يقتصر في ذلك على التفزيع الأمني فحسب ولكنه أيضا يعتمد على التفزيع الطائفي والاقتصادي في الوقت الذي يؤكد الخبراء الاقتصاديين بأن تحويلات المصريين زادت في الفترة الأخيرة بحوالي 4 مليارات دولار وكذلك زادت عمليات التصدير بحوالي 4 مليارات أخرى, ومع هذا لم يتوقف مسلسل التفزيع من قبل الإعلام الرسمي ولهذا كان لزاما على الثوار المطالبة بتطهير الإعلام والاعتصام أمام ماسبيرو باعتباره رأس الحربة والأداة الفعالة في تفزيع وترويع المواطنين.

    ولو أن الشوارع غير آمنة بهذا القدر المعلن عنه – والكلام مازال على لسان دكتور عمرو - لكان كل شخص لزم منزله, ولكن الحياة تسير بشكل طبيعي والكل يذهب إلى عمله ، بل إنني أعرف من يعود آخر الليل حاملا عدة آلاف وفي أماكن شبه نائية دون أن يعترضه أحد.

    ويرى أبو خليل أن جهاز الشرطة هو المستفيد من هذه الأخبار، وأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية لأن المطلب الأساسي للثوار هو تغيير عقيدة الشرطة وإعادة هيكلتها وبالتالي نشر هذا المسلسل يصب مباشرة في مصلحتهم.

    ويتابع متسائلا : يمكننا تطبيق هذا الكلام على ما يحدث الآن من قطع أهالي قرية ميت أبو خالد لطريق "ميت غمر - مصر الزراعي" وعدم استجابة الشرطة والبقاء في أماكنهم أو بالأحرى في مكاتبهم , ألا يستطع مأمور القسم أو المسئول التنفيذي أو العمدة حل هذه المشكلة في أقل من نصف ساعة ؟

    محاولة للفهم

    ولفهم الأحداث على حقيقتها ، يقترح أبو خليل :

    1- التأكد من المعلومات قبل نشر الرعب والفزع بين المواطنين

    2- قراءة الأخبار في إطار الرؤية الشاملة للموقف ومحاولة الإجابة على هذه التساؤلات

    - لماذا يتم التسليط على هذه الأخبار كلما خرج الشباب وزادت قوتهم ؟

    - لماذا لم يتم الإعلان عن حالة عنف واحدة مع استمرار انتخابات مجلس الشورى على مدار يومين وفي 13 محافظة، بالرغم من التاريخ الانتخابي المعروف بالمشاحنات الطائفية والعشائرية وبالرغم من تزامن الانتخابات مع أخبار التفزيع هذه.
    فمن استطاع أن يؤمن هذه العملية الانتخابية برمتها في انتخابات مجلسي الشعب والشورى وفي نفس الوقت يعجز عن حل مواقف استثنائية كهذه , يضع أمامنا العديد من علامات الاستفهام.

    ويختتم أبو خليل فيقول : مصر الآن تشهد حركة تغيير حقيقية على أيدي شباب وجيل جديد على قدر عال من الثقافة والنضج , هذا الجيل لم ولن يستطع أحد أن يرهبه أو يخيفه أو يعيده إلى الوراء مرة أخرى .



    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الوفد

    ليست هناك تعليقات: