الثلاثاء، 20 مارس 2012

بعد الحادث .. ابو الفتوح يكتسح على الفيس بوك


" رب ضارة نافعة ".. يعتقد كثيرون بأن هذه المقولة تحققت مع دكتور عبد المنعم أبو الفتوح , المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية, فبعد الحادث الذي تعرض له على الطريق الدائري إثر عودته من مؤتمر انتخابي بالمنوفية , قام عدد كبير من مستخدمي الفيس بوك بالتنديد بالحادث والإطراء على شخص أبو الفتوح، وكذلك تغيير صورة البروفايل الخاصة بهم إلى صورة للرئيس المحتمل..

كتب أحدهم يقول : نتيجة ما تعرض له أبو الفتوح ازداد حجم التعاطف معه بما لا تستطيع مئات المؤتمرات أو الدعاية الانتخابية أن تحققه.

وتعبيرا عن النتيجة السلبية لمن قام بالاعتداء, إذا ثبت أنه متعمدا كتب آخر يقول : ربنا سبحانه وتعالي يسلط علي الظالمين غباءهم ـ كالعادة ـ علشان الناس تفهم الحقيقة . أعتقد أننا بدأنا نفهم مين هو الطرف الثالث ...

وضمن الشخصيات التي غيرت صورة البروفايل الخاص بها إلى صورة لدكتور أبو الفتوح عقب الحادث مباشرة , دكتورة فيروز عمر , المستشارة الاجتماعية، وكتبت تقول : رغم أن المخابرات والداخلية تتميز بالاحتراف الشديد, ويعلمون أن الاعتداءات أو التلميحات بالتصفية الجسدية تؤثر تأثيرا فعالا في إرهاب بعض الشخصيات والقوي, إلا أنهم قد أخطأوا في حساباتهم مع أبو الفتوح , فهو ليس من النوع الذي يمكن إرهابه , الرجل سيصبح أكثر صلابة و شجاعة و إصرارا بعد الحادث.

تعاطف بعد الحادث

وبعيدا عن العالم الافتراضي وبالنزول إلى أرض الواقع ظهر جليا أن الحادث الذي تعرض له دكتور أبو الفتوح ساهم في معرفة الكثيرين به والتعاطف معه, خاصة وأن عدد المرشحين في ازدياد مستمر ويجهل الكثيرون من عامة الشعب حتى معرفة أسمائهم أو تاريخهم..

فتقول الحاجة فهيمة " 65 سنة " : انتخابات الرئاسة بالنسبة لي مثل انتخابات مجلس الشعب، فقد ذهبت واخترت ما وقعت عيني عليه دون معرفة بأسماء أحدهم, وبالفعل سمعت في الأخبار عن الحادث الذي تعرض له دكتور أبو الفتوح وفهمت أنه أحد المرشحين للرئاسة وترسخت صورته في ذهني, وعند الانتخابات سأختاره إن شاء الله.

في حين تروي فاطمة " متزوجة " عن مدى اقتناعها بدكتور أبو الفتوح بعد الحادث الأليم الذي تعرض له، وتفسر اقتناعها فتقول " لو أن هذا الشخص غير مناسب أو لا يمشي في الطريق السليم , ما سعى - ما يطلقون عليه الطرف الثالث- لإقصائه والتخلص منه " وتواصل : خوفهم منه يؤكد لي أنه الشخص المناسب لهذا المنصب.

المصري عاطفي وواعي

وحول هذه الآراء توضح دكتورة شيم قطب , أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة , بأن الانجذاب لشخص أبو الفتوح ليس قضية حادث، ولكن بعد التصريحات الأخيرة له وعندما بدأت آراؤه تميل للاعتدال وتتوافق مع فكر السواد الأعظم من الشعب وبدأ يفكر بعقلانية , بدأ الشعب يميل إليه ويجد فيه الرئيس المناسب على الساحة من بين العديد من المرشحين.

وتواصل : الشعب المصري شعب واع فمن خلال تصريحات ابو الفتوح وتوجهاته الواضحة بدأت الجماهير في تكوين وجهة نظر خاصة بهم, مؤكدة بأن خداع الشعب المصري بعد الثورة بات أمرا صعبا بل مستحيلا.

وتوضح قطب فتقول : ومع هذا فإننا لا نستطيع أن ننكر بأن الحادث قد رفع من اسمه نوعا ما في الإعلام ولكنه لم ولن يسهم في اختياره كرئيس، فالشعب يدرك تماما بأن اختيار رئيسه لابد وأن يعتمد على مدى قرب هذا الشخص من الرأي العام ومدى تناغمه معه وتوافقه مع رغبات الناس، وليس بناء على لم يثبت بعد أنه مستهدف بصفة سياسية.

ويتفق معها في الرأي دكتور صفوت العالم , أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة , مؤكدا بدوره الاتفاق على أن الشعب المصري شعب عاطفي بطبعه, وبالتالي فإنه عندما يحدث اعتداء على أي شخصية, تكسب الكثير من التعاطف في صفها في بادئ الأمر، ولكن سريعا ما يهدأ هذا التعاطف. وهو ماحدث مع ابو الفتوح وبالتالي فإن استطلاعات الرأي المؤيدة له باكتساح على شبكة الانترنت والمواقع الاجتماعية إن شملت نسبة من التعاطف ستنتهي بعد فترة قصيرة ويبقى المؤيدون له عن وعي.

ويواصل العالم: ولأن الحادث غير متزامن مع انتخابات الرئاسة فهذا التعاطف لن يكون له أي نتيجة أو صدى مؤثر في التصويت لصالحه في الانتخابات، نتيجة الفارق الزمني بين الحادث والانتخابات ولأن الشعب المصري,إلى كونه شعب عاطفي، فهو شعب واع ينتظر انتخابات الرئاسة بفارغ الصبر لتحكيم عقله بعيدا عن العواطف .



اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الوفد

ليست هناك تعليقات: