كتبت- رشا عبيد:
الثلاثاء , 02 أغسطس 2011 13:55
" يا سين " في السابعة من عمره, دفعته الغيرة من أخيه الأكبر ورغبته في تقليد الكبار إلى محاولة إقناع أمه بصومه هذا العام, ولكنها رفضت ومنعته خوفا على صحته من حرارة الجو وطول ساعات النهار .
أما ابنة خالته " مريم", من نفس سنه فرمضان بالنسبة لها ما هو إلا فانوس وبس وربما ياميش باللبن، إلا أن أمها قررت إجبارها على الصوم حتى لو رفضت أو لم تستطع, فحسب قولها فقد كبرت ولا بد من تعويدها على الصيام.
لا للمنع والإجبار
يؤكد خبراء مختصون أن الحنان الزائد ومنع الأطفال من الصيام له أثره البالغ على سماتهم الشخصية وفقدان الثقة بالنفس كما تقتل في الطفل روح المغامرة والمنافسة, أيضا إجبار الطفل على الصيام يساهم في إكسابه أخلاقا سلبية كالكذب ومحاولة إرضاء الأهل بالخداع .
فكيف تجتاز الأم إذن سنة أولى صيام مع صغارها؟
حول الإجبار والمنع تقدم وفاء أبو موسى, المستشارة التربوية، في خطوات إرشادات عامة على الأمهات اتباعها لربط الطفل بروحانيات رمضان :
كوني أنت القدوة الحسنة للطفل واعلمي أن أي سلوك تقومي به يقلده الطفل فأساس هذه المرحلة التقليد والمحاكاة، لذا عليك ممارسة السلوكيات الرمضانية برضا واقتناع حتى ينتقل ذلك إلى الأطفال. لا تجبري طفلك على الصوم, فالإجبار أسلوب قمعي سلبي لا يُنتج إلا العناد ولكن عوديه الصيام تدريجيا فالتدرج مهم في التعامل مع الطفل لإكسابه سلوكا معينا, ولتكن البداية عند بلوغه 7 سنوات اتباعا لقول الرسول "ص" " علموهم لسبع " فعند السبع سنوات تكتمل المدارك المعرفية للطفل وتزداد قدرته على الاستيعاب. عندما يكمل الطفل عامه العاشر, فلابد أن يتدرب على الصيام الكامل تمهيدا لصيام المكلفين، وعلى الأم استغلال سمات هذه المرحلة أيضا في تشجيعه على الصوم وأهمها محاولة إثبات الطفل لذاته حتى ينال رضا الآخرين. حببي أطفالك في الصيام بالحديث معهم عن أهمية الصوم في تحقيق الأماني والتقرب إلى الله والإحساس بالفقراء والمساكين، وذلك بأسلوب سهل وجذاب ومناسب لمرحلتهم العمرية ومستوى تفكيرهم من خلال قصة أو رسم أو شيء من هذا القبيل. عند اتصالك بالأهل قبل رمضان عليك دعوة طفلك لمشاركتك هذه المكالمات التليفونية وحثه على قول " كل سنة وأنت طيب " لكل أقاربه وجيرانه وأصدقائه ليعرف أن رمضان ممارسة وسلوك ومنهج . نظمي وقت طفلك خلال ساعات الصوم وراعي تخصيص وقت كاف للعب وتوفير أنشطة منزلية مختلفة مثل القصص والألوان وذلك للتسلية وشغل وقته ومساعدته على اجتياز ساعات الصوم دون ملل أو إرهاق. إذا اكتشفت إفطار طفلك دون أن يبلغك, لا تحرجيه أو تكشفي كذبه وخداعه لأنك بذلك تصدميه وتقللي من ثقته بنفسه، وبدلا من ذلك عليك توجيهه بشكل غير مباشر كأن تقولي له أثناء الإفطار " برافوا عليك - لقد أحسنت اليوم "، وهنا يحس الطفل بفعلته وخطئه ولن يكررها مرة أخرى.
دعوة للتواصل
احرصي على دعوة طفلك للمشاركة في العادات الرمضانية.. بحثه على التصدق بجزء من مصروفه، أو إرساله بطبق حلويات للجيران، وبذلك نحقق له حكمة الصوم في التقرب والتواصل الاجتماعي. امدحي صغيرك وشجعيه بالوسائل المادية أو المعنوية عند التزامه بصيام عدد الساعات المتفق عليها، واثني عليه أمام الأهل والأقارب.
10 . اهتمي بغذاء صغيرك في هذا الشهر وقدمي له الأطعمة التي تحتوي على عنصر الحديد، وحضرى له الأطباق والأصناف المفضلة له كنوع من التحفيز مع الإكثار من العصائر والزبادي، مع تأخير وقت سحوره لتجنبيه الإحساس بالعطش أو الجوع نهارا .
11 . لا تجبريه على تناول مزيد من الطعام بما يفوق طاقته عند الإفطار بحجة أنه صائم، ولكن عليك إتباع أسلوب المداعبة والملاطفة وتركه يأكل قدر طاقته مع إعطائه مزيدا من العصائر والأكل على فترات بعد الإفطار.
12 . اعملي على توعيته بأن الصوم ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب وإنما أيضا امتناع عن كل ما يغضب الله وعن أي سلوك سيئ ومشين، وهنا عليك تشجيع طفلك على تكرار قراءة ما يحفظه من آيات قرآنية وحثه على مشاركتك كل صلاة، ومحاولة إصلاح سلوكه كالابتعاد عن الكذب وتقليل الشجار مع إخوته وغيرها من السلوكيات غير المرغوبة وبذلك ينتقل إليه الإحساس بروحانيات رمضان ومن ثم الحرص على الصيام.
http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=78335:%D8%A7%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85&catid=94:%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D9%88%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1&Itemid=353
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق