الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

اطفال سنة اولى مدارس .. روشته للتاهيل



رشا عبيد

كثيرا ما نميل إلى وضع حياتنا في حالة طوارئ، فلا يخفى على أحد حالة التوتر والقلق والارتباك التي تصيب الأسر المصرية مع بداية كل عام دراسي جديد، وتزداد هذه الحالة مع أمهات التلاميذ الجدد الذين سيدخلون المدرسة لأول مرة "Kg 1" وبالأخص الغير عاملات منهن نتيجة تعلق أطفالهن بهن وعدم اعتيادهن الغياب لفترات طويلة عن أطفالهن، بعكس الأمهات العاملات اللاتي اعتدن الغياب عن أطفالهن لساعات متواصلة.

مرحلة انتقالية

وتعتبر هذه المرحلة نقطة فاصلة في حياة الطفل حيث ينتقل من حضن أمه ليقتحم عالم غريب وجديد عليه، ومن حياة لا يعرف فيها غير أهله وأسرته وربما قليل من زملاء الحضانة - حال توفرها - إلى عالم كبير وواسع فيه الكثير من الوجوه الغريبة والغير مألوفة بالنسبة له، ومن حياة لا يشغله فيها غير اللعب والاستمتاع إلى حياة تلزمه بقدر من المسئولية وعلى رأسها الواجب المدرسي.

فكيف تؤهل الأم طفلها لمثل هذه الفترة الانتقالية من حياته؟.. وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل حتى يعتاد المسئولية والحياة المدرسية ؟..

تجارب أمهات

وللتعرف أكثر على ظروف هذه الفترة حاولنا اخذ الخبرة من أمهات عشن التجربة لأول مرة مع أطفالهن:

تقول "نجلاء" - أم لطفلين -: "طبعا شعرت بالخوف قبل التحاق ابني بالمدرسة لأول مرة، وأكثر ما كان يخيفني هو مستوى النظافة بين أطفال الفصل؛ خاصة أن الدراسة تبدأ في فصل الصيف مما يسهل انتشار بعض الأمراض الجلدية المعدية، لذلك حرصت على تنظيف ابني بالاستحمام يوميا والتفتيش في جسمه ورأسه لاكتشاف أي بثور جلدية أو تغير في لون الجلد وخلافه".

وعن ذكريات أول يوم دراسي مع ابنها عبرت نجلاء عن مدى القلق الذي أحست به فور خروجها من المدرسة وترك ابنها، خاصة وأنها عندما دخلت له الفصل بعد الطابور كبقية الأمهات وجدته يبكي بشدة.

وعلى العكس تحكي "رانيا أم لطفلة" عن موقف ابنتها البطولي وارتباطها بالمدرسة وفرحتها بها؛ موضحة أن الميس أو مدرسة الفصل هي من تتحكم في مدى تقبل الطفل للمدرسة من عدمه، وبارتياح قالت "الحمد لله ربنا وعدني بمدرسة لطيفة وحبوبه لابنتي".

وتنصح رانيا الأمهات فتقول: "أهم شيء هو التعرف على المدرسة وتوضيح شخصية طفلك لها ومفاتيح التعامل معه وكذلك لمعرفة الأخطاء الذي وقع فيها طفلك ومحاولة توضيح الصواب له في المنزل".

"الطفل الأول كفئران التجربة"!.. هكذا بدأت "فاطمة" - أم لطفلين - الحديث عن قمة حيرتها عند التحاق طفلتها بالمدرسة في العام الماضي وشعورها باللخبطة وعدم معرفة المستلزمات المطلوبة، وتعبر عن مدى استيائها من تعويد ابنتها على استذكار الواجبات معها بشكل كامل ومتابعتها في الكتابة لحظة بلحظة، وبحسم قالت: "هذا ما لن أفعله مع أخيها أبدا".

ولأن مصروف المدرسة من الأساسيات تنصح "ريهام" بعدم إعطاء الطفل مصروفا من نقود فضية لتجنب ابتلاعها مثلما حدث لابنها.

الخوف حالة صحية

ويصف دكتور سعد رياض، الدكتور في علم النفس والعلاج النفسي، حالة الخوف التي تنتاب الأمهات في هذه المرحلة بأنها حالة صحية؛ فهذه الأيام الحرجة تمثل عوامل ضاغطة على الأم والتي تتمثل في اطمئنانها على طفلها خاصة فيما تمر به البلد من ظروف، كذلك فإن مرحلة "الانفصال الأولى" – أول انفصال للأم عن طفلها- لها تأثيرات عليها وبالأخص إن لم تكن عاملة.

وينصح رياض الأمهات بمراعاة عدم نقل مثل هذه المشاعر للأطفال أو الحديث عنها على مسمع منهم حتى لا يشعر بالخوف، وأن تحاول ألا تكثر من أسلوب التحذير فيما يخص هذا الموضوع، كذلك عليها ألا توصل له إحساس بأنه عالم مخيف، وتراعي بألا تكون التعليمات كثيرة بل تكون محددة وعلى فترات متباعدة.

ويواصل: "على الأم أن تمهد لطفلها هذا العالم الجديد بالترغيب والحديث الإيجابي حوله.

وعن قدرة الطفل في الاندماج في حياته الدراسية يقول: هذا الأمر يعتمد على شخصية الطفل فهناك أطفال يندمجون بسرعة، وآخرون يصعب الأمر عليهم وهنا يأتي دور الأم، فإذا رأت في طفلها الاجتماعية وتقبل الموقف فعليها أن تودعه وتتركه سريعا بعد توصيله إلى المدرسة، وإن لم يكن كذلك فلا مانع من الدخول معه وإحساسه بالأمان، وإن تطلب الأمر الصعود معه إلى الفصل ولكن إن تمادي في البكاء مثلا فيجب تركه على الفور وتتولى المدرسة أمره.

وينهي رياض كلامه بنصيحة للأمهات بأن تراقب طفلها وتراقب تصرفاته لتدعيم الإيجابي منها ومعالجة ما يكتسبه من سلوكيات خاطئة، فعلى سبيل المثال يأخذ بعض الأطفال بطريقة عفوية مستلزمات زملائهم من الأقلام والمحايات وما شابه لعدم معرفتهم بحدود ملكيتهم، وهنا على الأم إن رأت مثل هذه الأفعال ألا تعنف طفلها أو تشن هجوما عليه لأنه لم يفعلها بقصد السرقة، وإنما تنصحه وتقول له مثلا "احتمال تكون نسيت" أو تحكي له قصة أو حدوتة صغيرة يفهم منها عدم تكرار ذلك .

روشتة عامة

ونظرا لأهمية هذه الفترة وما يترتب عليها من حب وتعلق بالمدرسة أو كره لها ورفض للذهاب إليها والتحايل بالمرض أحيانا؛ تقدم وفاء أبو موسى - المستشارة التربوية - نصائح عامة لتخطي هذه المرحلة بنجاح :

  1. تهيئة ذهن الطفل لاستقبال عالمه الجديد، وهنا على الأم أن تعلم أن الطفل بطبيعته السيكولوجية يحب أن يتعلم باللعب، لذلك عليها أن تقول له: "ستلعب في المدرسة وترسم وتلون وتسمع الأناشيد والموسيقى"، مع مراعاة أن التهيئة تكون بالجانب الذي يحبه الطفل لتشجيعه على دخول هذا العالم.
  2. إحياء جانب التشويق لدى الطفل؛ فعلى الأم انتهاز أي مناسبة من وقت إتمام طفلها عامه الثالث لاصطحابه للمدرسة، كحضور حفل عيد الأم أو حفل نهاية العام الدراسي مع أحد أقاربه أو جيرانه، كذلك اصطحابه عند تقديم ملفه بالمدرسة.
  3. اختيار المدرسة المناسبة؛ فهناك المدارس التي تهتم بالجانب الإسلامي، وهناك ما تهتم بإنماء مواهب الطفل وغيرها، وهنا علينا اختيار ما يتناسب مع ثقافتنا حتى لا يحدث تعارض بين ما يتعلمه في الأسرة والمدرسة.
  4. كسر حاجز الخوف لدى الطفل وبناء الثقة ما بين الطفل والمدرسة والمدرسين وأصدقائه، وعلى مدرسة الفصل الجانب الأكبر في كسر هذا الحاجز عن طريق التعامل مع الأطفال بالأسلوب المحبب لديهم والابتعاد عن الأوامر وتعويده السلوكيات السليمة بالتتدريج والتدريب والممارسة.
  5. على الأم إقامة علاقة طيبة مع المدرسين وإدارة المدرسة بعيدا عن "النعرة الكاذبة" فبعض الأمهات تقول لإدارة المدرسة "إحنا دافعين وإحنا ...."، فالاحترام يجلب الاحترام والمودة تجلب المودة.
  6. أن تصاحب الأم طفلها إلى المدرسة في الأيام الأولى على أن تنسحب بشكل تدريجي؛ كأن تذهب لتوصيله بنفسها وتمنيه بعودتها مرة أخرى قائلة: "سأشتري شيء ما وأعود ثانية"، ثم تعود لأخذه في آخر اليوم، وفي اليوم الثاني توصله بنفسها وتتركه يعود بالباص، ثم تعزز فيه عودته بنفسه وتشجعه على ذلك كأن تحضر له شنطة وأدوات مدرسية عليها رسومات وشخصيات يفضلها "كعصومي ووليد مثلا".
  7. تقلق الكثير من الأمهات من نفور الطفل تجاه الزى الواحد والرغبة في التغيير، في حين أن هذه المشكلة هي مشكلة الأم نفسها؛ فالأطفال تزيد عندهم نقطة الانتماء فينتمون للزي الواحد واللون الواحد حال رؤيتهم لكل الأصدقاء بنفس هذا الزي، حتى أن الأطفال ذو البشرة السوداء نجدهم يميلون إلى مصادقة من ينتمون إلى نفس لون بشرتهم والعكس، وبدلا من ذلك من الأفضل ترك الطفل يختار الطقم الذي يريده من نفس لون زى المدرسة و أن نساعد أطفالنا في تحديد الاختيارات فلو هناك ثلاث أشكال من زي المدرسة نعطيه الفرصة لاختيار واحد منهم.
  8. حرص الأم على تقديم وجبة الإفطار لطفلها قبل الذهاب للمدرسة على أن تتضمن عناصر مغذية وممكن أن تكون "عصير أو لبن"، ونراعي تقديم أكثر من اختيار للطفل مما يحبه، كذلك علينا أن نحيطه بالاهتمام اللازم والمناسب لشخصيته

http://onislam.net/arabic/adam-eve/father-mother/134432-2011-09-18-14-43-17.html

ليست هناك تعليقات: