أعلن في ماليزيا الأسابيع الماضية عن تأسيس ناد اجتماعي يحمل اسم "نادي الزوجات المطيعات" بهدف مكافحة الخيانة الزوجية والطلاق والعنف الأسري، وسيقوم النادي بتعليم النساء آليات صحيحة لإرضاء الأزواج والحيلولة دون لجوئهم إلى خيانتهن، أو معاملتهن بطريقة سيئة، عن طريق تقديم مجموعة من التدريبات والتعليمات للنساء ، تتضمن كيفية التعامل مع أزواجهن وإرضائهم.
وبعد أيام قلائل انتقل نادي الزوجات المطيعات إلى إندونيسيا، عازمين انتشاره في كل دول جنوب شرق آسيا .
فهل الزوجة هي المسئولة وحدها عن الخلافات الزوجية ؟
وكيف تؤسس الزوجة لحياة زوجية سعيدة ؟
ثم هل هناك زواج مثالي ؟
معايير اختيار الزوجة
الزوجة الصالحة هي أساس سعادة الأسرة، لذلك حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات الزوجة الصالحة في قوله: " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "
هذا بالإضافة إلى مواصفات أخرى فردية تكتسبها الفتاة من البيئة الاجتماعية المحيطة بها كاللباقة والذكاء في التعامل والتعاطف وإظهار الحب والحنان وتفهم طبيعة الزوج، والأهم حُسن العشرة .
ومع تغير الظروف وظهور الفضائيات والانفتاح على الثقافات الأخرى وأحيانا التقليد الأعمى، تبدلت المعايير لدى كل من الرجل والمرأة في اختيار نصفه الأخر ، فالرجل أصبح يضع الشكل الخارجي في قائمة أولوياته، ويشترط في زوجة المستقبل أن تكون جميلة رقيقة، تحبه بإخلاص وبلا حدود، وتعامله كطفل صغير مدلل، تجيب جميع طلباته، ولا مانع أن تعمل كجارية، وفي آخر القائمة حبذا لو كانت على درجة من الأخلاق والتدين.
أما المرأة فباتت ترغب في زوج يبقى عاشقا وفيا كأبطال المسلسلات التركية التي هبطت علينا كالسيل بين عشية وضحاها، راسمة صورة وردية للحياة الهانئة الزاخرة بكل شيء إلا من تحمل المسئولية الأسرية.
ونظرا لأن اختيار كلاهما للآخر تم على أسس وهمية أو أحلام غير واقعية، فلا يقدر لها أن تعيش طويلا على أرض الواقع، ليس هذا فحسب بل إنها تعجل من الصراعات والخلافات الزوجية خاصة مع تمرد المرأة على زوجها الذي صورته الفضائيات بأنه متسلط وظالم وناهب لحقوقها، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي بشكل عام، وما يفسر أيضا لجوء الزوج إلى الخيانة وبالتالي زيادة في أعداد الأطفال غير الشرعيين.
ولأن المرأة تختلف بطبيعتها الأنثوية عن تركيبة الرجل ، لذا كان لزاما على كليهما فهم طبيعة الآخر وتفهم ما يحتاج إليه، والتعامل على أساس هذا الاختلاف في النوع والحاجات، لتخطي مثل هذه الخلافات ... ولكن الرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريد الرجال، كذلك النساء يعطون ما يريد النساء فكل منهما يفترض خطأ أن لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات ونتيجة لذلك تبدأ المشاكل والصراعات .
فن إرضاء الزوج
وهذا ما يؤكده جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة "، ولأننا هنا بصدد الحديث عن المرأة فهذه بعض من النصائح التي تقدم بها الكاتب لهن " الزهريات " لتحقيق السعادة الزوجية :
1. يحتاج الرجال في المقام الأول إلى الثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع .
2. الرعاية الزائدة تخنق الرجل، فملاحقة الزوجة لزوجها بالأسئلة والاهتمام بكل صغيرة في حياته تضع الرجل في حالة مزاجية سيئة، فالمرأة تفعل كل هذا من قبل الرعاية والاهتمام لأنها لو حظيت بنفس هذا النوع من الدعم ستكون ممتنة، ولكن الرجل يريد أن تحبه المرأة وتثق به دون قيد أو شرط .
3. توقفي عن محاولات تغيير زوجك أو تحسينه ، فالمرأة تظن أن محاولاتها لتحسينه عن حب ، لكنه يشعر أنه محكوم ومتلاعب به ومرفوض، وسيرفضها بعناد، لأنه يشعر أنها ترفضه. وعندما تحاول امرأة تغيير رجل فإنه لا يحصل على الثقة والتقبل الودي الذي يحتاج إليه حقا كي يتغير وينمو.
4. حين يختلف الأزواج تتحول مناقشاتهم إلى مجادلات ثم من دون إنذار إلى معارك، لذلك على الزوجة أن تتخذ قاعدة أساسية في حياتها بعدم المجادلة، وبدلا من ذلك عليها مناقشة الحجج المؤيدة والمناقضة لأمر ما، أي تفاوض وليس جدال، فما يؤلم في الجدال ليس ما نقوله ولكن كيف نقوله، فبعض الأزواج يتجادلون طول الوقت ويموت حبهم تدريجيا ، وعلى الطرف الآخر يكبت بعض الأزواج مشاعرهم من أجل تفادي الصراع ولكي لا يتجادلون، ونتيجة لكبت مشاعرهم الحقيقية يفقدون الصلة بمشاعرهم الودية ، فأحد الأزواج يشن حربا والآخر يشن حربا باردة.
5. كوني يقظة لتقدير الأشياء الصغيرة التي يفعلها زوجك من أجلك بابتسامة وشكر ، والرجل يحتاج إلى هذا التقدير والتشجيع ليستمر في العطاء، ويتوقف عن العطاء عندما يشعر أنه عرضة للاستخفاف.
6. قد يصل الخلاف أحيانا إلى حد لا يجدي معه الحديث، حينها يكون على الزوجة كتابة رسالة لشريكها فعندما تكتب النساء الرسائل يصبحن أكثر ثقة وتقبلا وتقديرا.
الزواج الناجح
وفي نفس السياق ترى دكتورة ميرفت عبد الناصر في كتابها " هموم المرأة " أن الإجابة على إمكانية وجود زواج مثالي ليست سهلة ولكن هناك مقولة حكيمة تقول: إن القاعدة الأساسية لسلامة أي علاقة هي اقتناع الطرفين بأن الحقيقة الإنسانية حقيقة شخصية نابعة من رؤية فردية ذاتية وليست قابلة للتطبيق على كل إنسان وكل موقف.
موضحة مجموعة عوامل رئيسية تؤهل العلاقة الزوجية للنجاح والاستمرارية وتعطي فرصة للزوجين في الشعور بالأمان والسعادة والامتنان من أهمها :
أولا: عدم وجود فارق واضح في ميزان القوة في العلاقة، بمعنى ألا يكون هناك طرف مسيطر تماما وآخر خاضع مستسلم يقوم فقط بتنفيذ ما يراه الطرف الآخر مناسبا أو صوابا، ولهذا فضروري أن تتحد شخصية كل من الطرفين في العلاقة وأن لا تنطمس معالم شخصية أحدهما في شخصية الطرف الآخر.
ثانيا: أن يكون هناك احترام للفردية في محتوى العلاقة واحترام حرية الاختيار الشخصي لكل منهما مع المقدرة على تبادل وجهات النظر، والإيمان بأن الحلول الوسط ليست تنازلا أو لونا رماديا مكروها بل هي تطورا طبيعيا وعلامة على النمو والنضج النفسي للفرد .
ثالثا: أن يتصرف كل من الزوجين في إطار الحاضر ومعطياته وتجنب الرجوع المتكرر للماضي .
رابعا: مشاركة الزوج لزوجته الجوانب الإيجابية في الحياة وعدم التركيز في الحديث المتكرر عن السلبي والسيئ والمحزن والاسترسال في الحديث عن المشكلات ، بينما لا تأخذ الجوانب الإيجابية الأهمية المطلوبة وتمر أحداثها كأن شيئا لم يكن ، ولهذا تذكُر المفرح في الحياة وتهنئة كل طرف على نشاطاته ومجهوداته ونجاحاته داخل أو خارج العلاقة من أهم أسباب النجاح.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3200
وبعد أيام قلائل انتقل نادي الزوجات المطيعات إلى إندونيسيا، عازمين انتشاره في كل دول جنوب شرق آسيا .
فهل الزوجة هي المسئولة وحدها عن الخلافات الزوجية ؟
وكيف تؤسس الزوجة لحياة زوجية سعيدة ؟
ثم هل هناك زواج مثالي ؟
معايير اختيار الزوجة
الزوجة الصالحة هي أساس سعادة الأسرة، لذلك حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات الزوجة الصالحة في قوله: " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "
هذا بالإضافة إلى مواصفات أخرى فردية تكتسبها الفتاة من البيئة الاجتماعية المحيطة بها كاللباقة والذكاء في التعامل والتعاطف وإظهار الحب والحنان وتفهم طبيعة الزوج، والأهم حُسن العشرة .
ومع تغير الظروف وظهور الفضائيات والانفتاح على الثقافات الأخرى وأحيانا التقليد الأعمى، تبدلت المعايير لدى كل من الرجل والمرأة في اختيار نصفه الأخر ، فالرجل أصبح يضع الشكل الخارجي في قائمة أولوياته، ويشترط في زوجة المستقبل أن تكون جميلة رقيقة، تحبه بإخلاص وبلا حدود، وتعامله كطفل صغير مدلل، تجيب جميع طلباته، ولا مانع أن تعمل كجارية، وفي آخر القائمة حبذا لو كانت على درجة من الأخلاق والتدين.
أما المرأة فباتت ترغب في زوج يبقى عاشقا وفيا كأبطال المسلسلات التركية التي هبطت علينا كالسيل بين عشية وضحاها، راسمة صورة وردية للحياة الهانئة الزاخرة بكل شيء إلا من تحمل المسئولية الأسرية.
ونظرا لأن اختيار كلاهما للآخر تم على أسس وهمية أو أحلام غير واقعية، فلا يقدر لها أن تعيش طويلا على أرض الواقع، ليس هذا فحسب بل إنها تعجل من الصراعات والخلافات الزوجية خاصة مع تمرد المرأة على زوجها الذي صورته الفضائيات بأنه متسلط وظالم وناهب لحقوقها، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي بشكل عام، وما يفسر أيضا لجوء الزوج إلى الخيانة وبالتالي زيادة في أعداد الأطفال غير الشرعيين.
ولأن المرأة تختلف بطبيعتها الأنثوية عن تركيبة الرجل ، لذا كان لزاما على كليهما فهم طبيعة الآخر وتفهم ما يحتاج إليه، والتعامل على أساس هذا الاختلاف في النوع والحاجات، لتخطي مثل هذه الخلافات ... ولكن الرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريد الرجال، كذلك النساء يعطون ما يريد النساء فكل منهما يفترض خطأ أن لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات ونتيجة لذلك تبدأ المشاكل والصراعات .
فن إرضاء الزوج
وهذا ما يؤكده جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة "، ولأننا هنا بصدد الحديث عن المرأة فهذه بعض من النصائح التي تقدم بها الكاتب لهن " الزهريات " لتحقيق السعادة الزوجية :
1. يحتاج الرجال في المقام الأول إلى الثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع .
2. الرعاية الزائدة تخنق الرجل، فملاحقة الزوجة لزوجها بالأسئلة والاهتمام بكل صغيرة في حياته تضع الرجل في حالة مزاجية سيئة، فالمرأة تفعل كل هذا من قبل الرعاية والاهتمام لأنها لو حظيت بنفس هذا النوع من الدعم ستكون ممتنة، ولكن الرجل يريد أن تحبه المرأة وتثق به دون قيد أو شرط .
3. توقفي عن محاولات تغيير زوجك أو تحسينه ، فالمرأة تظن أن محاولاتها لتحسينه عن حب ، لكنه يشعر أنه محكوم ومتلاعب به ومرفوض، وسيرفضها بعناد، لأنه يشعر أنها ترفضه. وعندما تحاول امرأة تغيير رجل فإنه لا يحصل على الثقة والتقبل الودي الذي يحتاج إليه حقا كي يتغير وينمو.
4. حين يختلف الأزواج تتحول مناقشاتهم إلى مجادلات ثم من دون إنذار إلى معارك، لذلك على الزوجة أن تتخذ قاعدة أساسية في حياتها بعدم المجادلة، وبدلا من ذلك عليها مناقشة الحجج المؤيدة والمناقضة لأمر ما، أي تفاوض وليس جدال، فما يؤلم في الجدال ليس ما نقوله ولكن كيف نقوله، فبعض الأزواج يتجادلون طول الوقت ويموت حبهم تدريجيا ، وعلى الطرف الآخر يكبت بعض الأزواج مشاعرهم من أجل تفادي الصراع ولكي لا يتجادلون، ونتيجة لكبت مشاعرهم الحقيقية يفقدون الصلة بمشاعرهم الودية ، فأحد الأزواج يشن حربا والآخر يشن حربا باردة.
5. كوني يقظة لتقدير الأشياء الصغيرة التي يفعلها زوجك من أجلك بابتسامة وشكر ، والرجل يحتاج إلى هذا التقدير والتشجيع ليستمر في العطاء، ويتوقف عن العطاء عندما يشعر أنه عرضة للاستخفاف.
6. قد يصل الخلاف أحيانا إلى حد لا يجدي معه الحديث، حينها يكون على الزوجة كتابة رسالة لشريكها فعندما تكتب النساء الرسائل يصبحن أكثر ثقة وتقبلا وتقديرا.
الزواج الناجح
وفي نفس السياق ترى دكتورة ميرفت عبد الناصر في كتابها " هموم المرأة " أن الإجابة على إمكانية وجود زواج مثالي ليست سهلة ولكن هناك مقولة حكيمة تقول: إن القاعدة الأساسية لسلامة أي علاقة هي اقتناع الطرفين بأن الحقيقة الإنسانية حقيقة شخصية نابعة من رؤية فردية ذاتية وليست قابلة للتطبيق على كل إنسان وكل موقف.
موضحة مجموعة عوامل رئيسية تؤهل العلاقة الزوجية للنجاح والاستمرارية وتعطي فرصة للزوجين في الشعور بالأمان والسعادة والامتنان من أهمها :
أولا: عدم وجود فارق واضح في ميزان القوة في العلاقة، بمعنى ألا يكون هناك طرف مسيطر تماما وآخر خاضع مستسلم يقوم فقط بتنفيذ ما يراه الطرف الآخر مناسبا أو صوابا، ولهذا فضروري أن تتحد شخصية كل من الطرفين في العلاقة وأن لا تنطمس معالم شخصية أحدهما في شخصية الطرف الآخر.
ثانيا: أن يكون هناك احترام للفردية في محتوى العلاقة واحترام حرية الاختيار الشخصي لكل منهما مع المقدرة على تبادل وجهات النظر، والإيمان بأن الحلول الوسط ليست تنازلا أو لونا رماديا مكروها بل هي تطورا طبيعيا وعلامة على النمو والنضج النفسي للفرد .
ثالثا: أن يتصرف كل من الزوجين في إطار الحاضر ومعطياته وتجنب الرجوع المتكرر للماضي .
رابعا: مشاركة الزوج لزوجته الجوانب الإيجابية في الحياة وعدم التركيز في الحديث المتكرر عن السلبي والسيئ والمحزن والاسترسال في الحديث عن المشكلات ، بينما لا تأخذ الجوانب الإيجابية الأهمية المطلوبة وتمر أحداثها كأن شيئا لم يكن ، ولهذا تذكُر المفرح في الحياة وتهنئة كل طرف على نشاطاته ومجهوداته ونجاحاته داخل أو خارج العلاقة من أهم أسباب النجاح.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3200
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق