الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

زوار الوفد : لو بتحبيه بشبكتك ساعديه



كتبت- رشا عبيد
الاربعاء , 07 سيبتمبر 2011 16:32

أحدثت الاستشارة الخاصة ببيع الزوج لشبكة عروسه بعد الزواج حالة من الجدل بين زوار البوابة على صفحة الوفد على الموقع الاجتماعي فيس بوك، ولم يكن غريبا حالة الاستنكار والرفض شبه العام من غالبية الرجال لسؤال القارئة الذي ورد إلى البوابة عن أحقية الزوج في بيع الشبكة التي قدمها لعروسه والتي وافق طواعية على شرائها لها أثناء الخطوبة.

وإجماعهم على حق الزوج في شبكة زوجته إذا دعته الظروف لذلك رغم رأي الدين الذي حسم القضية لصالح الزوجة واعتبر الشبكة جزءا من المهر أو هبة للعروس لا يحق له استردادها.

ومن بين هذه التعليقات كتب Gedo Behiry : بكل تأكيد من حقه, وواصل قائلا: يعني هاشحت ومراتي يا فرحتي لابسة دهب .

ويؤكد نفس الرأي Mostafa Mohamed قائلا: من حقي طبعا مش كفاية إن أبوها ديني في ثمنها.

ويقسم محمود فتحى ال حماد بأنها من حقه وأن هذه الزوجة لو كانت تدين لزوجها بالحب لأعطته إياها ووافقت دون سؤال. بينما يتساءل Mostafa Labeeb: لماذا وافق العريس من البداية على شبكة بمبلغ كبير، رغم إيمانه بأحقية الزوج في هذه الشبكة .


الشبكة شكليات وبس


وعلى الجانب الآخر, هناك من يرى عدم أحقية الزوج في الشبكة مع الإشارة إلى دور الزوجة في مساعدة زوجها لحين ميسرة، فكان رأي Islam Hassan : مش من حقه, ولكني أعتب على الزوجة أنها لا تريد فعل ذلك من تلقاء نفسها, فإن لم تقف هي مع زوجها في موقف كهذا إلى من سيلجأ إذن؟!


ويدعو إسلام ربه قائلا: اللهم ارزقني الزوجة الصالحة بنت الأصول التي تقف بجواري وتعينني وقت الأزمة. ويرد عليه Ahmed Khalil قائلا: الشبكة والمؤخر حق للعروسة لا يجوز التفريط فيه، ولكن الحياة الزوجية ارتباط قوى بين الزوجين فإن وقع ضرر على أحد الزوجين على الثاني أن يأخذ بيده، ومن هنا على الزوجة أن تقف بجانبه حتى يعبر هذه المحنة بسلام ثم يعوضها بأحسن منها مادام هو بخير ويواصل, مش حتنفعها الشبكة لو أصابه مكروه .

ويعبر Redaa Shoman عن رأيه معاتبا الزوج: كان مفروضا على الزوج أن يقبل ما يقدر عليه ويستطيع شراءه من الشبكة - ولكن يمكن بيعها لضروريات الحياة من مبدأ المشاركة بين الزوجين إذا كان الزوج يبذل أقصى طاقته لحياة كريمة - وكان مثالا للزوج الجيد.


دين واجب السداد


وفي المقابل وكما هو متوقع كان للجنس الناعم رأي آخر, فتكتب Marwa Hafez: أديها له ولكن أمضيه على شيكات بثمنها حتى تظل دينا عليه .
وتشاركها الرأي Doaa Esmat التي ترى في موقف الزوج نوعا من الغش وأنه كان عليه أن يعلن عن مقدرته ومدى استطاعته, "مش يغشهم علشان يتجوز و بعد كده يبيع الشبكة".

وتواصل, لو كان عاوز يقضى مصلحة ماشي مفيش مانع أن تساعده الزوجة, إنما مجرد إنه أصلا شاحت فلوس الشبكة على أمل الجواز وإنه بعد كده ياخدها لتسديد ما عليه فهذا هو الغش بعينه.

وكعادة الشعب المصري وخفة ظله ظهرت بعض التعليقات المرتبطة بالثورة وما نعيشه من أحداث, فينصح Mahmoud Elkhateeb الزوجة بعمل مليونية وطالبها بإعدام زوجها قائلا: "واللي يسألك قولي له دي ثورة, أصله من فلول النظام ".

ويلعب باز باز على الوتر الحساس فيقول لصاحبة السؤال: " احمدي ربك إنه جاب شبكة أصلا في الظروف اللي البلد فيها.. هي الناس لاقيه تاكل, بلا نيلة".


الشبكة من حق الزوجة

وفي تعليقها على هذه الآراء والتي أجمعت على مساعدة الزوج بصرف النظر عن حقه أو عدم أحقيته للشبكة, ترى دكتورة نعمت عوض الله, المستشارة الاجتماعية والنفسية، أن مهر الزوجة من حقها، فلو افترضنا أن الزوج دفع مقدما لشراء سيارة مثلا واشتراها فهل يجوز له سحب المقدم مرة أخرى بعد شهرين ؟

وتواصل: يعتبر المهر استحلالا للزوجة يرفع معنوياتها ويطيب نفسها أيا كان مقداره، فقد جاء رسول الله رجل يريد الزواج ولا يملك شيئا فقال له الرسول، صلى الله عليه وسلم: " التمس شيئا، فقال له الرجل لا أجد، فرد عليه رسول الله " التمس ولو خاتما من حديد".

ومن هذا المنطلق إذا اعتبرنا الشبكة جزءا من المهر أو هبة من العريس ففي الحالتين لا يحق للزوج أن يأخذها إلا بإذنها ورضاها، وأن يعلم أنها ليست مجبرة على إعطائه إياها، وهنا يصبح من الأفضل أن يقدم العريس ما في استطاعته حتى لا يضطر لمثل هذا الموقف وحتى لا يتسبب في إصابة الزوجة بمشاعر الضيق والحزن حالة بيعهم .

خاتم ودبلة كفاية

وترفض عوض الله الخلافات والانقسامات والمواقف السخيفة التي نراها بسبب الشبكة, وتحث كل متقدم أن يعلم أن كل عروسة لها مهر المثل " أي مهر من يماثلها من نساء عائلتها "، فإن كانت إمكاناته أقل من مهرها, إما أن يقبله أهل العروس كما هو بما يستطيع ويجنبونه التورط في الاستدانة من هنا وهناك وتراكم الديون عليه، وإما أن ترفضه مباشرة, وعليه أن يضع التكافؤ الاجتماعي نصب عينيه .

وعن المغالاة في الشبكة والمهور تقول دكتورة نعمت: في ظل ارتفاع تكاليف الحياة أصبح الشاب يحس بأزمة حقيقية ويعاني ضغوطا شديدة عند الزواج, وبعد الثورة المصرية لابد أن يشمل التغيير كافة مناحي الحياة ولن يكون هذا التغيير إلا بتغيير كل فرد من سلوكياته وطباعه للأحسن, فلا مانع من خاتم ودبلة لتيسير الزواج.

وتواصل: فثلثا المتزوجين لا يلبسون ذهبهم ويحتفظون به كما هو، ولكننا نضحك على بعضنا البعض ونضع الزواج في إطار من النفاق والكذب حتى نرضي الناس ونتباهي أمام الأهل والجيران والمستفيد الوحيد في هذا الموضوع هم المتفرجون.


الزوجة الأصيلة

وتتفق المستشارة الاجتماعية والنفسية مع الآراء الرامية إلى مساعدة الزوج في محنته وتقديم العون والمساعدة له فتقول: العلاقة الزوجية هي علاقة إنسانية أساسها المودة والرحمة, لذلك على الزوجة أن تبادر بمساعدة زوجها في محنته وظروفه الصعبة وأن تقف بجواره وتساعده وتقدم له كل ما تستطيع حتى ولو كان ذهبها الخاص بها شخصيا، مش الشبكة بس، وخاصة لو كان زوجا محترما يخاف الله ويصونها ويحافظ عليها ويكرمها ويعطيها حقها.

وتؤكد أن من يعز زوجته ويحسن معاشرتها ويعرف معنى القوامة جيدا لن يطلب الشبكة، ولكنها هي من ستقدمها له دون طلب حال إحساسها بأزمته أو حاجته وإن لم تفعل فهي زوجة عديمة الأصل لا تستحق الحياة في بيته .

وتكمل: على الزوج أن يعلم جيدا أن هذه الشبكة تظل دينا عليه حتى الموت وعليه أن يسعى جاهدا لتسديد هذا الدين ويذكر نفسه دائما أنه أخذ شيئا ليس من حقه، والدراما المصرية قدمت لنا أروع المشاهد المعبرة عن ذلك في مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي " عندما طلب " عبد الغفور البرعي" ما تتزين به زوجته " فاطمة " من ذهب وأعطته إياه كاملا بنفس راضية وعندما فتحها الله عليه قدم لها الأحسن .


إلا الشيكات

وتختلف عوض الله تمام الاختلاف مع الآراء الداعية لإمضاء الزوج على شيكات أو وصل أمانة لحين إرجاع الشبكة أو ما يعادل قيمتها مرة أخرى، وترى أن مثل هذه التصرفات تحول العلاقة الزوجية من علاقة إنسانية في المقام الأول إلى علاقة تجارية لا تصلح مع الحياة تحت سقف واحد، كما تعمل على انهيار الثقة بين الزوجين، وتنهي كلامها بتساؤلها, كيف لا تأمنه على أموالها وقد ائتمنته على نفسها ؟

موضوعات ذات صلة:

زوجي يريد بيع الشبكة .. هل هذا حقه؟
http://www.alwafd.org/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9/84-%D9%87%D9%88%20%D9%88%20%D9%87%D9%89/91880-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D9%83-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%87-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%AA%D9%83

ليست هناك تعليقات: