اعتدنا نحن البلدان العربية على النتائج التي يبهرنا بها الغرب ويصدرها إلينا مع الانصياع والتقليد الأعمى والرضوخ لها ,ففي العقود القليلة الماضية بهرنا الغرب بشعارات المساواة بين الرجل والمرأة , فدخلت دوائر وجهات عدة بما يشبه معركة حربية ضد الرجل ومطالبة المرأة بحقها الشرعي والقانوني في المناصب القيادية وضرورة المساواة بين الرجل والمرأة وبالفعل كان ذلك , ولكن هذه المرة ربما أراد الغرب أن يسبح في تيار جديد يكسر فيه أسطورة المساواة بين الرجل والمرأة والعودة إلى القيم التقليدية حيث كشفت دراسة بريطانية حديثة عن مركز الدراسات السياسية - أعدتها الدكتورة كاترين الحكيم الباحثة في الاجتماع بكلية لندن للاقتصاد- بعنوان " الأكاذيب النسوية والحل السحري : التفكير الخاطئ وراء التشريعات الداعية لمزيد من المساواة " عن رغبة حواء في الزواج من رجل غني والعمل كربة منزل على عكس كل الادعاءات النسوية وكأنها بهذه الدراسة أرادت أن تضع نهاية لإشكالية " ماذا تريد المرأة حقا " , كما رصدت من خلالها الأكاذيب والأساطير الشائعة التي يروجها أنصار النسوية من الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين ويصرون على أن التشريعات مازالت غير كافية لتحقيق المساواة بين الجنسين.
وتؤكد كاترين في دراستها المكونة من 52 صفحة بان رغبة المرأة في الاستقلال ماديا عن الرجل ما هي إلا مجرد أسطورة وان المرأة لا تزال ترغب في الزواج من رجل أفضل تعليما وأعلى دخلا في معظم البلدان الأوروبية وان محاولة القضاء على الفجوة بين الأجور والفوارق بين الجنسين تستند إلى افتراضات خاطئة وأدلة عفا عليها الزمن.
لذا يجب من الآن وصاعدا التخلي عن السياسات والتشريعات التي أعدت لصالح المرأة والاهتمام بوضع تشريعات محايدة ولاسيما قوانين الأمومة وتمديد الأجازات والتي تشكل عبئا على المناخ الاقتصادي الحالي.
وتضيف كاترين بان هذه السياسات الصديقة للأسرة مفيدة بالطبع لصحة الأم والأطفال الرضع ومساعدة المرأة على الجمع بين العمل وتربية أطفالها, ولكن مالا تفعله هو خلق مساواة حقيقية بين الجنسين في قوة العمل.
كما أكدت كاترين انه بعد مرور عقود من حملات المساواة بين الجنسين من الصعب أن تعترف المرأة أنها تفضل العمل كربة منزل أكثر من رغبتها في حياة مهنية ناجحة خاصة بها, رغم أن الاستقصاءات أكدت أن الأغلبية من النساء لا يمانعن في ذلك, وقد أكدت العديد من البحوث والاستقصاءات التي أجريت في دولتين أوروبيتين مختلفتين في الثقافة والعادات وهما بريطانيا وإسبانيا هذه النتيجة، فبتحليل الأرقام اكتشفت أن 20% من البريطانيات في عام 1949 كن يرغبن في الزواج من رجل أعلى في المستوى التعليمي منهن، بينما بحلول أواخر التسعينيات تضاعفت هذه النسبة لتصل إلى 38%, وهذا هو النمط السائد أيضا في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا.
جدير بالذكر أن دكتورة كاترين الحكيم أعدت أول دراسة عن الخرافات النسوية التي تمنح النساء مزيد من إحساسهم بالحاجة إلى الحماية ومزيد من الخدمات القانونية عام 1995وقد لاقت جدلا بين علماء الاجتماع والأكاديميين والإعلاميين.
ونظرا لان هذه الخرافات النسوية مازالت مثارا للجدل وتصور النساء على أنهم ضحايا الرجال والمجتمع بأكمله, رصدت الدكتورة كاترين في دراستها الحديثة 12 من الخرافات النسوية والتي تحجب الحقيقة حول المساواة بين الجنسين في بريطانيا.
الخرافة الأولى: فشل سياسات تكافؤ الفرص.
الخرافة الثانية: عن عدم فعالية سياسات المساواة بين الجنسين.
الخرافة الثالثة: عن أضرار التمييز المهني.
الخرافة الرابعة: أن سياسات الدول الاسكندينافية تحقق المساواة بين الجنسين.
الخرافة الخامسة: التنمية الاجتماعية والاقتصادية تعزز المساواة بين الجنسين.
الخرافة السادسة: أن ارتفاع نسبة العمالة من النساء تحقق المساواة بين الجنسين.
الخرافة السابعة: أن بوصول المرأة لمستويات عليا في التعليم يغير كل شيء.
الخرافة الثامنة: الرجال والنساء لا يختلفون في الاتجاهات المهنية والهدف من الحياة.
الخرافة التاسعة: المرأة تفضل الكسب من حياتها المهنية الخاصة وترفض الاعتماد على الرجال.
الخرافة العاشرة: السياسات الصديقة للأسرة ضرورية لتضييق الفجوة بين الجنسين.
الخرافة الحادية عشر: السياسات الصديقة للأسرة تزيد من أرباح الشركات.
الخرافة الاثنى عشرة والأخيرة: في الدراسة المرآة لديها أنماط إدارية تميزها على الرجال।
هناك تعليقان (2):
الرجل والمراة مختلفين فى نظرتهم للحياة فبينما تنتهى حياة الرجل بالزواج يكون بالنسبة للمراة البداية مايعنى ان حلم الزوج والعائلة يمثل مشروع حياة المراة
المساواة الحقيقية ان يقوم كل منا بدورة وواجبه تجاه الاخر بحسب طبيعته .والكل مسخر لما خلق له
إرسال تعليق