الجمعة، 3 يونيو 2011

هل أنت نباتي؟!

E-mail Print

في ظل التوغل الواسع لفيروس "أنفلونزا الطيور"، وبعكس حالة الفزع والهلع التي أصابت الناس بسببها، ارتسمت علامات الفرح والارتياح على وجوه فئة واحدة من الناس.. وهؤلاء بالطبع هم النباتيين، الذين يعتمدون على النظام الغذائي النباتي بشكل أساسي، ويرفضون تناول اللحوم بأنواعها.

لكن على الرغم من أنهم هم فقط المستفيدين من هذه الكارثة، إلا أن الوضع غالبا ما يكون ليس في صالحهم، فقد أكدت أحدث الدراسات التي أن النباتيات أكثر عرضة للانتحار، أما النباتيون فهم أكثر عرضة للضعف الجنسي.. أي أن ليست وردية تماماً!

كما أكدت الدراسة أن الأمهات النباتيين أكثر عرضة لإنجاب أطفال معاقين دماغياً عن غيرهن من الأمهات، وبالرغم من ذلك يزداد عدد هذه الفئة يوماً تلو الأخر.

نباتيون على كل لون!

قد يقابلك شخص نباتي ويترك بداخلك أسئلة وأفكار كثيرة، ولكن عند الدخول في عالمهم تجد أنهم لا يختلفون عن أي شخص عادي، إلا في نظامهم الغذائي المحدد الذي يتبعوه، فمنهم من يقتصر طعامه على النباتات فقط من الخضروات والفاصوليا والبقول والأرز مع الفواكه بأنواعها.

ومنهم من يأكل هذه الأنواع مع منتجات الألبان، وهناك فئة أخرى تضيف البيض مع منتجات الألبان والنباتات، أما بالنسبة للصنف الرابع والأخير، فهو أكثر مرونة من سابقيه: حيث يعتمد على النباتات ومنتجات الألبان والبيض مع اللحوم البيضاء والأسماك، ويتجنب بالطبع اللحوم الحمراء.

ومن مزايا الغذاء النباتي:
1. يعمر النباتيون طويلاً، إن قدر الله لهم ذلك طبعاً.
2. يمتازون بالذكاء، ويشفقون على الحيوان مع التحفظ على معتقدات بعضهم.
4. اقتصاديون لأنفسهم وللدولة، ولذا تجدهم يعيشون ببساطة.
6. ليسوا عرضة للأمراض ولا التسمم مثل غيرهم.

لكن يحرم النباتيون أنفسهم من الكثير من الفيتامينات والمعادن الموجودة في المصادر الحيوانية ومن البروتين اللازم لصحة أجسامهم.

قدوة الإنسان النباتي!

ومن مشاهير النباتيين، الشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري الذي كان يشفق على الحيوان من الذبح، ولذلك حرم على نفسه أكل اللحوم,, والأديب العربي ابن المقفع مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذي كان يكتفي بأكل العسل، أيضاً فإن الإمام مالك كان نباتياً في أيامه الأخيرة حيث تخلى عن اللحوم تماماً,, وكان يعشق تناول الفاكهة.

من النباتيين العرب أيضاً ابن البيطار ذلك الطبيب العربي الذي نشأ في الأندلس وتجول في بلاد اليونان والروم باحثاً عن الأعشاب وخاصة الطبية منها، وكذلك الخوارزمي الرياضي والفلكي الإسلامي المعروف ومؤسس علم الجبر الذي نشأ في خوارزم وعاش في بغداد منذ أيام الخليفة المأمون، وكان الخوارزمي يكره اللحوم تماماً دون أن يفصح لأحد عن سبب هذه الكراهية.

وفي الغرب، كان هناك عدد كبير من النباتيين، ومنهم إقليدس أحد عباقرة الرياضة والفلسفة الإغريق في مرحلة ما قبل الميلاد, بالإضافة إلى الفيلسوف والرياضي الشهير فيثاغورس الذي امتنع عن تناول اللحوم لاعتقاده فيما يسمى بـ(تناسخ الأرواح).

وفي العصر الحديث، كان هناك فرانك جيمس عالم الفيزياء الأمريكي وأحد الذين عملوا بالطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل عام 1925 وكان يتناول البقوليات بمختلف أنواعها,, ويقول أن تناول اللحوم عادة حيوانية يجب أن يمتنع الإنسان عنها.

بالعربي كده!

ولا يثير دهشة أي منا أن يعرف أن فئة النباتيين هم الأكثر انتشارا في المجتمع الغربي، لكن ماذا تقول عندما تعرف أن هناك عدد لا يستهان به منهم في المجتمع العربي، الذي يعتبر (مجتمع عاشق للحوم)، بالرغم من أن الكثير منه يعيش تحت خط الفقر!

ومع هذه الأزمة، زاد عدد العرب منهم تاركين اللحوم لأصحابها، متوجهين للمأكولات النباتية مثل البقوليات والباذنجان، والذي ارتفع سعرهم ارتفاعا ملحوظا في الأسواق، ولكن ترى هل يوجد خوف على النباتات من إصابتها بأي مرض يتناسب مع كونها تنبت من الأرض، متخذة مكانا مرموقا في دورة الحياة؟

وبين هذا وذاك نسمع آراء من عاشوا التجربة بالفعل، خاصة عندما يرتبط الأمر بالزواج أو الإفلاس!

خطيبي نباتي!

تحكي لنا هناء أسعد عن السبب الغريب وراء تحولها لإنسانة نباتية قائلة: "أكره فكرة ذبح الحيوانات لإشباع رغبة الجوع أو الحاجة عند الإنسان، ومنذ سنوات وأنا معتمدة على الوجبات النباتية".

أما سهيل، فوصل الموضوع معها إلى فسخ خطوبتها(!!)، إذ تقول: "كانت الخطبة قد تمت دون أن أعرف أن خطيبي السابق كان شخصا نباتيا، وكنت أظن أن الرجل النباتي يشترط زوجة نباتية أيضا".

تكمل قائلة: "ومرت الأيام، وحدث أن ذهبنا للعشاء سوياً بالخارج، وتركني أطلب ما أريد، لكنني رأيت في نظراته الاشمئزاز، أو ربما البخل، فأنهيت القصة؛ لأنني لا أحتمل أي من الافتراضين، فأنا أكره من يكرهني وكذلك أكره البخلاء".

أما ديمة، فتقول أن جسمها رفض اللحوم لفترة، وذلك بعد أن رأت مشهد ذبح الخروف في أحد الأعياد، لكنها سرعان ما عادت لفكرها الأصلي، بعدما فكرت في أن الله الذي خلق تلك الكائنات، بالتأكيد هو أرحم بهم منا، ولن نكون نحن أكثر رقة وإحساس من رسولنا الكريم".

بالفعل ربما يكون الرقة والإحساس المرهف من أحد أسباب إتباع النباتيين لنظامهم الغذائي القاسي، إلا أنهم ليسوا أهم هذه الأسباب، خاصة في حالات "الطوارئ" التي نعيشها الآن، إن صح التعبير، فهل أنت من أصحاب مذهب "نباتي دائما"، أم نباتي "وفقا لحالات الطوارئ"؟!

http://www.20at.com/masr/news/1831.html

ليست هناك تعليقات: