الأربعاء، 5 أغسطس 2009

"حامد ياجامد" ....اعلانات تتحدى الملل



أصدر النائب العام المصري مؤخرا قرار نصه" لاإعلان عن الأدوية والمستحضرات الطبية بصورة تخدش الحياء وتنافي الآداب العامة بعد اليوم". وجاء في حيثيات القرار"ضرورة تقديم مرتكبي تلك الوقائع إلى المحاكمة، ومتابعة تلك القضايا أمام المحاكم الجنائية، والمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات عليهم".
جاء هذا القرار الصادر في 30-7-2009 إستجابة لشكوى عديد من الأسر المصرية بسبب هوجة الإعلانات المستفزة والمنافية للأخلاق العامة والمروجة لأقراص المنشطات الجنسية، والذي بدأ بإعلان واحد على إحدى القنوات الشهيرة بعد أن اختارت وقت الذروة لإذاعتها حتى تضمن مشاهدة أكبر عدد لها من الجمهور، بعدها توالت الإعلانات بصورة "أكثر فجاجة" كما تصفها بعض الأسر.
القرص الأحمر
وقد يكون إعلان "حامد رجع جامد" هو أقلهم خدشا للحياء رغم فجاجته، وفيه تشكو زوجة لصديقتها من أمور خاصة بالعلاقة الزوجية.. فتنصحها الثانية قائلة "خلي جوزك يجرب القرص السداسي الأحمر وهاتبطلي تشتكي خالص, هو ده الي جوزي جربه وحامد رجع جامد".. وفجأة وبعد عدة أيام من إذاعة إعلان حامد اجتاح الفضائيات سيل من هذه النوعية من الإعلانات التي لا يمكن أن نتناولها بالعرض أو مجرد التلميح، ونكتفي أن نقول إنها تسير على نفس النهج؛ حيث تتنافس فيما بينها في الإباحية والتصريح بخصوصية الأفراد.
ومن الملاحظ أن هذه الإعلانات يتم عرضها على معظم القنوات الأخرى مثل بانوراما دراما 1 و 2 وقنوات دريم وروتانا والمحور وبعض القنوات الإخبارية مثل العربية، وفي هذا الصدد رأت قناة الحياة 2 أن أنسب ميعاد لبث مثل هذه الإعلانات عقب المباريات مباشرة، وأثناء إذاعة برنامج رياضي شهير على اعتبار أن معظم المتلقين لهذه المادة من الرجال.
سلاح الفياجرا
وما أثار حفيظة البعض في تلك الإعلانات كانت الإيحاءات الجنسية الصريحة وما تلعبه من دور في اختراق الأفكار والصور المتراكمة بعقل الأطفال، مما يضطرهم للسؤال عن أشياء لا يتمكن الآباء والأمهات غالبا من تفسيرها، مثل إعلان كوب العصير الشهير، وغيره من الإعلانات المماثلة.
أحد المفارقات الغريبة في هذا الموضوع كانت فكرة السطو على التراث الوطني واستغلاله في الدعاية لمثل هذه السلعة باستخدام أغنية خلي السلاح صاحي، وتحولت الأغنية من الحث على الصمود في مواجهة العدو إلى وجهة أخرى تماما، وقد رفض الجمهور هذا السطو، وبالفعل تم منع الإعلان من العرض على قناتي دريم والحياة.
وما يثبت أن هذه الإعلانات أتت بثمارها أن لفظ الفياجرا أصبح متداولا، فبعد أن كان من التابوهات ولا يخرج عن إطار غرف النوم، وبعد أن كان المشتري يدخل إلى الصيدلية متلفتا يمينا ويسارا قبل السؤال عنه وبصوت أقرب إلى الهمس، أصبح الأمر عاديا حتى إن إعلانات الفياجرا لا تكاد تخلو منها أي صيدلية.
بعد العاشرة
في هذا الإطار أجرى الدكتور فتحي الشرقاوي مدير مركز الرأي العام بجامعة عين شمس دراسة ميدانية حول تأثير إعلانات الفياجرا في الفضائيات المصرية على عينة عشوائية من الأطفال، وكشفت الدراسة أن الغالبية العظمى منهم فشلوا في معرفة ما يهدف إليه الإعلان، مما يدفعهم إلى سؤال أولياء أمورهم أو أصدقائهم، وبالتالي يحصلون على معلومات جنسية صريحة من الممكن أن تشجع على الانحراف، كما حذرت الدراسة أيضا من أن تكون هذه الإعلانات مجرد تمهيد لانفتاح جنسي أكبر على الفضائيات على الطريقة الغربية.
ومن هذا المنطلق أوضحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه يجب الحد من مشاهدة الأطفال لإعلانات الأدوية المعالجة للضعف الجنسي، كما حثت الكونجرس الأمريكي والمنظمين الحكوميين على عدم بث هذه الإعلانات قبل الساعة العاشرة مساء عندما يقل عدد الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون.
الجمهور يعترض
وتؤكد نجلاء، متزوجة وأم لطفلين، النتيجة التي خلصت إليها الدراسات السابقة بعد أن وصفت تلك الإعلانات بأنها خارجة عن حدود الأدب وبعيدة عن الذوق العام قائلة: بالفعل سألني ابني عن أمور وردت بالإعلان لم أجد إجابة لها تناسب سنه.
وتطالب الأم القائمين على الإعلام بمنع الإعلانات الخادشة للحياء حتى لو كانت عن الأدوية، والبحث عن طرق أخرى للإعلان عنها تتلاءم مع مجتمعاتنا المحافظة، لتذكر أنها وجدت إعلانات عن الفياجرا مطبوعة على أكياس في الصيدلية، ويقوم الصيدلي بوضعها مع الأدوية للمتزوجين فقط، مؤكدة أن هذا أفضل من فرضها على الجمهور في المنازل دون استئذان.
أما مي (طالبة بالجامعة) فتقول: هذه الإعلانات مستفزة ومحرجة.. شاهدتها عدة مرات في وجود أخي الأكبر وكان الموقف محرجا جدا.
وتقول أيضا إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إنها دخلت إحدى الكافيتريات فوجدت بقائمة السندوتشات فياجرا كبير ووسط وصغير، منوهة أن هذا اللفظ أصبح عاديا جدا يستخدمه الجميع بمناسبة وبغير مناسبة.
وتتابع مي قائلة: إعلانات اليوم مختلفة تماما عن الإعلانات التي نشأنا عليها، مثل هات لنا ريري يا عم حسين، وطول ماندي ضهرنا للترعة عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى.
أما ممدوح، متزوج، فيقول أصابني الذهول عند مشاهدة هذه الإعلانات، واندهشت من الحال التي وصل إليها المجتمع، وكم الإباحية التي تخطت كل الحدود واقتحمت خصوصية المشاهد، والتي تفرض عليه في بعض الأحيان أثناء مشاهدته لأحد البرامج.
كارثة إعلامية
يرى د. محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن وسائل الإعلام حرة فيما تبثه وتقدمه، وأن أي سلعة مباح الإعلان عنها، ولكن لا بد من صياغة الرسالة بحيث لا تخوض في أمور تمثل نوعا من المحرمات، ويشير لأخلاقيات النشر الصحفي والمعايير التي تحكم بث الإعلان وترتبط بسلسلة من التوجهات الأخلاقية والمهنية، لافتا إلى أنه عند الإعلان عن سلعة كالفياجرا لابد من الحصول على موافقة وزارة الصحة وأن الكثير من إعلانات هذه المستحضرات لا يتوافر فيها هذا الشرط.
ويرفض خليل اعتماد المنتج على ألفاظ صريحة تؤدي إلى الحرج لدى المشاهدين، وتؤثر بالسلب على الأطفال خاصة عندما يكون الآباء على مستوى ثقافي محدود لا يسمح لهم بالرد بما يتلاءم والمرحلة العمرية للطفل، فيتوجه لسؤال طفل آخر ويحصل منه على معلومات مشوهة، موضحا أنه في الآونة الأخيرة بدأ الأطفال يرددون عبارات من هذه الإعلانات دون دراية منهم بمغزاها الحقيقي.
ويصف أستاذ الإعلام مضمون هذه الإعلانات بالكارثة الإعلامية التي تعتمد على لغة غرف النوم، والتي تضر بمنظومة القيم التي هي مسئولية الوسيلة الإعلامية، وتظهر بنود ومعايير نشر الإعلان وكأنها حبر على ورق، منوها أن المسألة ليست مطلقة، وأن أمريكا وضعت حدودا ومعايير لمثل هذه الإعلانات من أجل الصالح العام الذي نتجاهله نحن في مجتمعاتنا، وذلك بعد أن رأت مدى التأثيرات السلبية شديدة الخطورة على الأطفال من جراء مثل هذه الإعلانات؛ لأنهم متيقنون تماما بأهمية الإعلان في تكوين البناء المعرفي للطفل، لذا كان لابد من وضع معايير حازمة.
حوار أسري
وتتفق معه د. أميرة بدران المستشارة الاجتماعية بشبكة إسلام أون لاين؛ حيث تؤكد أن ما يحدث بالإعلام يؤثر بالسلب على فئات كثيرة وأخطرها فئة المراهقين الشغوفين بمعرفة الجنس والحديث حوله، وبالتالي تفتح هذه الإعلانات مجالا للحديث عنه بينهم، مما يساعد على تشويه الصورة العامة وتداول معلومات جنسية صريحة أو خاطئة، وبالتالي فهي تهدد المجتمع وتؤثر على معاييره الأخلاقية.
كما تنوه عن الغش التجاري الواضح في هذه الإعلانات لافتة لأن شركات الدعاية تلعب على أن الفياجرا تعتبر "متعة الغلابة" المحرومين من مارينا وخلافه، رغم أن الدراسات أثبتت أنها بعد فترة تفقد فاعليتها وتأثيرها، وأن الزوجات لا ترضى عن أداء أزواجهن بدونها.
ولهذا تدعو أميرة إلى تحصين الأبناء لمواجهة هذا الخطر بترسيخ مبدأ الحوار في الأسرة، ليكون الآباء مصدر الإجابة عن أسئلة أولادهم دون خجل أو تهرب، حتى تتكون لديهم صورة مكتملة، وليست مشوهة عن العلاقات الزواج



هناك 10 تعليقات:

Unknown يقول...

اخت رشا بجد مدونتك محتواها جميل جدا

بس بصراحه مش ده المظهر اللى يليك بمدونه جميله زى دى

ياريت تغيرى مظهرها ولو تحبى انا ممكن اخليلك شكلها احترافى بدون مقابل

كل اللى عليكى انك تزورينى فى مدونتى وتسيبى تعليق او تبعتى ايميل

مدونتى هى http://www.blog-money-here.blogspot.com

ايميلى yasseresmailactor@gmail.com

theatre_yasser@yahoo.com

شكرا

ام مليكة يقول...

ماتحطي الموضوع يا سيدتي انت مستخسرة تاخديه كوبي

رشا عبيد يقول...

شكر يا اخ ياسر على عرض خدماتك الجليلة دي واكيد احب اعرف اقتراحاتك وبالفعل انا فتحت المدونة الخاصة بك والحديث عن التدوين فكرة جميلة ومش بطالة
بس ياريت تشيل التدقيق الاملائي دة لاني دخلت التعليق بجد حوالي 6 مرات وبالرغم من كدة لم يظهر

رشا عبيد يقول...

ماشي يادودو غلطة مطبعية

osama يقول...

ما أجمل موضعاتك وما أحلاها لغة سهلة معبرة لغة كبار الصحفيين ولست أجامل في هذا فهي فعلا لغة تنبأ عن موهبة فذة وقدرات رائعة بمجالك
إلى مزيد من التقدم
أخوك

رشا عبيد يقول...

اشكرك بشدة على المجاملة الجامدة قوي دي

كائن الإبداع .... محمد يقول...

رشا



انتي اختفيتي فين


يللا يا شيخة عايزين نقرأ

تايلاند يقول...

قرار حكيم وموفق

غير معرف يقول...

مقالة متميزة
تصدر من انسانه متاقة ومبدعه

غير معرف يقول...

الف مبروك علي بنتك سلمي وربنا يبارك فيها