الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

رشا عبيد

الزوجة الصالحة أول طريق التربية السليمة
يخطئ من يعتقد أن تربية الأطفال تبدأ مع إتقان الطفل للمهارات اللغوية، وإدراكه للصواب والخطأ ، فالتربية السليمة على أساس من الدين الصحيح والتقوى والإيمان تمر بثلاث مراحل؛ تبدأ المرحلة الأولى منذ بداية التفكير في الزواج فاختيار زوجة أو زوج صالح تمهد لحياة سليمة، وبالتالي تربية سليمة وصحيحة للأولاد " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" الآية 32 سورة النــور.
فمعرفة الأم بأمور دينها وتمسكها بالمبادئ السليمة تسهل عليها عملية تربية الطفل وتلقينه هذه المبادئ ، أو بمحاكاة الطفل لها ونركز هنا على الأم لكونها هي التي تقضي وقتا أطول مع أطفالها بالنسبة لوقت فراغ الزوج وبالتالي فإن تأثيرها أقوى، ويصبح صلاح الطفل مهمتها الأولى.
الأم هي المؤسسة التربوية الأولى
ثم تأتي المرحلة الثانية منذ اليوم الأول لولادة الطفل، وذلك بإرضاعه الحنان حتى يكبر ويترعرع، وينتج هذا الحنان ثمارا أخرى من الحب والعطف والتقوى وغيرها من الصفات الحميدة التي أصبحت تغفلها الأم -أو حتى نكون أكثر صدقا - أصبحت لا تعي مدى أهميتها في رحلة البحث عن الأحسن لها على المستوى الشخصي، إما بالانشغال بنفسها وهوس العودة لرشاقة جسمها وتنشيف مناهل الرضاعة بإرادتها، أو بالعودة إلى وظيفتها بعد الولادة ، وفي كلا الحالتين ترمي طفلها في أحضان الخادمة التي غالبا ما تحمل جنسية وربما ديانة مختلفة عن الطفل، وهنا تتفاقم المشكلة عند الطفل، فنجد الخادمة تلقنه عادات وقيما مختلفة وغريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهو ما يسهم بشكل أساسي في تنشئة جيل معاق عاطفيا، غير متماسك داخليا، مشتت فكريا، وحينها يصدق عليه قول الشاعر:
إن اليتيم هو الذي تلقى له *** أمّا تخلّت أو أباً مشغولاً
ومن هنا كان لزاما على الأم لكونها هي الأم التي عظمها الإسلام، وجعل الجنة تحت أقدامها، أن تعرف أن النجاح والتفاؤل والصدق والذكاء الاجتماعي والإيجابية والنشاط ، وما يقابلها من الفشل والإحباط والكذب والعند والسلبية والكسل، ما هي إلا مهارات يكتسبها الطفل من والديه، ومن تأثره بطريقة تربيتهم له، باعتبارهم المؤسسة التربوية الأولى، وعليها أن تفهم شخصية طفلها وتعرف احتياجاته ورغباته وإمكانياته وسمات المرحلة التي يمر بها أيضا، وتبدأ في التعامل معه معاملة حددها الإسلام لنا أساسها العطف والحنان " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".
وهناك بعض الأساسيات التي تعتمد عليها الأم في هذه المرحلة أهمها
• علمي طفلك التفاؤل، وحتى تتقن الأم هذا الأسلوب لا بد وأن تكون على وعي ومعرفة بقصص مليئة بالنجاحات، أو مراحل من الفشل ثم التتويج بالنجاح المبهر بفعل الإرادة القوية، كأن تحكي له قصصا عن الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مواقف من حياته كللت بالنجاح، أو حكايا من الواقع الذي نعيشه، لا بهدف التسلية فقط وإنما للإفادة أيضا، مع التركيز على أن الفشل ليس نهاية الحياة، وهذا ما أكده بول كولمان في كتابه " كيف تقولها لأبناءك " حيث نصح الآباء بمجموعة من الكلمات والتعبيرات التي لا بد من استخدامها أثناء التعامل مع أطفالهم، مركزا على نغمة الصوت الهادئة أثناء ترديدها، ومن هذه العبارات " لا بأس – الوقوع في الخطأ هو وسيلة تعلم الصواب – دعنا نرى كيف يمكن أن نحل ذلك سويا ".

• كوني قدوة لطفلك: وفي الحكمة الشرقية القديمة " قل وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر ، شاركني وسوف أتذكر" وهذه المقولة توضح أن أهم شيء في التربية هي الممارسات العملية، فلا أقول: عند بدء الطعام لا بد أن نذكر اسم الله. ولكن الأفضل أن أقول له هذه المعلومة عندما يبدأ في تناول وجبته بالفعل ونقيس على ذلك جميع المواقف كآداب الشراب ودعاء ركوب السيارة وآداب الاستئذان والسلام وقول الصدق وعدم الكذب وآداب العطاس والتثاؤب.
• الإكثار من عبارات المدح والثناء والتحفيز، مثلا عند الانتهاء من اللعب احفزه على إعادة ترتيب غرفته وادعم ذلك بأن النظافة من الإيمان وأن الله جميل يحب الجمال مع التقليل من ذكر عيوبه وعدم التركيز عليها.
• يجب ألا ننسى أثناء هذه المرحلة أن الطفل ما زال صغيرا فلا نرهقه بالتزمت والجمود والإثقال عليه بالحديث عن المحرمات وعذاب النار لمن يخالف التعاليم الدينية، ولكن الأحسن أن نحدثه عن الثواب والجنة وما بها من جمال، ولا نثقل عليه في الصلاة وإجباره على الالتزام بها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول " علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا ".
• استخدام مبدأ الثواب والعقاب مع عدم استعمال العنف في التربية، أو تعويد الطفل على العقاب بالضرب المبرح، فبحسب بحث لمركز ومختبر أبحاث العائلة بجامعة نيو هامشير الأمريكية، قارن بين معدلات ذكاء الذين تعرضوا للصفع في طفولتهم وآخرين لم يتعرضوا للصفع، فوجد أن الذين تعرضوا للصفع انخفض معدل ذكائهم كما أنهم أكثر عرضة لممارسة الانحرافات الأخلاقية عند الكبر كالاغتصاب والتحرش وانحرافات أخرى .
مهارات تساعد الآباء والأبناء
المرحلة الثالثة وهي مرحلة تكوين الشخصية واصطدام الطفل بالعالم الخارجي وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، فيتغير دور الوالدين من تربية إلى تربية وحسن إعداد لمواجهة الحياة، ومراقبة لسلوك الطفل الناتج عن تأثره بالعالم الخارجي،ومن ثم تأثره بمؤثرات كثيرة ومتنوعة، قد تضر بما تعلمه في المرحلة الثانية، وهنا لا بد من المتابعة ومساعدته على اختيار أصدقائه وعلى الأم أن تعي ضرورة الارتقاء بالذوق العام للطفل في هذه المرحلة، وتحصينه ضد المواد الإعلامية السيئة، وانتقاء الأفضل منها وبما يتناسب مع المرحلة العمرية ، والحرص على الصلاة وقراءة القرآن ، ولا ننسى اختيار المدرسة التي نضمن له فيها تعليما إسلاميا واهتماما بمبادئ وقيم إسلامية حميدة ، وعن طريقة التعامل مع هذه المرحلة أوجز كتاب "كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون" خمس مهارات تساعد الآباء والأبناء على العمل في إطار من التعاون وجو من الود والاحترام وهذه المهارات هي:
 وصف المشكلة: التركيز على المشكلة عندما يصفها لك أحد الأبناء وعدم التطرق لأشياء أخرى من أجل التأنيب.
 إعطاء المعلومات:الأبناء يدركون جيدا الهدف من إعطاء المعلومات.
 الإيجاز في الكلام: والابتعاد عن المواعظ و الشروح الطويلة التي لا يتقبلها الطفل في هذه المرحلة.
 أفصح عن شعورك : أي الصدق في التعبير عن مشاعرك سواء كانت بالإيجاب أو السلب.
 اكتب ملاحظة : و اترك ابنك يقرأها وسيشعر بالاهتمام .
نصيحة للآباء والأمهات
وعن أساسيات التربية الإسلامية يرى الشيخ عصام الشعار "باحث شرعي وعضو مجمع البحوث الإسلامية " أن دائرة المسئولية في الإسلام تتسع لتشمل كل فرد يعيش في هذا المجتمع؛ لأن مهمة صلاح المجتمع لا تقع على عاتق جهة بعينها، وإنما نطاق المسئولية يتسع ليشمل الجميع كلٌ حسب موقعه، ففي الحديث المتفق عليه "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته".
وقد اهتم الإسلام بالأطفال وأولاهم عناية بالغة؛ لتكون نشأتهم على المنهج الإسلامي نشأة صحيحة وهذا الاهتمام يبدأ منذ مرحلة الاختيار بالنسبة للزوجين، فالزوجة –الأم مستقبلا- مطالبة أن تختار الزوج الصالح صاحب الدين والخلق، وأيضا الزوج مطالب بأن يختار الزوجة الصالحة، وبتعبير آخر الزوجة وهي تختار فإنما تختار زوجا وأبا وكذلك الزوج يختار زوجة وأماً، ومن هنا كانت هذه المرحلة مرحلة خطيرة وبالغة الأهمية لأنه يترتب عليها ما بعدها.
ويؤكد الشعار بان عملية التربية عملية شاقة وصعبة وسبب ذلك أن هذه العملية لها جوانب متعددة فهناك التربية الإيمانية، والتربية الأخلاقية، والتربية العقلية، والتربية الجسدية، والتربية الاجتماعية ولذلك فالمسؤولية لا تقع على عاتق الوالدين فحسب ولكنها عملية تقع على عاتق المجتمع بأسره (الأسرة، المدرسة، النادي، وسائل الإعلام ....) فهي مسؤولية تضامنية سنحاسب عنها جميعا بين يدي الله عز وجل كلٌ حسب موقعه.
ونصيحتي للآباء والأمهات أن نتعلم ونسأل ونقرأ، فعملية التربية ليست عملية عفوية ارتجالية، ولكنها تحتاج إلى علم وصبر، ولن يقوم بواجب الحفظ والتربية والرعاية لأولاده إلا من آمن أن غرسه الطيب سيكون مدادا لصحيفة عمله الصالح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" منها "ولد صالح يدعو له" فصلاح الأبناء يجني الآباء ثمرته في الدنيا والآخرة، وعلى قدر عظم الثمرة تكون المشقة.
نصائح تربوية
وعن أسس التربية السليمة تؤكد الأستاذة وفاء أبو موسى المستشارة النفسية والتربوية أن من تربى على العنف والقسوة ينشا بها ومن تربى على الاحترام في السلوكيات ينشا كذلك ويعتبر علماء التربية والنفس أن السنوات الست الأولى من حياة الطفل تكون شخصيته المستقبلية, فالطفل يكتسب جوهر خبراته الأساسية عن الحياة من خلال سلوكيات الآخرين تجاهه وخاصة ما يصدر عن الأم والأب من أفعال وسلوكيات, واستعانت في ذلك بما وصانا به المصطفى صلى الله عليه وسلم بملاعبة ومداعبة وملاطفة الأطفال على اعتبار أن الإشباع العاطفي يمثل أهم احتياجات الطفل في سنوات عمره الأولى, كما نوهت إلى ضرورة استخدام الحزم في التربية بعد مرور الست السنوات الأولى مع العلم أن هنا فارق كبير ما بين القسوة و الحزم فالقسوة ينتج عنها العنف أما الحزم فينتج عنه القوة والقدرة على تكوين ذات ناجحة في الحياة.
وأشارت وفاء أبو موسى إلى مقترحات تربوية هامة تساعد الأم في تربية أبناءها ومنها:
• اجعلي بيتك ساحة مرنة لمواجهة اكتشافات طفلك للبيئة ولا تحرميه من هذا الشغف الفطري باتجاه المعرفة والتطور.
• أشبعى عاطفة طفلك ولا تسقطي غضبك عليه فليس له أي ذنب فيما تعانينه من أي ضغوط أسرية أو غير أسرية، واجعلي طفلك واحتك الجميلة التي ترسم على وجهك البسمة حتى في أصعب الظروف.
• عودي طفلك على الاستقلالية من الصغر منذ نعومة أظفاره فليكن له غرفته الخاصة ونظمى مواعيد غذائه وشرابه ونظافته، فهذا يكون لديه سمات الاستقلالية، ولكن عاطفة الأم تفسد هذا الأمر التربوي فتهرول ناحية الطفل لمجرد سماعه يبكى، وبذلك يكتسب الطفل وسيلة لتلبية رغباته الأنانية وغير الأنانية بالبكاء وهذا ما لا نريد إكسابه أطفالنا؛ لأنه يجعلهم يستخدمون حيلا سلبية لبلوغ أهدافهم كالكذب والمراوغة مستقبلا.
• أشركي طفلك في اختيار ملابسه وألعابه وملصقات غرفته حتى في صناعة طعامه، أو تنظيم غرفته أو دولاب ألعابه، هذا الأمر يجعل طفلك منتجا وفعالا في الأسرة وخارجها مستقبلا.
• أتيحي المجال لطفلك للرسم وأوجدى باستمرار الأوراق البيضاء والألوان واهتمي برسوماته حتى لو رسم في اليوم ألف رسمة، وعليك اختيار أفضل رسمة ليعلقها في غرفته الخاصة وبعد سن الثامنة شجعي طفلك على صنع لعبته بنفسه، ففي ذلك تتطور إيجابي كبير لمنتجه الشخصي في الحاضر والمستقبل.

http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3172


الكاتب

* رشا عبيد

هناك مقولة شائعة تقول "قوة المرأة في ضعفها"
وعملا بهذه المقولة، باتت المرأة تتباهى وتفتخر بضعفها وقلة حيلتها، وربما افتعلت أو اصطنعت ضعفها إرضاء للرجل أو إرضاء للمجتمع بأكمله، فبالرغم من مستجدات الحياة وتغير الظروف ما زال الرجل في مجتمعاتنا يبحث عن الزوجة المسكينة المستكينة.
في حين إذا رشحت له امرأة قوية الشخصية, سريعا ما يرفع الراية الحمراء معلنا الرفض وإملاء رغبته في النموذج الآخر إرضاء لرجولته.
وحتى لا يختلط الأمر علينا، فالمرأة القوية التي نقصدها ليست المتسلطة أو سليطة اللسان التي تفرض جبروتها وسيطرتها على الأسرة حتى تصبح الكلمة العليا لها، لاغية بذلك دور الرجل أو جعله من وراء صورتها.
ولكننا نقصد بالقوة هنا الثقة بالنفس أو المرأة المثقفة الذكية التي تعرف وتعي جيدا ما لها من حقوق وما عليها من واجبات, القادرة على التعامل مع الآخرين بكياسة، ومن لديها القدرة على مناقشة زوجها في مختلف أمور الحياة، والتعبير عن آرائها بشكل هادئ، أو رفضها لسلوك سيئ بطريقة غير مسيئة، والتي لا تقبل الإهانة.
دراسة اجتماعية
والغريب هو احترام الرجل لهذه المرأة الحازمة غير الساذجة، التي لا تسمح لأحد أن يلعب بمشاعرها، وذلك وفقا لدراسة أمريكية تؤكد احترام 90 % من الرجال للمرأة القوية بالرغم من رفضهم الارتباط بها معظم الأحيان.
فلماذا يرفض الرجل الارتباط بهذه المرأة ؟
وهل قوة الشخصية تتعارض مع طبيعة المرأة الأنثوية ؟
وما أهمية قوة الشخصية للمرأة ؟
آدم وحواء
على مدونته يحكي أحدهم قصة ارتباطه بزوجته المشهود لها بشخصيتها القوية وحزمها وعدم تهاونها مع أحد، في حين أنها تحمل الكثير من الصفات الجميلة، فهي مهذبة ومحترمة، متدينة جميلة، ومن عائلة مشهود لها بحسن السمعة، فتقدم لخطبتها وطوال فترة الخطوبة ظل مهموما مفكرا؛ لعل قوة شخصيتها تقف حائلا بين سعادتهما، أو يصبح عش الزوجية سفينة بقبطانين.
وفي يوم زفافه قال لها: "عزيزتي لطالما حلمت أن تقبل زوجتي يدي في أول ليلة لزواجنا". صعقت الزوجة وقالت في نفسها: "بدأنا ولم يبتعد الأهل سوى أمتار"، وما كان منها إلا أن استعاذت من الشيطان، وعالجت الأمور بروية، فلم تر أنه من الحكمة أن يحتدم الأمر بينهما من أول ليلة، وقبلت يده، فابتسم لها، وقال: ما طلبت منك تقبيل يدي إلا لأطمئن فقط. وما زال يحمد الله على اختيارها زوجة.
وترى "ليلى . م متزوجة" أن سنوات الزواج فيها الكثير من اللحظات السعيدة واللحظات المرة والصعبة، وإن لم تكن المرأة قوية الشخصية ، قادرة على التصرف واتخاذ القرارات، حازمة في تربية الأولاد ، فسوف تُتعب زوجها، وتنقاد إلى آراء من هم أكثر منها قوة، ولن تكون عونا له، بل حملا يضاف إلى هموم الحياة الزوجية. وتواصل: قوة المرأة لا تمنعها أبدا من أن تكون أنثى رقيقة، ممتلئة بالحب والحنان في لحظات الحب.
وعن تمني هذه المرأة زوجا ضعيفا يمنحها الفرصة للسيطرة تعلن "حسناء . ع" رفضها لفكرة التحكم في كل مجريات وأمور الحياة الزوجية، لأنها بذلك ستفتقد إحساس الأمان مع زوجها، أيضا ترفض أن تتزوج من رجل متسلط يحلل لنفسه الأخطاء، ويلغي شخصية زوجته تماما، وترى أن لها حقوقا مثل ما عليها من واجبات، تقول: "باختصار أنا أريد أن تكون الحياة معتمدة على التشاور والأخذ بالرأي" .
نساء مسلمات
وتتفق د . آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر مع هذه الآراء، وترى أن المرأة العربية المسلمة امرأة عظيمة وجليلة وقوية، أثبتت قوتها في شتى المجالات سواء في التجارة، كالسيدة خديجة، أم المؤمنين رضي الله عنها، التي كانت خير العون والسند لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة ،أحب النساء إلى قلب زوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، التي قيل عنها إنها أفقه الناس رأيا.
كما شاركت المرأة المسلمة في الغزوات فكانت نسيبة بنت كعب، رضي الله عنها، خير من دافع عن رسول الله حتى قال عنها: "ما التفت يميناً وشمالاً يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني". وكانت هند بنت عتبة، رضي الله عنها، امرأة شهد لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالثقة بالنفس عندما حاورته في بيعة النساء. ومنهن من أثبتت نفسها في مجال العلم كشهدة بنت أحمد البغدادي، الملقبة بفخر النساء، كانت من أبرز علماء الحديث وسمع عليها خلق كثير منهم ابن عساكر، وابن الجوزي، وعبد القادر الرهاوي، والشيخ الموفق، وانتهى إليها إسناد بغداد، وعمرت حتى ألحقت الصغار بالكبار، وكانت تكتب خطا جيداً لذلك سميت بشهدة الكاتبة.
أم ناجحة
ومن جهتها ترى نصير أن هذه المرأة غالبا ما تكون أما ناجحة، ولكن الرجل الشرقي يتصادم نفسيا معها، فعندما يرزق "أو يبتلى" بامرأة ذكية قوية الشخصية، يستشعر بأنها تستطيع أن تستغني عنه، فلا تغفر لها مميزاتها الأخرى وإن كانت زوجة صالحة ومتدينة، وتربي الأولاد على أكمل وجه، وهنا يظهر التصادم بين الزوجين، وتتنغص الحياة ويشيع عدم الرضا.
وتختتم نصير قائلة: الغريب أننا نجد الزوج ينكل بهذه الزوجة داخل الأسرة، ويفخر ويتباهى بها أمام الآخرين.
القالب المثالي للمرأة
الدكتور محمد المهدي، الطبيب النفسي ورئيس قسم علم النفس بجامعة الزقازيق المصرية، له رأي آخر، فيرى أن الموروث الثقافي للأجناس البشرية أو أغلبها، قد وضع المرأة في قالب معين يميزه الطيبة والحنان والطاعة والاحترام، لضمان الأمان واستقرار الحياة الزوجية. ويواصل: عندما يختلف هذا القالب وتتحول العلاقة إلى علاقة ندية يصبح الأمر صادما للرجل، ويفقد إحساسه بها كامرأة.
ويوضح د.المهدي أن التركيبة الفطرية للرجل يميزها "التفوق الذكوري"، والمرأة الذكية لا تتصارع مع هذه الفكرة، وتعطي الزوج الإحساس بأن الكلمة هي كلمته، وتسعى للتكبير منه أمام الآخرين وأمام الأهل والأولاد، ومن تفعل غير ذلك تفقد أنوثتها التي منحها الله إياها.
وعن أهمية قوة الشخصية للمرأة يرى الطبيب النفسي أنها إيجابية في مواجهة الحياة، كما تساعدها في تربية أمثل للأبناء، من أجل جيل صاعد متماسك، وما دامت في سياق العلاقة الطبيعية القائمة على الاحترام والطاعة والمودة تصبح مصدر قوة للمرأة، وقبول وسعادة وافتخار للرجل، ولكن إذا تحولت إلى حالة من الاستعلاء أو تضخم الذات في مواجهة الرجل ستفقد العلاقة قيمتها الطبيعية.
علاقة تكاملية
وعن حاجة الرجل إلى الارتباط بامرأة ضعيفة باعتبارها نموذجا أنسب، ترى الخبيرة النفسية الدكتورة داليا الشيمي أن الرجل إذا علم بأن مشاعر الحب وتعبير المرأة عما يدور بداخلها يحتاج إلى ذكاء، فيما يعرف بالذكاء العاطفي والوجداني، فلن يريدها ضعيفة مستكينة وغبية.
في حين تبرر الخبيرة النفسية رفض الرجل للمرأة التي تشعره أن باستطاعتها إدارة الحياة بدونه، أو التي تقلل منه وترى نفسها في مرتبة أعلى، أو تلك التي تنسى نفسها كامرأة عند احتياجه إليها.
وترى الشيمي أن الرجل في الحالات السوية يريد شريكة يتحدث إليها فتفهمه, وتحمل معه همه وتعمل كضميره الذي يعيده للطريق الصحيح، كما يريد من تفتح له نوافذ على مختلف جوانب الحياة, وكل هذه الأمور لا يمكن أن تقوم بها سوى امرأة ذكية مثقفة واعية.
وتختتم قائلة، يخطئ في حق المرأة الذكية من يتخيل أنها في حاجة إلى رجل لتقوده، فهي في أشد الحاجة إلى رجل قوي الشخصية، يقود سفينة حياتهم وتشعر معه بالأمان، فيحميها حتى من نفسها، إنها تريد رجلا له القدرة على السيطرة على زمام الأمور، رجلا يحسن لها ويستوعبها.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3180
رشا عبيد

أعلن في ماليزيا الأسابيع الماضية عن تأسيس ناد اجتماعي يحمل اسم "نادي الزوجات المطيعات" بهدف مكافحة الخيانة الزوجية والطلاق والعنف الأسري، وسيقوم النادي بتعليم النساء آليات صحيحة لإرضاء الأزواج والحيلولة دون لجوئهم إلى خيانتهن، أو معاملتهن بطريقة سيئة، عن طريق تقديم مجموعة من التدريبات والتعليمات للنساء ، تتضمن كيفية التعامل مع أزواجهن وإرضائهم.
وبعد أيام قلائل انتقل نادي الزوجات المطيعات إلى إندونيسيا، عازمين انتشاره في كل دول جنوب شرق آسيا .
فهل الزوجة هي المسئولة وحدها عن الخلافات الزوجية ؟
وكيف تؤسس الزوجة لحياة زوجية سعيدة ؟
ثم هل هناك زواج مثالي ؟
معايير اختيار الزوجة
الزوجة الصالحة هي أساس سعادة الأسرة، لذلك حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات الزوجة الصالحة في قوله: " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "
هذا بالإضافة إلى مواصفات أخرى فردية تكتسبها الفتاة من البيئة الاجتماعية المحيطة بها كاللباقة والذكاء في التعامل والتعاطف وإظهار الحب والحنان وتفهم طبيعة الزوج، والأهم حُسن العشرة .
ومع تغير الظروف وظهور الفضائيات والانفتاح على الثقافات الأخرى وأحيانا التقليد الأعمى، تبدلت المعايير لدى كل من الرجل والمرأة في اختيار نصفه الأخر ، فالرجل أصبح يضع الشكل الخارجي في قائمة أولوياته، ويشترط في زوجة المستقبل أن تكون جميلة رقيقة، تحبه بإخلاص وبلا حدود، وتعامله كطفل صغير مدلل، تجيب جميع طلباته، ولا مانع أن تعمل كجارية، وفي آخر القائمة حبذا لو كانت على درجة من الأخلاق والتدين.
أما المرأة فباتت ترغب في زوج يبقى عاشقا وفيا كأبطال المسلسلات التركية التي هبطت علينا كالسيل بين عشية وضحاها، راسمة صورة وردية للحياة الهانئة الزاخرة بكل شيء إلا من تحمل المسئولية الأسرية.
ونظرا لأن اختيار كلاهما للآخر تم على أسس وهمية أو أحلام غير واقعية، فلا يقدر لها أن تعيش طويلا على أرض الواقع، ليس هذا فحسب بل إنها تعجل من الصراعات والخلافات الزوجية خاصة مع تمرد المرأة على زوجها الذي صورته الفضائيات بأنه متسلط وظالم وناهب لحقوقها، وهذا ما يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في العالم العربي بشكل عام، وما يفسر أيضا لجوء الزوج إلى الخيانة وبالتالي زيادة في أعداد الأطفال غير الشرعيين.
ولأن المرأة تختلف بطبيعتها الأنثوية عن تركيبة الرجل ، لذا كان لزاما على كليهما فهم طبيعة الآخر وتفهم ما يحتاج إليه، والتعامل على أساس هذا الاختلاف في النوع والحاجات، لتخطي مثل هذه الخلافات ... ولكن الرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريد الرجال، كذلك النساء يعطون ما يريد النساء فكل منهما يفترض خطأ أن لدى الآخر نفس الحاجات والرغبات ونتيجة لذلك تبدأ المشاكل والصراعات .
فن إرضاء الزوج
وهذا ما يؤكده جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة "، ولأننا هنا بصدد الحديث عن المرأة فهذه بعض من النصائح التي تقدم بها الكاتب لهن " الزهريات " لتحقيق السعادة الزوجية :
1. يحتاج الرجال في المقام الأول إلى الثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والاستحسان والتشجيع .
2. الرعاية الزائدة تخنق الرجل، فملاحقة الزوجة لزوجها بالأسئلة والاهتمام بكل صغيرة في حياته تضع الرجل في حالة مزاجية سيئة، فالمرأة تفعل كل هذا من قبل الرعاية والاهتمام لأنها لو حظيت بنفس هذا النوع من الدعم ستكون ممتنة، ولكن الرجل يريد أن تحبه المرأة وتثق به دون قيد أو شرط .
3. توقفي عن محاولات تغيير زوجك أو تحسينه ، فالمرأة تظن أن محاولاتها لتحسينه عن حب ، لكنه يشعر أنه محكوم ومتلاعب به ومرفوض، وسيرفضها بعناد، لأنه يشعر أنها ترفضه. وعندما تحاول امرأة تغيير رجل فإنه لا يحصل على الثقة والتقبل الودي الذي يحتاج إليه حقا كي يتغير وينمو.
4. حين يختلف الأزواج تتحول مناقشاتهم إلى مجادلات ثم من دون إنذار إلى معارك، لذلك على الزوجة أن تتخذ قاعدة أساسية في حياتها بعدم المجادلة، وبدلا من ذلك عليها مناقشة الحجج المؤيدة والمناقضة لأمر ما، أي تفاوض وليس جدال، فما يؤلم في الجدال ليس ما نقوله ولكن كيف نقوله، فبعض الأزواج يتجادلون طول الوقت ويموت حبهم تدريجيا ، وعلى الطرف الآخر يكبت بعض الأزواج مشاعرهم من أجل تفادي الصراع ولكي لا يتجادلون، ونتيجة لكبت مشاعرهم الحقيقية يفقدون الصلة بمشاعرهم الودية ، فأحد الأزواج يشن حربا والآخر يشن حربا باردة.
5. كوني يقظة لتقدير الأشياء الصغيرة التي يفعلها زوجك من أجلك بابتسامة وشكر ، والرجل يحتاج إلى هذا التقدير والتشجيع ليستمر في العطاء، ويتوقف عن العطاء عندما يشعر أنه عرضة للاستخفاف.
6. قد يصل الخلاف أحيانا إلى حد لا يجدي معه الحديث، حينها يكون على الزوجة كتابة رسالة لشريكها فعندما تكتب النساء الرسائل يصبحن أكثر ثقة وتقبلا وتقديرا.
الزواج الناجح
وفي نفس السياق ترى دكتورة ميرفت عبد الناصر في كتابها " هموم المرأة " أن الإجابة على إمكانية وجود زواج مثالي ليست سهلة ولكن هناك مقولة حكيمة تقول: إن القاعدة الأساسية لسلامة أي علاقة هي اقتناع الطرفين بأن الحقيقة الإنسانية حقيقة شخصية نابعة من رؤية فردية ذاتية وليست قابلة للتطبيق على كل إنسان وكل موقف.
موضحة مجموعة عوامل رئيسية تؤهل العلاقة الزوجية للنجاح والاستمرارية وتعطي فرصة للزوجين في الشعور بالأمان والسعادة والامتنان من أهمها :
أولا: عدم وجود فارق واضح في ميزان القوة في العلاقة، بمعنى ألا يكون هناك طرف مسيطر تماما وآخر خاضع مستسلم يقوم فقط بتنفيذ ما يراه الطرف الآخر مناسبا أو صوابا، ولهذا فضروري أن تتحد شخصية كل من الطرفين في العلاقة وأن لا تنطمس معالم شخصية أحدهما في شخصية الطرف الآخر.
ثانيا: أن يكون هناك احترام للفردية في محتوى العلاقة واحترام حرية الاختيار الشخصي لكل منهما مع المقدرة على تبادل وجهات النظر، والإيمان بأن الحلول الوسط ليست تنازلا أو لونا رماديا مكروها بل هي تطورا طبيعيا وعلامة على النمو والنضج النفسي للفرد .
ثالثا: أن يتصرف كل من الزوجين في إطار الحاضر ومعطياته وتجنب الرجوع المتكرر للماضي .
رابعا: مشاركة الزوج لزوجته الجوانب الإيجابية في الحياة وعدم التركيز في الحديث المتكرر عن السلبي والسيئ والمحزن والاسترسال في الحديث عن المشكلات ، بينما لا تأخذ الجوانب الإيجابية الأهمية المطلوبة وتمر أحداثها كأن شيئا لم يكن ، ولهذا تذكُر المفرح في الحياة وتهنئة كل طرف على نشاطاته ومجهوداته ونجاحاته داخل أو خارج العلاقة من أهم أسباب النجاح.
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3200

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

رجال يرفعون شعار : خلوها تتاهل قبل الزواج

رشا عبيد

يبدو أن خلافات كل من الزوج والزوجة ستظل تسير في دائرة مفرغة، وكأنهما اتفقا ضمنيا على عدم الرضا بما يقدمه الطرف الآخر ؛ فإن تزوج الرجل امرأة مثقفة اتهمها بالتقصير في رعايتها لبيتها, وإن أثبتت مهارتها في أعمال المنزل زعم أنها لا تجيد غير الطبيخ، وإن اهتمت به تحجج بأنها لا تعطيه أي فرصة يحس فيها بحريته , وإن أهملته يعلن أنها لا تصلح زوجة وأنها في أشد الحاجة للتأهيل والتدرب على شئون الزواج.
هل الفتاة السعودية مسرفة؟
هذا ما أكدته دراسة سعودية حديثة بمبادرة من "اللجنة الوطنية لتيسير الزواج" بحسب موقع " أم أس إن أرابيا " عندما كشفت أن 63 % من الأزواج، يتهمون الفتاة السعودية بأنها ليست مدرّبة لتكون ربة منزل حقيقية، وأنها مسرفة، وتخصص لأصدقائها وأسرتها وقتاً أكبر مما تخصّصه لبيت الزوجية.
ورأى المشاركون في الدراسة أن الفتاة السعودية لا يتم تأهيلها للزواج بدرجة كافية، وليست لديها الرغبة في أداء الأعمال المنزلية اليومية من طبخ وغسل وكواء، ورعاية الطفل المريض أو مساعدة الأطفال في أعمالهم، واعتبر 85 % من المشاركين أن النزاعات الزوجية مالية بسبب الإسراف , فالفتيات اللاتي نشأن في أسر ميسورة الحال يتوقعن أن يهيئ لهن الأزواج نفس المستوى المعيشي، ولديهن إصرار على جلب سائق وعاملة منزلية حتى وإن مثل هذا عبئاً على ميزانية الزوج. ولذلك طالب المشاركون في الدراسة الأمهات بتدريب بناتهن على مهارات الأعمال المنزلية وإدارة ميزانية الأسرة، كما طالبوا باختبار الزوجة في أعمال المنزل قبل الزواج، وإن فشلت تحصل على تدريب آخر.
فما رأي الفتاة السعودية في مثل هذه النتائج ؟
وهل تقبل بدورات تاهيلية إجبارية واختبار قبل عقد القران ؟
ثم أي النساء تلك التي يبحث عنها الرجل ؟
افتراءات غير صحيحة
على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي انتشرت التعليقات حول نتائج هذه الدراسة فرأت "أم الجوري" أن كل هذه الافتراءات غير صحيحة ومجحفة، وفيها ظلم لكثير من الفتيات السعوديات، فأغلب النساء ممن يقدسن الحياة الزوجية، والمرأة السعودية تهتم بمنزلها وأولادها، وهم عندها في مهام الأوليات قبل كل شيء، ورأت أن عينة الدراسة غير ممثلة للواقع الاجتماعي في السعودية، متسائلة: لماذا لا يتم تسليط الضوء على الرجال، فقد يكونون هم الأولى بمثل هذا التدريب، وطالبت بإجراء دراسة لاكتشاف الرجال غير المؤهلين، وضرورة عمل اختبار لهم في تحمل المسئولية وتوفير الحياة الكريمة.
وعلى صفحات الفيس بوك توالت ردود الأفعال وأصبحت أشبه بمعركة كلامية كل يحاول أن ينتصر لرأيه، فيرى "عائض درويش" أن كل هذه النتائج صحيحة 100% وأتبعها بعبارة "معظم البنات وليس كلهن " مستنكرا حال الفتاة التي أصبحت تأبى أن تحضر لنفسها كأس الماء، وتكتفي بإصدار أوامرها للخادمة التي أصبحت شعار الأسرة السعودية، متمنيا أن تقوم المؤسسات الاجتماعية بإلزامية هذه الدورات .
وعلى الفور ظهر رد آخر من إحدى العضوات مؤكدة عدم إنكارها لوجود بنات بمثل هذه الصفات، ولكن هن بالنهاية لا يتزوجن من عالم آخر، ولكن يتزوجن رجالا من نفس جيلهن ونفس التربية، فإن كانت لا تعرف الطهو فهو لا يجيد الذبح "يعني الحال من بعضه ".
هل يلزم تأهيل الفتاة؟
وعلى الجانب الآخر رحبت العديد منهن بفكرة الدورات التأهيلية للفتاة قبل الزواج، غير مباليات بالدراسة وما آلت إليه، وتمنت " س ا " أن تكون إجبارية؛ لأن الفتاة بطبيعتها تبحث عن معلومات تفيدها في حياتها الزوجية، لكن بعضهن يبحثن في الأماكن الخطأ. وتواصل: مثل هذه الدورات مفيدة للفتاة ولأجيال المستقبل، فالمرأة إذا تعلمت كيف تكون زوجة وكيف تكون أما، تكللت حياتها الزوجية بالنجاح. وأضافت: هناك بالفعل مراكز للتأهيل ولكنها اختيارية وغير ملزمة .
فهم طبيعة الرجل
وفي نفس السياق يرى استشاري الطب النفسي, البروفيسور طارق الحبيب في إحدى الحلقات التلفزيونية أن الأمهات والآباء في مجتمعاتنا لا يعدون الابن لكي يكون زوجا مميزا أو ناجحا على حد أدنى، ولكنهم يعدونه لكي يكون ابنا بارا، وكذلك البنت حينما تربيها أمها تعدها لتكون ابنة بارة, تقية ومطيعة لأمها وأبيها، وليست زوجة، ودور البنت كزوجة تقوم على اجتهادات حيث تسأل البنت صديقاتها، وتعتمد على أقوالهن ونصائحهن التي ربما تكون خاطئة.
ويواصل: ظروف المجتمع ومستجدات الحياة تجعل الأم غير مؤهلة لتأهيل الفتى والفتاة، لذلك أدعو الأمهات لتلقي مثل هذه الدورات التأهيلية بشرط أن تكون عملية وليست نظرية، وعلى الفتاة أن تستفيد من خبرة الأمهات، ولا مانع من المشاركة في الدورات، وعليها أن تتفهم طبيعة الرجل في مجتمعها، فلو فهمته جيدا لعرفت كيف تتبعل له، ولو فهمت أن من طبيعة الرجل الحق في السيادة والتوجيه والأمر والنهي، لعرفت كيف تسير بالأسرة إلى بر الأمان.
واختتم موضوعه بضرورة أن تعرف الفتاة أن علاقة الزواج لا تقاس بعلاقة الأخ أو علاقة زميل العمل.
أهمية التدبير الاستهلاكي
ويتفق معه الشيخ الطبيب محمد خير الشعال الذي رسم خطوطا عريضة لتأهيل الفتاة للزواج في دورته التأهيلية للحياة الزوجية، فيرى أن الزوجة عليها أن تلتزم بواجباتها نحو زوجها، إذا أرادت قربا من الله تعالى ، فالزوج أعظم الناس حقا على الزوجة من أهلها وصديقاتها وغيرهم، لذلك على الأمهات تدريب بناتهن على طاعة الزوج .
وأن مال زوجها أمانة فيحرم عليها أن تتصدق منه إلا بإذنه، فما بالنا بما ترميه في القمامة من بقايا الكثير من الأطعمة، التي يتعب الزوج ويشقى للحصول عليه. معلنا: أننا في حاجة إلى دورة لتعليم التدبير الاستهلاكي، لأننا -بحسب كلامه -لم يعد لدينا مشكلة في كسب المال، إنما المشكلة في كيفية إنفاقه، ويتمنى الشعال أن تتعلم الفتيات من جدات الماضي، اللاتي كانت الواحدة منهن تقتصد في كل شيء ، فإذا أحضر لها الزوج اللبن شرب الأولاد والباقي تخاف أن يتلف فتصنع به أرز بالحليب، وإذا كان الأولاد لا يشربون الحليب نجدها تحول الحليب إلى لبن حتى يشربون منه، وإذا أحست بأي زائد صنعت منه الجبن، فنجدها تعتني بالنعمة إلى أدق الأمور، فلا ترمي حبة واحدة من الأرز ، ولا تفقد ملعقة من الزيت.
ويستنكر حال حاويات القمامة حاليا الممتلئة بكل ما هو نافع، حتى أن هناك أناسا صاروا يعيشون على هذه القمامة .
ويدعو الشعال الفتاة إلى عدم التأثر بما تشاهده في التلفاز، وما يصوره لها بأن الفتاة شأنها فقط الاهتمام بالماكياج والعطور والوقوف أمام المرآة، لأنهم بذلك يخططون لتدمير بيوتنا.
ويؤكد أن نجاح الأسرة يتوقف على معرفة كل طرف بما يريده الطرف الآخر وتلبية حاجاته ، وفي هذا الصدد أشار إلى استبيان قام به أحد القضاة الشرعيين على مائتي زوج وزوجة، مختلفي المستوى الاقتصادي والعلمي وكذلك الانتماء الديني، وبين الاستبيان إجماع هؤلاء الأزواج على أن أول ما يريده الزوج من زوجته هو الاهتمام بالبيت، فالرجل لديه برامج طويلة خارج البيت، لذلك نجده في حاجة إلى امرأة أمينة تحمي ظهره ، وترعي له بيته وماله ، وتربي أبناءه وتصون عرضه.
وأنهى دورته بنصيحة للزوجات والفتيات المقبلات على الزواج أن يعلمن أن اهتمامهن ببيوت أزواجهن هو أكبر شيء ينلن به رضا وسعادة أزواجهن ، وبالتالي يحيى البيت في عيشة هانئة .
http://wafa.com.sa/new/wafaa/node/3144

زوار الوفد : لو بتحبيه بشبكتك ساعديه



كتبت- رشا عبيد
الاربعاء , 07 سيبتمبر 2011 16:32

أحدثت الاستشارة الخاصة ببيع الزوج لشبكة عروسه بعد الزواج حالة من الجدل بين زوار البوابة على صفحة الوفد على الموقع الاجتماعي فيس بوك، ولم يكن غريبا حالة الاستنكار والرفض شبه العام من غالبية الرجال لسؤال القارئة الذي ورد إلى البوابة عن أحقية الزوج في بيع الشبكة التي قدمها لعروسه والتي وافق طواعية على شرائها لها أثناء الخطوبة.

وإجماعهم على حق الزوج في شبكة زوجته إذا دعته الظروف لذلك رغم رأي الدين الذي حسم القضية لصالح الزوجة واعتبر الشبكة جزءا من المهر أو هبة للعروس لا يحق له استردادها.

ومن بين هذه التعليقات كتب Gedo Behiry : بكل تأكيد من حقه, وواصل قائلا: يعني هاشحت ومراتي يا فرحتي لابسة دهب .

ويؤكد نفس الرأي Mostafa Mohamed قائلا: من حقي طبعا مش كفاية إن أبوها ديني في ثمنها.

ويقسم محمود فتحى ال حماد بأنها من حقه وأن هذه الزوجة لو كانت تدين لزوجها بالحب لأعطته إياها ووافقت دون سؤال. بينما يتساءل Mostafa Labeeb: لماذا وافق العريس من البداية على شبكة بمبلغ كبير، رغم إيمانه بأحقية الزوج في هذه الشبكة .


الشبكة شكليات وبس


وعلى الجانب الآخر, هناك من يرى عدم أحقية الزوج في الشبكة مع الإشارة إلى دور الزوجة في مساعدة زوجها لحين ميسرة، فكان رأي Islam Hassan : مش من حقه, ولكني أعتب على الزوجة أنها لا تريد فعل ذلك من تلقاء نفسها, فإن لم تقف هي مع زوجها في موقف كهذا إلى من سيلجأ إذن؟!


ويدعو إسلام ربه قائلا: اللهم ارزقني الزوجة الصالحة بنت الأصول التي تقف بجواري وتعينني وقت الأزمة. ويرد عليه Ahmed Khalil قائلا: الشبكة والمؤخر حق للعروسة لا يجوز التفريط فيه، ولكن الحياة الزوجية ارتباط قوى بين الزوجين فإن وقع ضرر على أحد الزوجين على الثاني أن يأخذ بيده، ومن هنا على الزوجة أن تقف بجانبه حتى يعبر هذه المحنة بسلام ثم يعوضها بأحسن منها مادام هو بخير ويواصل, مش حتنفعها الشبكة لو أصابه مكروه .

ويعبر Redaa Shoman عن رأيه معاتبا الزوج: كان مفروضا على الزوج أن يقبل ما يقدر عليه ويستطيع شراءه من الشبكة - ولكن يمكن بيعها لضروريات الحياة من مبدأ المشاركة بين الزوجين إذا كان الزوج يبذل أقصى طاقته لحياة كريمة - وكان مثالا للزوج الجيد.


دين واجب السداد


وفي المقابل وكما هو متوقع كان للجنس الناعم رأي آخر, فتكتب Marwa Hafez: أديها له ولكن أمضيه على شيكات بثمنها حتى تظل دينا عليه .
وتشاركها الرأي Doaa Esmat التي ترى في موقف الزوج نوعا من الغش وأنه كان عليه أن يعلن عن مقدرته ومدى استطاعته, "مش يغشهم علشان يتجوز و بعد كده يبيع الشبكة".

وتواصل, لو كان عاوز يقضى مصلحة ماشي مفيش مانع أن تساعده الزوجة, إنما مجرد إنه أصلا شاحت فلوس الشبكة على أمل الجواز وإنه بعد كده ياخدها لتسديد ما عليه فهذا هو الغش بعينه.

وكعادة الشعب المصري وخفة ظله ظهرت بعض التعليقات المرتبطة بالثورة وما نعيشه من أحداث, فينصح Mahmoud Elkhateeb الزوجة بعمل مليونية وطالبها بإعدام زوجها قائلا: "واللي يسألك قولي له دي ثورة, أصله من فلول النظام ".

ويلعب باز باز على الوتر الحساس فيقول لصاحبة السؤال: " احمدي ربك إنه جاب شبكة أصلا في الظروف اللي البلد فيها.. هي الناس لاقيه تاكل, بلا نيلة".


الشبكة من حق الزوجة

وفي تعليقها على هذه الآراء والتي أجمعت على مساعدة الزوج بصرف النظر عن حقه أو عدم أحقيته للشبكة, ترى دكتورة نعمت عوض الله, المستشارة الاجتماعية والنفسية، أن مهر الزوجة من حقها، فلو افترضنا أن الزوج دفع مقدما لشراء سيارة مثلا واشتراها فهل يجوز له سحب المقدم مرة أخرى بعد شهرين ؟

وتواصل: يعتبر المهر استحلالا للزوجة يرفع معنوياتها ويطيب نفسها أيا كان مقداره، فقد جاء رسول الله رجل يريد الزواج ولا يملك شيئا فقال له الرسول، صلى الله عليه وسلم: " التمس شيئا، فقال له الرجل لا أجد، فرد عليه رسول الله " التمس ولو خاتما من حديد".

ومن هذا المنطلق إذا اعتبرنا الشبكة جزءا من المهر أو هبة من العريس ففي الحالتين لا يحق للزوج أن يأخذها إلا بإذنها ورضاها، وأن يعلم أنها ليست مجبرة على إعطائه إياها، وهنا يصبح من الأفضل أن يقدم العريس ما في استطاعته حتى لا يضطر لمثل هذا الموقف وحتى لا يتسبب في إصابة الزوجة بمشاعر الضيق والحزن حالة بيعهم .

خاتم ودبلة كفاية

وترفض عوض الله الخلافات والانقسامات والمواقف السخيفة التي نراها بسبب الشبكة, وتحث كل متقدم أن يعلم أن كل عروسة لها مهر المثل " أي مهر من يماثلها من نساء عائلتها "، فإن كانت إمكاناته أقل من مهرها, إما أن يقبله أهل العروس كما هو بما يستطيع ويجنبونه التورط في الاستدانة من هنا وهناك وتراكم الديون عليه، وإما أن ترفضه مباشرة, وعليه أن يضع التكافؤ الاجتماعي نصب عينيه .

وعن المغالاة في الشبكة والمهور تقول دكتورة نعمت: في ظل ارتفاع تكاليف الحياة أصبح الشاب يحس بأزمة حقيقية ويعاني ضغوطا شديدة عند الزواج, وبعد الثورة المصرية لابد أن يشمل التغيير كافة مناحي الحياة ولن يكون هذا التغيير إلا بتغيير كل فرد من سلوكياته وطباعه للأحسن, فلا مانع من خاتم ودبلة لتيسير الزواج.

وتواصل: فثلثا المتزوجين لا يلبسون ذهبهم ويحتفظون به كما هو، ولكننا نضحك على بعضنا البعض ونضع الزواج في إطار من النفاق والكذب حتى نرضي الناس ونتباهي أمام الأهل والجيران والمستفيد الوحيد في هذا الموضوع هم المتفرجون.


الزوجة الأصيلة

وتتفق المستشارة الاجتماعية والنفسية مع الآراء الرامية إلى مساعدة الزوج في محنته وتقديم العون والمساعدة له فتقول: العلاقة الزوجية هي علاقة إنسانية أساسها المودة والرحمة, لذلك على الزوجة أن تبادر بمساعدة زوجها في محنته وظروفه الصعبة وأن تقف بجواره وتساعده وتقدم له كل ما تستطيع حتى ولو كان ذهبها الخاص بها شخصيا، مش الشبكة بس، وخاصة لو كان زوجا محترما يخاف الله ويصونها ويحافظ عليها ويكرمها ويعطيها حقها.

وتؤكد أن من يعز زوجته ويحسن معاشرتها ويعرف معنى القوامة جيدا لن يطلب الشبكة، ولكنها هي من ستقدمها له دون طلب حال إحساسها بأزمته أو حاجته وإن لم تفعل فهي زوجة عديمة الأصل لا تستحق الحياة في بيته .

وتكمل: على الزوج أن يعلم جيدا أن هذه الشبكة تظل دينا عليه حتى الموت وعليه أن يسعى جاهدا لتسديد هذا الدين ويذكر نفسه دائما أنه أخذ شيئا ليس من حقه، والدراما المصرية قدمت لنا أروع المشاهد المعبرة عن ذلك في مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي " عندما طلب " عبد الغفور البرعي" ما تتزين به زوجته " فاطمة " من ذهب وأعطته إياه كاملا بنفس راضية وعندما فتحها الله عليه قدم لها الأحسن .


إلا الشيكات

وتختلف عوض الله تمام الاختلاف مع الآراء الداعية لإمضاء الزوج على شيكات أو وصل أمانة لحين إرجاع الشبكة أو ما يعادل قيمتها مرة أخرى، وترى أن مثل هذه التصرفات تحول العلاقة الزوجية من علاقة إنسانية في المقام الأول إلى علاقة تجارية لا تصلح مع الحياة تحت سقف واحد، كما تعمل على انهيار الثقة بين الزوجين، وتنهي كلامها بتساؤلها, كيف لا تأمنه على أموالها وقد ائتمنته على نفسها ؟

موضوعات ذات صلة:

زوجي يريد بيع الشبكة .. هل هذا حقه؟
http://www.alwafd.org/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9/84-%D9%87%D9%88%20%D9%88%20%D9%87%D9%89/91880-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D9%83-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%87-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%AA%D9%83

المصري اللي على حق .. يقول للتحرش لأ



كتبت - رشا عبيد
الأثنين , 29 أغسطس 2011 23:59

عيد بلا تحرش ولا انتهاك لخصوصية النساء، عيد كرامة للجميع بلا تمييز ولا اغتصاب للضعيف .. هكذا قرر الشباب المصري نقل أخلاق ميدان التحرير وروح ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم بأكمله إلى كافة مناحي الحياة وخاصة تلك التي تشوبها بعض السلوكيات الخاطئة , فظهرت العديد من المبادرات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) والتي تهدف جميعها لعيد آمن وخالي من التحرش الجنسي لجميع المصريين خاصة مع عدم التواجد الأمني

, وكأنهم بذلك يعلنون ثورة جديدة, لكنها هذه المرة ثورة أخلاق لاسترجاع أخلاق وروح المصري الأصيلة والتي افتقدناها لسنوات وحتى تعود لنا مصر بلد للأمن والأمان .

وتأتي هذه المبادرات بعد تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع المصري وفشل السيطرة عليها , فبحسب التقارير الأخيرة الصادرة عن المركز المصري لحقوق المرأة تمت الإشارة إلى زيادة جرائم العنف التي ترتكب بحق المرأة وفي مقدمتها جرائم التحرش حتى فقدت المرأة المصرية الشعور بالأمان أثناء سيرها في الشارع, كما تشير تقارير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية إلى اغتصاب امرأتين كل ساعة في مصر, وعن التحرش في الأعياد حدث ولا حرج .

مش هسكت ولا هخاف

ولان العيد هو الذكرى السنوية للتحرش الجنسي مع خروج الفتيات إلى الأماكن العامة والمتنزهات , دعت " نعمة جمال " أدمن صفحة " أنا مش هسكت على التحرش " على الفيس بوك والتي وصل عدد أعضاؤها إلى ما يقرب من 1500 مشترك, إلى إقامة لجان للتصدي للتحرش الجنسي في العيد على غرار اللجان الشعبية أيام الثورة تحت شعار " أنا مش هسكت ولا هغمي عنيا .. ولا هخاف من رأي الناس فيا .. هافضح المتحرش في الشارع ومش هقبل إني أبقى هافية .. هو المريض هو الغلطان .. هقول مش هخاف , العيب مش فيا " .

وعن فكرة الصفحة تقول نعمة جمال : بعد أن تعرضت أنا وغيري من الفتيات للتحرش في الشارع وبعد العزم على عدم الخوف والسكوت مرة أخرى على هذه الظاهرة, جاءت فكرة هذه الصفحة التي تهاجم الاستمرار في السكوت والخوف حتى لا تتفاقم ظاهرة التحرش أكثر من ذلك، خاصة مع زيادة حلات التحرش الجنسي والجماعي في الأعياد، ولا يخفى على الجميع أن هذا العيد تحديداً له ظروف مختلفة نظراً للفراغ الأمني الملحوظ .

هاخرج وهافرفش

إن لم يكن الخروج في العيد بصحبة العائلة في أماكن بعيدة عن الزحام، يبقى المنزل المكان الآمن للفيات في أيام العيد والمناسبات .. ولكن هذا العام بادرت نعمة جمال بتوجيه دعوة إلى الفتيات للخروج والتنزه بلا خوف فقط عليهن التحلي بروح الشجاعة من أجل مقاومة سرطان التحرش، فجاءت صفحتها على "الفيس بوك" بعنوان "في العيد هاخرج وهافرفش ومش هاسكت على التحرش" .

وقالت نعمة في دعوتها إلى البنات : " إلى كل بنت في مصر متخافيش تخرجي في العيد، مش هنخلى التحرش يقعدنا في بيوتنا، مش هنخاف تاني خلاص، ومش هانسكت على التحرش، ولكل ولد في مصر، لو شفت حد بيعاكس بنت أو بيتحرش بيها، أوعى تسكت على الغلط، متسكتش على التحرش".

إيد واحدة

روح الوحدة التي سادت بين الشباب في ميدان التحرير طوال أيام الثورة، انتقلت إليهم أيضاً في ثورتهم على التحرش الجنسي، فتكاتفت جميع الصفحات الداعية إلى مواجهة التحرش سوياً، متخذين اللجان الشعبية في مواجهة البلطجية سبيلاً لمواجهة التحرش أيضاً .

فتعاونت خريطة التحرش الجنسي (خريطة على الانترنت http://harassmap.org/ تتيح للفتيات إرسال تقارير فورية يتم فيها تحديد نوع التحرش ومكانه، وتقدم الحل إليهم)، مع صحفة "في العيد هاخرج وهافرفش ومش هاسكت على التحرش"، وصفحة " لجان شعبية ضد التحرش في عيد الفطر 2011 " ( تهدف لتكوين لجان شعبية في مناطق وسط البلد والمهندسين ومدينة نصر) .

اللجان الشعبية موجودة أيضاً في الاسكندرية عن طريق تكاتف شباب الأحزاب ومجموعة من النشطاء وعدد من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، وذلك من خلال حملة "أولاد البلد" تحت شعار " عيد امن لبنات الإسكندرية".

مكتسبات الثورة

من جانبها تفسر أميرة بدران , المستشارة الاجتماعية، ظهور تلك المبادرات بأنها نوع من شعور الشباب بالمسئولية بعد حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي تشهده البلاد.

وتتابع : وذلك على عكس ما تخيل الجهاز الأمني عندما وضعنا في هذه الحالة حتى نعرف مدى أهميته ونتراجع عن أهدافنا أو نتقدم بخالص الاعتذار له .

وترجع بدران حالة الحماس الملحوظة لدى الشباب بعد الثورة، إلى أن الشباب في عهد مبارك كان يتملكه احساس بعدم أهميته في المجتمع وأنه فرد مهمش، وبالتالي كان يتراجع عن المشاركة الفعالة في حل المشاكل الاجتماعية المحيطة به، أما الآن اكتسب الشباب إحساس بالمسئولية وتحمس للتفكير الإيجابي في الكثير من المبادرات والعمل بشتى السبل على إنجاحها والترويج لها أو توعية الآخرين بها وتحميسهم على المشاركة .

بديل الشكوى

ويتفق معها في الرأي الدكتور أحمد عبد الله ، استشاري الطب النفسي، قائلاً : إيجابية الشباب ومبادرته بحل مشاكل المجتمع المحيط به ، جاءت بمبادرات ذاتية كبديل عن الشكوى واللوم، وإن مثل هذه المبادرات تؤكد على وعي الشباب بقضايا مجتمعه ونظرته العصرية في تقديم الحلول لها, ويعتبر الانفلات الأمني عاملاً إيجابياً في ظهور مثل هذه المبادرات وخلق مناخ مناسب لها فقبل الثورة كان هناك جهة أمنية نلوم عليها , أما الآن فقد سقطت الشماعة .

ويؤكد استشاري الطب النفسي، أن هناك أسباب كثيرة للتحرش الجنسي ومادامت هذه الأسباب موجودة ستظل الظاهرة موجودة، وبالتالي فإن زيادة القبول والتأييد والمشاركات لهذه المجموعات الداعية إلى التغيير الإيجابي عبر شبكات التواصل الاجتماعي يعطينا تفاؤلا لاستقبال عيد مميز , يحمل معه نفحات التغيير بعد الثورة .

موضوعات ذات صلة:

لجان شعبية ضد التحرش الجنسي

خريطة التحرش: الانترنت واللجان الشعبية لحماية النساء

المصرى لحقوق المرأة يستنكر "فصل النساء" في صلاة العيد
http://www.alwafd.org/?option=com_content&view=article&id=88699

قبل ان تكون ابا .. كن صديقا لابنائك



كتبت - رشا عبيد
الاربعاء , 24 أغسطس 2011 14:01

بعد أن تغير نمط الحياة وأوكل الأب مهمة تربية الأبناء كاملة إلى الأم ليوصل ليله بنهاره لجلب المال وتأمين مستقبل مادي مناسب لأسرته ، أصبح محل اتهام من الأبناء بتناسيه الاهتمام بالجانب النفسي والانفعالي لهم ، واقتصار دوره على الانفاق فقط ليصبح بنكا متنقلا يقضي يومه كله في السعى خوفا من إشهار إفلاسه .

ولأننا في شهر الخيرات وشهر الثورة على النفس وتغيير سلوكياتنا الخاطئة , إليك هذه الخطوات التي تعينك كأب على تغيير طريقتك في التعامل مع أطفالك، حتى تنجح في إقامة علاقة حميمة معهم وحتى لا تُتهم بالسلبية أو التقصير..

روشتة حب أبوية

1. لا تأخذ إجازة العام كاملة في شهر رمضان من أجل الراحة والنوم نهارا والسهر ليلا، واجعله شهرا مختلفا شاركهم فيه هواياتهم واهتماماتهم .

2. ساعدهم على تخزين الكثير من الذكريات والصور الذهنية المميزة والجميلة عن هذا الشهر الكريم لاستدعائها بفرحة عند الكبر، مثل مشاركتهم في عمل زينة رمضان واصطحابهم إلى المساجد التاريخية المعروفة.

3. احكي لأبنائك حكايات وروايات عن رمضان زمان وكيف كنت تقضيه، وماذا كان يفعل أبواك معك وما أهم الصور التي تتذكرها عن هذا الشهر ومدى اختلافها عن اليوم .

4. احرص على شراء فانوس رمضان لصغارك ولا تعتبره شيئا تافها أو غير ضروري، فكثير من الآباء يتجاهلون شراءه لأطفالهم على سبيل التوفير لشراء الياميش على سبيل المثال ، وهنا على الأب أن يدرك أهمية الفانوس للطفل وعملية الربط بينه وبين مجيء شهر رمضان لكونه رمزا لهذا الشهر الكريم وفي المقابل عدم أهمية الياميش بالنسبة لهم.

5. اعلم أن مشاركتك لأسرتك مائدة الإفطار له عظيم الأثر في نفوسهم , فإذا كنت ممن يواصلون العمل قبل الإفطار وبعده فلا تفكر في راحتك فقط وتقوم بالإفطار خارج المنزل أو في مكان العمل لتوفير بعض الوقت والجهد، ولاتتخذ من ظروف العمل مبررا كافيا لعدم مشاركتك لأسرتك مائدة الإفطار ومناقشتهم أحداث يومهم و قامة حوار أسري معهم .

6. قلل من غضبك وسيطر على انفعالاتك , فكثير من الآباء يغضبون ويثيرون كثيرا قبل الإفطار ويفتعلون المشاكل مع الأبناء لأتفه الأسباب وربما استدعاء لأسباب سابقة، وكأن كل ذنب الأبناء هو صوم أبيهم .

7. رمضان موسم مناسب جدا لتعليم الأطفال العبادات والأخلاق والقيم والمبادئ بداية من الالتزام بالصلاة والإحساس بالفقير والعبرة من الصوم والتصدق والحرص على الترابط الاجتماعي، فاحرص على إقامة جلسات حوارية ونقاشية حول فوائد الشهر العظيم وأهميته، واعلم أن ذلك من شأنه إقامة علاقات صداقة بين الأب وابنه .

8. أشركهم في التصدق واختيار أشخاص يستحقون الزكاة من وجهة نظرهم وأوكل لهم مهمة توزيعها عليهم .

9. يتمنى كثير من الآباء اعتياد أولاده ارتياد المساجد.. ويعتبر رمضان فرصة سانحة لتعويدهم ذلك من خلال اصطحابهم لصلاة التراويح وصلاة الفجر والمواظبة عليها طوال رمضان.

10. كن قدوة لأبنائك في كل التصرفات والأفعال.. فعلى سبيل المثال يمكنك أن تتخذ من رمضان فرصة للإقلاع عن عادة التدخين حتى لا يقلدك الأبناء في هذه العادة السيئة.

11. شهر رمضان فرصة لتعليم أولادك الصبر من خلال تحملهم الجوع والعطش وبالتالي تعويدهم التفاني في أداء أعمالهم.

12. اتبع أسلوب التشجيع والمكافأة المادية أو المعنوية على أي عمل أو تصرف يقم به طفلك مثل الصوم أو قراءة القرآن أو المواظبة على الصلاة ، فهذا يشعره باهتمامك به فضلا عن أنه يخلق التنافس الأخلاقي مع إخوته ويدعم ثقته بنفسه.

13. احرص أن يكون العقاب متفقا مع حجم المشكلة فلا تكن متسامحا عن الحد المطلوب لكونك غائبا عن المنزل معظم الوقت ولاترغب في التنكيد على أبنائك، كذلك لا يجب أن تكون قاسيا أو عنيفا لخوفك من انحراف سلوك أبنائك لنفس السبب بل عليك إتباع الوسطية في التعامل.

14. اعمل على إبداء مشاعر الحب والحنان لأبنائك .. مثال على ذلك الترحيب بهم وعناقهم عند العودة إلى المنزل، وكتابة كلمة حب لهم عند الخروج إلى العمل وهم نائمون.

موضوعات ذات صلة:

رمضان بعد الثورة.. روشتة تربوية بطعم التغيير

أبي .. أمي .. لا تظلموا من أحبوكم

رمضان بطعم الثورة.. دستور جديد لحياتك الزوجية

اختلف مع جارك واكسب وده في رمضان

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الوفد
http://www.alwafd.org/?option=com_content&view=article&id=86687