الاثنين، 22 مارس 2010

ست الحبايب ياحبيبة


طبعا امبارح كان عيد الام كل سنة وكل ام طيبة وواخدة هدية كويسة مع العلم بان اي هدية مهما كانت غالية او باهظة الثمن لاتساوي اي شيء بجانب مافعلته ومازالت تفعله امي او اي ام تجاه ابنائها من حمل سهر واشياء اخرى كثيرة ارى ان احرف الكيبورد لا تستوعبها ,

اسالوني انا , فهذه الاشياء احسست بها بعد ما انجبت ستي سلمى وبقول ستي سلمى لانها هي اللي مربياني مش انا , ربنا يخليها لي يارب


وفي اليوم دة طبعا لازم اتذكر افضال اعز واغلى وانسانة علي وهي امي الغالية ربنا يخليها لي ويبارك لها في صحتها


ربما لا اتذكر ما فعلته امي معي عندما كنت صغيرة شاني شان اي طفلة تتعرف على سنوات عمرها الاولى من خلال السمع ممن حولها

ولكني اتذكر قول امي الدائم لي " بانني دائما سهلة معها في كل شيء " فتصف فترة حملي وولادتي بانها الاسهل بين اخوتي


وعندما كبرت واصبحت اكثر نضجا لم انسى ابدا انها كانت تصفني بالمطيعة والمريحة واتذكر اوقات كثيرة كانت امي تجلس معي وتحكي لي عن همومها ومشاكلها والتي ربما لم اكن اقدرها بالقدر الكافي وقتها , حتى انها كانت تحكي لي عن اماكن اوراقها الهامة وما تحمله من نقود وكل ما هو ثمين من وجهة نظرها


وعندما اتذكر كل هذا حاليا اتعجب كثيرا , كيف لها ان تثق في طفلة ولا تخشى لساني شاني شان اي طفلة ممكن ان ترمي بالكلام هنا وهناك وايقنت انها فقط كانت تحب الفضفضة معي

واتعجب ايضا من نفسي كيف كنت امينة جدا على كل كلمة تنطقها معي , وربما هذا ما جعلني كثيرا احس بانني اكبر من سني وان امي قد اعطتني مسئولية وعلي ان اكون على قدر المستوى من الثقة


هذه الاشياء قد تبدو بسيطة ولكنها شكلت في شخصيتي كثيرا وجعلتني احمل صفات كثيرة انسب الفضل فيها لامي الغالية فجعلتني احس بقدر كبير من الثقة في نفسي وفي تعاملاتي مع الاخرين

ولم انسى تعاملاتها معي امام اصدقائي , فان طلبت مني صديقة ان اذهب معها الى مكان ما لقضاء حاجة لوالدتها لم ترفض طلبي اطلاقا امام صديقتي كنوع من الشياكة في التعامل وبعد ذلك تنبهني بما تراه مقبول ومرفوض حتى لا افعله مرة اخرى وربما هذا هو سر ادماني لقواعد الاتيكيت وتطبيقها في حياتي ومع اصدقائي ورفضي لكل تصرف من حولي ارى انه غير متضابق مع قواعد الاتيكيت فانا مقتنعة تمام الاقتناع بان الاتيكيت ماهو الا تطبيق لمباديء واسس الشريعة الاسلامية

كل ذلك كانت امي الغالية تفعله بالرغم من عدم تعلمها وكونها امراة بسيطة جدا

ولا بد ان اشير ايضا الى جميلها العظيم في عنقي عندما كانت تسهر معي الليالي ايام امتحاناتي , قد لا تكون مستيقظة تماما ولكنها تنام في حجرتي وتظل على اتصال بي طوال الليل لترى هل انتهيت من مراجعة المادة ام لا

واتذكر هنا عندما تعبت ليلة امتحان اللغة الانجليزية في الثانوية العامة نتيجة اهمالي لها بالطبع طوال العام واستطاعت امي ان تهدئني وتبث الثقة في وتقنعني بانه امتحان مثله مثل اي مادة ولا بد ان تستقر اعصابي حتى استطيع مواصلة باقي الموادوخاصة انني كنت دائما من اوائل المدرسة , وخرجت مسرعة ليلا تبحث لي عن نسخة من جريدة الجمهورية والتي كانت تخصص ملحق يومي لمراجعة مادة الامتحان
وبما انني اسكن في قرية فالنسخ جميعها كانت قد انتهت ولكنها الغالية لم يهدا لها بال وبدات تسال الجيران وتبحث عمن قد اشترى هذا العدد من الجريدة حتى احضرت لي العدد وبدات اذاكر ما جاء بهذا الملحق فقد كان ملما بالمنهج كله ودخلت الامتحان ومازلت حتى الان اتذكر نتيجتي في هذه المادة 21 من 25 ونقصت درجة اخرى في اللغة العربية وهذا كل ماكان ينقصني للمجموع الكلي في المرحلة الاولى من الثانوية العامة


وعندما ظهرت نتيجة الثانوية وقررت الالتحاق بكلية الاعلام جامعة القاهرة كانت امي لها وقفات كثيرة بجانبي فقبل بداية العام الدراسي جاءت امي معي لتقديم اوراقي بالكلية وتنسيق الاقامة بالمدينة الجامعية وادركت امي الفارق بين الكلية والقرية التي نعيش بها فما كان منها الا ان قالت لي " مش تقلقي ابدا يارشا ان شاء الله مش هخليكي محتاجة لحاجة ابدا وانتي ايضا لا تسمحي لنفسك بان يتخللك احساس بانك اقل من اي احد " وبالفعل صدقت امي فكانت لا تحرمني من اي شيىء ولم احس يوما بان مظهري العام وطريقتي في الملبس اقل من اي احد بل كنت والحمد لله على نفس المستوى واحسن وايضا لم تمتنع امي ومعها ابي في ان اذهب رحلات مع اصدقائي واشترك في المعسكرات الصيفية وخلافه


وعندما انتهيت من الدراسة في الجامعة لم انسى ما فعله ابي وامي معا من موافقتهم لي استمرار العيش في القاهرة حتى اعمل في المجال الذي تخصصت فيه

كل هذه التصرفات كانت تحسسني بان ابي وامي قد وضعوا في ثقة كبيرة وعلي ان احترمها واتمنى ان اكون قد احترمتها بالقدر الكافي


وعشان كل دة بقول لك النهاردة يا امي كل سنة وانتي طيبة يا اعز واغلى انسانة في حياتي وكمان بعترف لك انه بالرغم من وجود ممدوح وسلمى في حياتي ومكانتهم الغالية في قلبي الا انك تحتلين مساحة خاصة جدا لا يجرؤ احد على الاقتراب منها

وارجوا ان تسامحيني لانني اعلم جيدا انني مقصرة في حققك فلا تساعدني الظروف على اعطائك بعضا من حقوقك

واخيرا اتمنى من الله ان ارى ابنتي مقدرة لدوري معها مثلما اراكي يا اغلى الغاليين فانتي مازلتي مدرسة اتعلم منها في تعاملاتي مع سلمى