الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

مجرد فضفضة


هل الأجيال الصاعدة محظوظة بالتطور التكنولوجي السريع أم أنها ....................؟
هل المستقبل أكثر إشراقا أم .........؟
هل الواقع ينبئنا عن خلخلة واضحة في القيم والعادات والتقاليد ؟

أسئلة كثيرة تراودني وأخاف منها خاصة بعد أن أصبحت أما فقد تخيلت كثيرا حياتي وتعاملاتي مع طفلتي حتى قبل أن تأتي وتنشر إشراقها في حياتي بل قبل أن أتزوج أساسا

والغريب أن كل تخيلاتي كانت تنم عن علاقة مستقرة تسودها الصداقة والصدق معا فالصدق أساسا من الصداقة
وظلت هذه العلاقة التي طالما حلمت بها ومازلت تراودني إلى أن تزوجت ورزقني الله بالعزيزة الغالية سلمى

مرات كثيرة بل ما أكثرها ما نظرت إلى وجهها البريء عندما كانت طفلة مازالت في اللفة- لا تعي شيء من حولها سوى النظر إلينا ونشر الابتسامات الجميلة التي عودتنا عليها – وأخذت اتاملها وأتخيل حياتي معها ومدى التقارب بيننا في الأفكار ووجهات النظر وإعجابها هي أيضا بآرائي المعاصرة أو الشبابية للموضوعات المختلفة عندما تحكي معي وتفضفض عن أمور خاصة بها أو ببنات من نفس سنها

كل هذا أفكر فيه خوفا من الغربة أو الاغتراب الذي يتحدثون عنه بين الأجيال ورغبة مني بان أظل كما أنا ومن وجهة نظري المتواضعة أرى إنني أستطيع مواكبة ابنتي ومعاصرة الأحداث التي تعيشها ممكن نتيجة الخبرات التي اكتسبتها من حولي كما أنني عاصرت بداية التقدم التكنولوجي وأحاول معرفة كل ما هو جديد

ولكن .......

لم يدم تخيلي طويلا فالعزيزة الغالية قد كبرت وبدأت تعلن عن نفسها وعن شخصيتها المستقلة ومتطلباتها التي تسعى لتحقيقها بشتى الطرق حتى لو اضطرت إلى الكذب والمراوغة والحيل التي لا تنتهي
ولا تندهشوا فابنتي التي أتحدث عنها ليست آنسة على أعتاب المرحلة الثانوية أو تستعد للالتحاق بالجامعة بل هي مازالت صغيرة صغيرة جدا بل لم تتم عامها الثاني بعد

ولكنها تبهرني بردود أفعالها التي أقف أمامها مندهشة ولا يسعني إلا أن أقول صغيرتي قد كبرت وهذه الأفعال التي تصدر عنها ما أكثرها كان تمثل لي البكاء وتستعطفني أو تكذب علي وتعلن عن رغبتها في دخول الحمام فقط لكي استيقظ من نومتي والعب معها أو تضع يداها على أذنيها عندما أبدا في اسطوانتي المشروخة من وجهة نظرها " ماتعمليش كدة تاني يا سلمى , ماما هتزعل يا سلمى لو عملتي كدة تاني " بابا زعلان ومش هيكلم سلمى " وإصرارها الدائم بان تفعل ما تريده بصرف النظر عن أي شيء
وربما هذا ماجعلني أفكر مرة أخرى في العلاقة التي رسمتها أو نسجتها في خيالي فالواقع مختلف تماما لأنني من جيل وهى من جيل أخر تماما وهذه هي الحقيقة الغير قابلة للجدل أو النقاش فهو الواقع للآسف
فكما كنت أفكر أنني من عالم وأبي وأمي يعيشون في عالم آخر تماما وان هناك فرق شاسع في الأفكار وردود الأفعال واتهمنا بأننا جيل متسرع وجيل ثورة الاتصالات
فما بالنا بالأجيال القادمة وما هي الاتهامات التي ستوجه إليه

فالنت الذي عاصرته في مرحلة الجامعة ستجده ابنتي واقعا مع أول معرفتها بهجاء كلمة كمبيوتر
وبمناسبة الحديث عن النت هل يتذكر من هم في نفس سني إعلانات المراسلة في المجلات التي كانت تجذب أي منا ونبدأ في نقل العنوان والبدء في المراسلة
وهل مع الحديث عن أن العالم أصبح يمثل قرية صغيرة ستصدق ابنتي أن أبيها وأمها قد عاصروا مرحلة المراسلة الورقية لصديق في بلد أو دولة أخرى بعد أن أصبح في استطاعة الجميع الاتصال بالآخرين في أي مكان في العالم مهما بعدت المسافات دون تعب أو إرهاق ومعرفة ما يدور في العالم كله من أخبار ؟

وجهاز الموبايل 3310 الذي كان يمثل أحدث صيحات الموضة عندما كنت طالبة بالجامعة قد انتهى العمل به وأصبحت الأجهزة في تطور سريع ومذهل حتى أن سلمى تستطيع أن تفرق بين الأجهزة التاتش والأخرى ذات الأزرار

وأكيد اللي من نفس سني برضه بيستغرب مثلي كتيير لما يشوف فيلم قديم ويلاقي إن أحداث الفيلم تدور حول مشكلة عويصة ما كانت لتصبح مشكلة لو أن البطل أو البطلة امتلك جهاز الموبايل وبحس إن الدنيا أصبحت سهلة جدا فما بالنا بالأجيال الصاعدة وما رد فعلها عن مشاهدة مثل هذه الأفلام
مممممممممممممممم
وهل هذه الأفلام سيظل عرضها أساسا على الشاشات
؟

وياه فاكرين جهاز الووكمان " "walkman طبعا كان ياهناه وسعده اللي معاه ووكمان وبحكم طبيعة دراستي كنت امتلك واحدا واستغل كل أوقات فراغي في الاستماع إلى شرائط الكاسيت الجديدة لتامر حسني أول ما ظهر على الساحة الغنائية وشرين وبهاء سلطان ولما أحب اسمع حاجة نظيفة على مزاجي اسمع فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم
تفتكروا الأجيال القادمة هتعرف يعني إيه ووكمان أساسا الذي انتهى العمل به سواء في الاستماع أو التسجيل وحلت محله أجهزة الموبايل الحديثة والفلاشة
بل إنني اعتقد أن الجيل الصاعد لن تتاح له الفرصة للتعرف على شرائط الكاسيت دي والتي اشك في وجودها الآن في معظم البيوت وأصبح تشغيلها قاصرا على التكتك حتى أن معظم التكاتك أصبحت تشغل نظام الCD كاسيت


وطبعا في كتير مننا نسى أو تناسى الكاميرا الفوتوغرافية وطبعا عندنا حق ننساها فما الداعي للاحتفاظ بها والظهور بمظهر المتخلفين عن مواكبة التقدم التكنولوجي والأجهزة الديجتال " بس على فكرة أنا بحب الكاميرا الفوتوغرافية جدا ونفسي امتلك واحدة بس اللي منعني انه أكيد الأفلام والتحميض سينتهي العمل بهم قريبا "
ربنا يهديكي لي يا سلمى
قولوا آمين